kayhan.ir

رمز الخبر: 187338
تأريخ النشر : 2024May07 - 20:40

اقتحام رفح دفن في مهده

 

خلافا لكل ما يصدر من بايدن من خزعبلات علی انه يمارس الضغط علي نتنياهو والكيان الصهيوني سرعان ما تكذبه الوقائع  واقرب مثال علی ذلك هو ما طبل له الاعلام الاميركي موخرا بان بايدن يعارض اكتساح اسرائيل لرفح وبالطبع لم ينطلق هذا الموقف من مبادي انسانية انما ينطلق من حرص الادارة الاميركية علی مصير الكيان الصهيوني الذي يترنح تحت ضربات المقاومة وجبهات اسناد محور المقاومة وهي من تتحمل اعباء انتشاله من هذه الورطة لذلك لا تحبذ الوقوع في مآزق مريرة يصعب عليها الخروج منها .              لكن هناك حالات اخری متفق عليها يلعبها الطرفين لتقاسم الادوار لخلط الاوراق كالاتصال الاخير الذي اجراه بايدن خلال ال 48 ساعة الاخيرة  مع نتنياهو الذي طلب منه فتح معبر كرم ابو سالم واذا به ليس لم يفعل ذلك بل اقدم علی اغلاق معبر رفح الانساني الذي هو معبر لعبور المرضي والمسافرين والمساعدات .ولم يمضي علی هذا الطلب سوی سويعات حتی هاجم نتنياهو معبر رفح المدني واحتلها بدباباته ليضاعف من معانات والام الشعب الغزاوي المنهك منذ اكثر من سبعة شهور بسبب حرب الابادة التي يشنها العدو الصيوني الغادر. السوال الذي يطرح نفسه ما هذه الازدواجية  القذرة التي تلعبها كل من واشنطن وتل ابيب .انها اصبحت بالية ومن الماضي  ولم تنطلي علی احد .اسرائيل هي ولاية اميركية ولا نقاش فيه فاميركا لا تخطو اي خطوة الا وتضع المصلحة الاسرائيلية امامها.                         

      فبعد موافقة حماس وبالتنسيق مع فصائل المقاومة الفلسطينية الاخري علی المقترح المصري لتنفيذ الصفقة حشر نتنياهو في الزاوية الحرجة واصبحت الكرة في ملعبه وليس امامه من مخرج سوی ان ينكث بالاتفاق الذي هرع مديرعام الی المنطقة من اجله لكسب المزيد من الوقت وكذلك ابتزاز واشنطن حتی يجد مخرجا لمازقه خاصة وان غالانت نصحه قبل ساعات من حماقته باقتحام معبر رفح باننا قد وصلنا الی الطريق مسدود في غزة وعلينا  ان نقبل بالصفقة لكن نتنياهو المحاصر من كل مكان خاصة مستقبله السياسي والشخصي لا يفكر الا بانقاذ نفسه ولم يكن امامه منفذا سوی الذهاب الي رفح لانه لا يملك ورقة اخری خاصة وان اليمين المترط من وزرائه هو ايضا من يضغط عليه للذهاب الی رفح و بالتالي ابتزاز بايدن من خلال هذه الورقه لكن سرعان اصطدم بالواقع اذ لم تمض سوى عدت ساعات على اقتحامه معبر رفح المدني و اذا به يصطدم بمقاومة عتيدة و شرسة من قبل ابناء غزة حيث اوقعوا بقواته المزيد من الخسائر في المعدات و الارواح من اضطر ان يوعز الى احد جلاوزته على ان يصرح لشبكة سي ان ان الاميركية على انه خبير في الخطط الاسرائيليه بان عملية رفح "محدودة للغاية" و تاتي للضغط على حماس و انها ليست للتوغل الاكبر في رفح .

الهدف من هذا التصريح هو تبرير مسبق لهزيمة الكيان الصهيوني المتوقعة ولا يمكننا ان نتغافل عن الخدع و الحيل الاسرائيلية و تنكرها للاتفاقات السابقه التي تنقلب عليها و اقرب مثال على ذلك هو انقلابها على الصفقة الاخيرة التي وافقت عليها حماس بعد الجهود المصرية و المدير العام لـ"سي اي ايه".