kayhan.ir

رمز الخبر: 83937
تأريخ النشر : 2018October15 - 21:05

تصاعد الصراعات داخل ادارة ترامب في ظل التحولات العالمية المتسارعة...!


محمد صادق الحسيني

التخبط سيد الموقف في ادارة الرئيس ترامب والتحولات العالمية من حول سياستها الخارجية تتسارع باتجاه عقد صفقات او تسويات سيما فيما يتعلق بقضايا وملفات تتعلق بمنطقتنا العربية والاسلامية ...!

ثمة من يعتقد ان الرئيس ترامب يميل الى الصفقات اكثر مما يميل للتسويات العادلة بسبب جشعه وميله للمال والمنافع المباشرة وانعدام الاخلاق لديه حتى في التعامل مع فريقه الخاص..!

والرواية التي تلوح في الافق فيما يخص الصفقة التي تخص منطقتنا يقال ان عمودها يفترض ان يكون هذه المرة اعادة تشكيل السلطة في السعودية بعدما تبين تعثر بل سقوط حصان الغرب الفاشل محمد بن سلمان على ان تشمل الصفقة كما يتردد ملفات اليمن والبحرين والكويت وشمال شرق الفرات ( الكرد) والداخل التركي بما يعزز دور اردوغان الاقليمي وضمان استمرار المصالح الامريكية الناتوية وفي مقدمها تصفية القضية الفلسطينية ....!

المراحل المذكورة اعلاه تتشكل تباعاً ، ولكن الرد عليها في المقابل من قبل محور المقاومة واصدقائها الدوليين هو الاخر يعد له على قدم وساق والحرب سجال ...!

وفي هذا السياق وفي اطار سياسة الرئيس الاميركي ، التي تفتقد الى اي استراتيجية ثابته وواضحه ، قام الرئيس نفسه بتأكيد التناقض الكبير ، الذي لا يليق بمقام رئيس احدى الدول العظمى في العالم ، وذلك خلال المقابلة الصحفيه التي اجرتها معه محطة CBSN اَي محطة سي بي اس نيوز الاميركيه ، التي ستبث عند الساعه ١٩ : ٣٠ بتوقيت شرق الولايات المتحده ( واشنطن / نيويورك ) اَي الساعه ٠٢ : ٣٠ بتوقيت القدس ، والتي نشرت المحطة مقتطفات منها على موقعها الالكتروني الساعه ٠٨ : ٣٧ بتوقيت واشنطن ، أي الساعه ١٥ : ٣٧ بتوقيت القدس ، كرر الرئيس الاميركي تناقضات تصريحاته وذلك من خلال :

١)نفيه وجود اية فوضى في ادارته .

٢)إيحائه باحتمال استقالة او اقالة وزير الدفاع ، جيمس ماتيس ، وذلك ردا على السؤال الذي طرحه عليه الصحفي الذي اجرى المقابله ، ليسلي شتال Lesley Stahl ، في برنامج ٦٠ دقيقه .

حيث اجاب ترامب قائلا : بعض الأشخاص في الادارة لا يسرني وجودهم . وعندما سأله المحاور بطريقة اوضح عما اذا كان وزير الدفاع سيستقيل ام لا ، اجاب قائلا : حسنا ، أنا لا اعرف وهو لم يبلغني بذلك . ولكن علاقتي معه جيدة جدا حيث تناولت الغداء معه قبل يومين .ان علاقتي معه جيدة جدا . ولكن يمكن ان يكون كذلك ( اَي بصدد الاستقالة او الاقاله ) .اعتقد انه بشكل ما ديموقراطي ( نسبة للحزب الديموقراطي ) اذا ما كنت تريد معرفة الحقيقه. وأضاف ترامب ان الجنرال ماثيس شخص طيب او جيد ونحن متفاهمون . يحتمل ان يترك ( He may leave ) . قصدي ان كل شخص يحب ان يذهب في وقت ما . كل إنسان يذهب . كل إنسان .الناس تذهب او تترك . هذه واشنطن .

