نصرالله: الروح التي انتصرت على العدو ما زالت موجودة وثقتنا بالمقاومة كبيرة جداً
طهران - كيهان العربي:- جدد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ثقته بالمقاومين وبيئة المقاومة، وقال إن الروح التي انتصرت على العدو ما زالت موجودة وثقتنا كبيرة جداً بالمقاومين، وأردف السيد نصر الله مؤكدا إن ثقتنا كبيرة جداً ببيئة المقاومة، مضيفا انه رغم كل محاولات سلخ المقاومة عن بيئتها، سيبقى الجانب الروحي في صلب ماهية المقاومة.
وشدد نصرالله في مقابلة مع إذاعة "النور"، بمناسبة الذكرى العشرين لعيد المقاومة والتحرير، على أن العامل الأول في أصل المقاومة هو الحفاظ على روحها بكل أصالتها وقوتها، مؤكداً أن ما تحملته المقاومة لم تكن لتتحمله لوحدها إنما تحملته بيئة المقاومة وعوائل الشهداء والأسرى بمختلف المناطق وكانت روحهم عالية ولا زالت. وأكد أن الجانب الإيماني هو ماهية المقاومة وأصلها، وقال إن هذه الروح الإيمانية ستستمر بثباتها وعشقها لله عزوجل.
وأشار الى أن وزير حرب العدو الصهيوني "بني غانتس" هو من أقفّل البوابة في 24 أيار من عام الفين، وأكد أن القيادات الرئيسية اليوم في كيان الإحتلال عاشت التجربة في جنوب لبنان.
وشدد، أن الصهاينة عاشوا هاجساً من 2006 لليوم، وأضاف انهم يتهيبون من الاقدام على أي خطوة ويعترفون أنهم لم يستطيعوا ان يمنعوا تعاظم المقاومة.
واكد نصرالله أن المقاومة من العام 1982 كانت ترى ماذا سيحصل في 2000، ولفت الى أن الكيان الصهيوني لا تهمه إلا مصلحته والمشروع الحقيقي بالنسبة له هو كل فلسطين بما فيها الضفة، مشيراً الى أن ما حصل من 1982، شارك فيه مجموعة كبيرة واللائحة طويلة، الاحزاب الوطنية والحركات وكل من شارك في المقاومة في السنوات الأولى.
وشدد أن عبارة "إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت” جاءت في وقتها تزامناً مع هزيمة الجيش الاسرائيلي، وقا:ل إنها "حفرت كثيراً بقادة الكيان الاسرائيلي”، مضيفاً إن الردع الموجود ضد العدو هو نتيجة المعطيات الواقعية وليس نتيجة خطابات. ولفت إلى ان القادة الإسرائيليين اليوم خبروا تجربة الانسحاب من جنوب لبنان "وحفر ذلك كثيراً بهم”. وذكر أن وزير الحرب الصهيوني الجديد "نفتالي بينيت" لديه تجربة كبيرة من الخيبة في جنوب لبنان خلال فترة الاحتلال.
وأوضح نصرالله أن فكرة العدو الصهيوني كانت أن ينسحب هو الى الحدود ويُبقي "جيش لحد” هو من يقاتل المقاومة وبذلك يحول الحرب الى أهلية، لكن إنهيار "جيش لحد” كان مفاجئة لجيش العدو، وشدد على أن أداء المقاومة عام 2000 جنّب لبنان حرباً أهلية طائفية خطط الإسرائيلي لإشعالها، وان المقاومة قدمت نموذجاً مشرقاً في التعاطي مع العملاء.
وأكد الامين العام لحزب الله، أن لبنان يملك الردع في وجه الكيان الصهيوني، وكل شيء له حساب وتعرف ‘إسرائيل’ بأنها ليست أمام عدو يستهان به، وشدد على أن الانسحاب الاسرائيلي عام 1985 نحو الشريط الحدودي المحتل لم يكن منة من "إسرائيل”.
ولفت بالقول: أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك يقول إن شارون كان هدفه اخراج المقاومة الفلسطينية من لبنان وايصال آل الجميل الى السلطة ويقول إن الهدف كان تجميع الفلسطينيين في الأردن وإسقاط السلطة الهاشمية. وأشار الى أنه ما زال مشروع الوطن البديل للفلسطينيين في الأردن قائماً لدى "إسرائيل”، مشيرا إلى أن "إسرائيل” كانت تتآمر على الأردن عام 1982، واليوم لا زالت تتآمر عليها من خلال صفقة القرن.
وأكد نصرالله أن الكيان الصهيوني هو كيان عنصري، هو ليس دولة دينية هو دولة عنصرية وتتصرف بشكل عنصري، وقال: إن قناعتنا بأن الكيان الصهيوني لن يستمر لأنه مصطنع وغريب عن المنطقة، واضاف: أن الدولة التي تستند على عامل خارجي وهي الولايات المتحدة عندما يضعف العالم الخارجي ستنهار، ولفت الى أن منظر "الإسرائيليين” وهم يحملون أمتعتهم ويرحلون هو مشهد طبيعي "إنها مسألة وقت”.
