kayhan.ir

رمز الخبر: 186751
تأريخ النشر : 2024April26 - 20:37

ايران ترسم صورة جديدة للشرق الاوسط

بعد القصف الصاروخي الذي شنته الجمهورية الاسلامية الايرانية على الكيان الاسرائيلي الغاصب في الثالث عشر من ابريل نيسان الجاري رداً على قصف القنصلية الايرانية في دمشق واستشهاد قادة وضباط من الحرس الثوري الايراني، تباينت آراء وسائل الاعلام تقييما لردود فعل الهجمة التي لم يسبق لها مثيل ان قصفت اسرائيل بهكذا حجم من الصواريخ والمسيرات، فقد نفذت باكثر من 400 طائرة مسيرة وصواريخ كروز الجوالة اضافة لصواريخ أرض ـ ارض، منها صواريخ نقطوية فائقة الدقة والسرعة، لتدمر الاهداف الرئيسة بالعمق على راسها قاعدة "نيفاتيم" بمنطقة النقب، وهي أهم قاعدة جوية للكيان الصهيوني والاكثر تحصيناً من بين كل القواعد المماثلة، حيث تحتوي على مراكز التحكم والسيطرة للعمليات الجوية وتحوي اسراباً من المقاتلات المتطورة منها؛ مقاتلات الجيل الخامس الاميركية F35.

كما وفشلت الانظمة الدفاعية للكيان و هي انظمة الدرع الصاروخي الجيل الرابع والخامس منها، نظام آرو، ونظام ثاد، وباتريوت، ونظام الاعتراض البحري 6M. هذا اضافة الى الخسائر التي تقدر باكثر من 3/1 مليار دولار.

ان ايران بحسب ما اظهره هجومها الاستراتيجي اثبتت تفوقها ومكانتها كدولة قوية تمتلك تسليحاً وقدرات مدمرة، ويطول الحديث عن التقنيات العديدة التي استعملتها في الرد، وما تسببت من اضرار في القبة الحديدية، وكثرت التآويلات عن تلك الضربة، فقد ادت الى تغيير في المعادلات وفرض قواعد اشتباك جديدة اضافة لكشف عدم قدرة الكيان على البقاء دون الدعم الاميركي والغربي، وعزز الرد الايراني موقف المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني الصامد واكد لهما انهما يستندان الى قوة اقليمية حقيقية تجسدها ايران كما وشكل انتقالاً من مرحلة الصبر الستراتيجي الى مرحلة الرد والردع الستراتيجي ودخلت المنطقة مرحلة جديدة وانعطافة في تاريخ الصراع بين قوى المقاومة وكيان الاحتلال، وهذا ما يشهد به العدو قبل الصديق.

ان ما كانت تحلم به اميركا والقوى الغربية من رسم شرق اوسط جديد، في محاولة لتوزيع بيادق هزيلة على رقعة هي في الاساس صفيح من نار لا يقوى على الصمود فيها إلا من خبُر الجهاد والنضال والصدق في الدفاع عن شعبه والمظلومين من شعوب المنطقة.

فانقلبت الريشة متمرة على الحبر الذي ارادت اميركا تلطيخها بالدماء بقصد تغيير خارطة المنطقة، وانصاعت لربان سفينة رحمة تريد ايصال الحق لاهله. وهكذا شهدنا تفاعل شعوب المنطقة بأسرها مهلهلة مستبشرة بان الوعد الذي لطالما انتظرته قد جاء صادقاً على يد ابناء الثورة الاسلامية الذين نذروا انفسهم لنصرة المظلومين وان بعدت الشقة مستلهمين من قائد الثورة النهج الذي اختطه في عقله بالحكمة والموعظة الحسنة ليهنأ الضعيف ويحذر المتجبر من ان يتطاول على شبر واحد تعهدت الجمهورية الاسلامية الايرانية ان تستظلها منذ تفجر ثورتها.

وبالطبع لا تريد الجمهورية الاسلامية الايرانية حصر هذا الفخر بها وتقييد اجندتها بنطاقها، وانما اصبحت ملهمة لجميع قوات المقاومة في دول المنطقة من ابنائها الاحرار الشرفاء الذين ادركوا ان البوصلة وضعت على ارض صلدة تطهرت بدماء الشهداء.