ولكنه حاول تحوير حقيقة الفوضى التي عمت ادارته منذ توليه الحكم بالقول : انني أقوم بتغيير الأشياء من حولي وأنا مخول بذلك ولدي حاليا أشخاص جاهزون مثيرون للدهشة . انهم سينضمون للإدارة وسيكونون مدهشين .

ولكن الحقيقة تأبى ليَ عنقها وتبقى عصية على التزوير حتى على مقدم برامج حواريه تلفزيونيه مثل دونالد ترامب ، الذي يتقن اختيار الكلمات والتلاعب بها لتضليل محاوره وإخفاء الحقائق . والتي أهمها في هذا السياق ما يلي :

•ان مواقف وزير الحرب ، الجنرال ماتيس ، تتناقض تناقضا عميقا مع مواقف مستشار ترامب لشؤون الامن القومي ، الصهيوني جون بولتون ، وذلك لاختلاف نظرتهما لأساليب ادارة السياسات والاستراتيجيات الاميركيه على صعيد العالم .

•اذ يكفي النظر الى مواقف الرجلين من الموضوع الكوري الشمالي في صيف العام ٢٠١٧ ، حيث كان بولتون لا ينقطع عن التهديد والوعيد لكوريا الشماليه ورئيسها ، بينما واصل وزير الدفاع دعواته لخل الأزمة بالطرق الدبلوماسية.

•والأهم من ذلك ان مصادر دبلوماسيه غربيه عليا ، على علاقة وثيقة بالبيت الأبيض وبدوائر صنع القرار الاخرى في واشنطن ، افادت بانها قد اطلعت على تقارير غاية في الدقة حول احتدام الصراع ، بين الجنرال ماتيس وجون بولتون والعديد من الشخصيات اليهوديه ، في الادارة الاميركيه الحاليّه ، مثل جاريد كوشنر وغيره ، حول طريقة التعامل مع اختفاء الصحفي السعودي ، جمال خاشقجي...

اذ يرى وزير الحرب انه قد اصبح من الضرورة بمكان العوده الى السياسه الامريكيه المتوازنة في الشرق الأوسط بما يستدعي كبح جماح بعض القوى التي قد تلحق الأذى بمصالح الولايات المتحده الاميركيه في المنطقة والعالم .

بينما يواصل التيار الليبرالي / الصهيوني في البيت الأبيض ، اَي محور بولتون كوشنر ، الضغط باتجاه مواصلة السياسه التي يمارسونها منذ ان دخلوا البيت الأبيض والتي تنطلق من عقيدة ضرورة تصفية القضيه الفلسطينيه كطريق وحيد للسيطرة على الشرق الأوسط .

وهذا هو بالضبط العامل الذي دفع الرئيس ترامب الى طرح موضوع اقالة وزير الحرب مرة اخرى . ونعني بالعامل الطريقة التي تتعامل بها ادارة ترامب مع أزمة الخاشقجي .

اذ ان تيار صفقة القرن وتصفية القضيه الفلسطينيه يعمل بكل قوة على مساعدة النظام السعودي ، خاصة محمد بن سلمان ، في الإفلات من العقاب بسبب جريمة اغتيال الصحفي السعودي ، جمال الخاشقجي ، بينما يعمل التيار الوطني الاميركي والأكثر عقلانية على اعادة الأمور الى نصابها في الشرق الأوسط ، خاصة في السعوديه ، لان الهدف يجب ان يبقى المحافظه على المصالح الامريكية العليا وليس المحافظه على أصدقاء لأشخاص في المراتب الاميركيه العليا .

وقد ختم المصدر المطلع بالقول ان اقالة وزير الحرب لن تكون سهلة خاصة وانه سخر من مثل هكذا اشاعات كانت قد أطلقت الشهر الماضي . ويعتقد المصدر ان وزير الحرب لا يقف وحيدا في الميدان وانما يقف الى جانبه العديد من اركان الدولة العميقه في الولايات المتحده الاميركيه .

بدأوا ينهشون بعضهم بعضا

بعدنا طيبين قولوا الله