وشدد بالقول:أن الجانب الداخلي اللبناني في العام 2000 لم يكن أفضل من الآن، لم يكن هناك إجماع على المقاومة، وأوضح أن المقاومة من العام 1982 إلى اليوم، لم تخسر الاجماع لأنه لم يكن هناك إجماع يوم من الأيام على المقاومة، وقال إنه لا يعتقد أن الأجواء الداخلية في لبنان عام 2000 كانت أفضل بكثير من الاجواء الحالية، وقال إنه "لم يكن هناك إجماع لبناني على المقاومة حتى يقال إنها خسرته”.
وقال: أن حضور أميركا المباشر الى المنطقة هو تعبير عن ضعف حلفائها وهو مؤشر قوة لمحور المقاومة، موضحاً أن "إسرائيل” تعرف وتقول إن المقاومة ازدادت قوة باضعاف مضاعفة. وشدد إن مستوى التأييد لخيار المقاومة لدى الشعب الفلسطيني هو أعلى من أي وقت مضى.
وأكد نصرالله أن المقاومة في عام 2000 لم تكن هي نفسها الآن المقاومة في حالة تصاعد، وإن البيئة الاستراتيجية اليوم ليست كاملة لمصلحة العدو هناك حالة من التوازن، مشيراً إلى أن قوة المقاومة اليوم في فلسطين المحتلة عنصر قوة استراتيجي في صالح محور المقاومة، وأوضح أن المقاومة والعدو يملكان القدرة على المبادرة لكن نتيجة التوازن بينهما يحسبان كل الحسابات.
ووجه كلمة للصهاينة قائلاً: أقول للإسرائيلي كل الحدود هي خارج دائرة الأمان عندما تعتدي علينا، ولفت الى أن الإسرائيلي يبحث عن وسائل ليعمل من دون بصمة كما فعل في الضاحية الجنوبية بمسألة المسيّرات، وتابع أن ما يحمي لبنان اليوم - الانجاز اليوم- هو الردع وهذا ما هو واضح بسلوك العدو، وأوضح إن "اسرائيل" تعرف أن أي قصف للبنان لا يمكن أن يمر من دون رد وهذه قاعدة من قواعد الاشتباك، وتابع أن الإنجاز اللبناني بعد التحرير هو الحماية والردع وهذا موجود باعتراف العدو.
وفي الملف السوري، أشار السيد نصرالله أن أمل العدو كان إسقاط النظام السوري والجيش السوري يتمزق وحزب الله يعود الى لبنان، مؤكداً أن هناك فصائل في المعارضة السورية كانت على اتصال مع "إسرائيل” وتتلقى منها الدعم على مختلف المستويات، واوضح أن الرهان الإسرائيلي على الجماعات المسلحة في سوريا سقط، لذلك لجأ الى قصف هنا وهناك ووسائل نقل بين الحدود.
وكشف أن الاسرائيلي لم يُخطئ في الضربة الأخيرة على الحدود اللبنانية، هو لم يكن يهدف الى قتل شبابنا لذلك أرسل إنذاراً قبل أن يضرب وهذا جزء من قواعد الإشتباك،
اقليمياً، شدد نصرالله على أن المواجهة مع الاميركي بعد اغتيال الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني مواجهة شاملة وليست عسكرية فقط، وأشار الى أن الجو في العراق هو بوجود إرادة شعبية برحيل الأميركيين من العراق وهي إرادة حاسمة، والى أن القوات الاميركية في سوريا هي قوات احتلال وهناك ارادة ومقاومة شعبية لاخراج الاميركي من سوريا.
وأكد أن فشل الحرب على اليمن هو فشل أميركي وكذلك فشل صفقة القرن بعدم توقيع أي فلسطيني عليها، مشيراً الى أن الولايات المتحدة بدأت تعيد النظر في وجود قواتها في المنطقة، وأكد أن صفقة القرن انتهت وولدت ميتة وما يجري هو إجراءات من جانب واحد.
وأكد السيد نصرالله أن الحرب بين أميركا وايران مستبعدة جداً، وأشار إلى أنه في المدى القريب من المستبعد حدوث حرب على جبهات متعددة، ولا توجد مؤشرات على نية "إسرائيل” شن حرب على لبنان.
وحذر نصرالله العدو الصهيوني من فتح المعركة الكبرى في المنطقة ومحور المقاومة يناقش فتح مختلف الجبهات معاً، وقال: إن الحرب الكبرى إذا وقعت ستكون نتيجتها زوال "إسرائيل” و”احد اشكال الردع هو التحضير في محور المقاومة للحرب الكبرى.
وأشار الى انه "قد تنتهي "إسرائيل” بتغير الظروف التي قامت على أساسها من دون أن نحتاج الى حرب وهذا سيناريو واقعي، مؤكداً في ختام المقابلة ان "محور المقاومة في موقع قوة.