kayhan.ir

رمز الخبر: 66742
تأريخ النشر : 2017November17 - 20:30

نحبك يا سعودية!


كتب تسفي برئيل، في صحيفة "هآرتس" قائلاً إنه "ليس لدى إسرائيل حليف أفضل من المملكة العربية السعودية. فهي تحارب حزب الله، بل اطاحت برئيس الوزراء اللبناني الذي تعايش لمدة عام في سلام مع هذه المنظمة.

ولا توجد دولة أخرى في العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة، تعمل بمثل هذا العناد ضد إيران، لا بل خرجت للحرب في اليمن، وليس من أجل اليمنيين، الذين يمكن لهم بالنسبة لها الموت جوعاً، ولكن من أجل الحد من النفوذ الإيراني.

السعودية أيضاً تحذر حماس من تجديد العلاقات مع طهران وتضغط على واشنطن للخروج من سباتها من أجل العمل ضد التهديد الإيراني. ويبدو أنها سوف تكون سعيدة بضم إسرائيل إلى "المحور السني". كل الاحترام يا ولي العهد، محمد بن سلمان، الذي عمل بشجاعة على إقصاء عدة وزراء عن كراسيهم، في حربه ضد الفساد ولا يتخوف من مواجهة الأوليغاركية الدينية السعودية.

المملكة العربية السعودية هي حلم الدولة اليهودية. صحيح إنها في سلوكها تجاه إيران، تُحطم إلى شظايا، البديهية التي بنيت عليها استراتيجية إسرائيل الأمنية، والتي تعتبر الدول العربية تسعى إلى تدميرها هي بالذات، ولكن في المقابل، تعزز السعودية وضع إيران كعدو نهائي.

كان يمكن التوقع بأن مثل هذا التحالف مع قوة عظمى عربية تشارك إسرائيل في نظرتها إلى العدو الأكبر، سوف تحتم، على الأقل، النظر الجاد إلى المصالح السعودية على الحلبة الإسرائيلية -الفلسطينية. على سبيل المثال، أن نذكر بالمبادرة السعودية التي عرضت التطبيع العربي مع إسرائيل مقابل الانسحاب من جميع الأراضي. ما كان سيحدث أي ضرر لو كانت إسرائيل قد مدت يدها إلى المملكة وعرضت البدء بمفاوضات مع الفلسطينيين على أساس تلك المبادرة، بل وربما تطلب الوساطة السعودية. كما أنه ليس من المبالغ فيه، محاولة تشكيل تحالف عربي يتكون من مصر والأردن والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية لهذا الغرض. سيما أن بنيامين نتنياهو لا يتوقف عن المفاخرة بنوعية العلاقات التي نجح (طبعاً هو) بتأسيسها مع دول عربية، بل حتى تلك التي لم توقع اتفاق سلام مع إسرائيل. التحالف مع مصر يعمل بشكل جيد على الحدود الجنوبية، والتعاون الهادئ والاستراتيجي يجري أيضاً مع الأردن، وتحولت دولة الإمارات العربية المتحدة بالفعل إلى شريك هادئ.

المشكلة هي أنه حتى تحالف المصالح مع السعودية يشوبه عيب أساسي. انه يطالب إسرائيل بدفع ثمن سياسي أكثر من اللازم. فحسب رأيها، يجوز التعاون مع الدول العربية ضد الأعداء المشتركين، ولكن ليس مقابل سلام حقيقي. ومن وجهة نظر اسرائيل فان المنافع الأمنية والاقتصادية الهائلة التي قد تنجم عن عملية سياسية تشارك فيها الدول العربية المناهضة لإيران، لا تساوي اكثر من قشرة الثوم. وهي ستواصل تحمل التكاليف الاقتصادية والأمنية لتنمية حوالي نصف مليون مستوطن، ناهيك عن سحق الديمقراطية الإسرائيلية. أما التحالف مع السعودية أو الدول العربية الأخرى – فمجاني فقط.

وهكذا، في الوقت الذي ابتهجت فيه إسرائيل عندما تم اطلاق صاروخ باليستي من اليمن على العاصمة السعودية، وتحتفل باستقالة/ إقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، لأنها تعتبر ذلك حوافز لتعزيز النضال ضد إيران، فإنها تنطوي على نفسها كالقنفذ كلما ذكر أحدهم المبادرة السعودية. وتفترض اسرائيل ان العدو المشترك سيجعل المملكة والدول العربية الاخرى تنسى المسألة البغيضة المسماة "عملية السلام".

خلال السنوات السبع التي انقضت منذ ثورات الربيع العربي، والسنوات الثلاث منذ سيطرة داعش على أراضي في سوريا والعراق، تم استبدال التحالفات والائتلافات في الشرق الأوسط كما يحدث للمشاكل. أولئك الذين عرفوا كيفية الاستفادة من الفرص، مثل روسيا وإيران وتركيا، حققوا رأسمالا سياسيا. وهذه الفرصة مطروحة الآن على عتبة إسرائيل. لكنها تعلمت الدرس الفلسطيني جيداً: انها لا تفوت أي فرصة لتفويت فرصة.

الميادين