kayhan.ir

رمز الخبر: 125855
تأريخ النشر : 2021January26 - 19:51

الغضب اليمني ضد أمريكا.. هل يمثل البداية لنهاية الحرب؟

علي الذهب

حوّل القرار الأمريكي بتصنيف أنصار الله "منظمة إرهابية" المدنَ اليمنية إلى ساحات غضب واسع مع امتلائها بالأصوات والهتافات المنددة بالسياسات الأمريكية في اليمن والدور الأمريكي في العدوان والحصار المفروضين.

الحراك الشعبي الكبير الذي شهدته العاصمة صنعاء وعدة مدن يمنية والمتزامن مع حملة الاحتجاجات الدولية فيما أُطلق عليه "اليوم العالمي من أجل اليمن" أظهر صمود وثبات اليمنيين رغم سنوات من الحرب والحصار، كما أنه أرسل عدة رسائل أهمها تمسك كل المكونات اليمنية بقضيتها الوطنية الرافضة لأي توصيف او وصاية أجنبية والمساندة لأي مساع سلام من شأنها إيقاف العدوان والحصار، وأبان عن مدى الاستعداد لتقديم التضحيات في سبيل الحرية والكرامة واستقلالية القرار من منطلق تأكيدات المتظاهرين التي تمحورت حول أن التصنيف الأمريكي لن يمنع الشعب اليمني من خوض معركته المقدسة في مواجهة قوى العدوان، وأن زمن الوصاية الأجنبية على اليمن قد ولى وعلى دول تحالف العدوان أن تيأس من عودة وصايتها.

الانتقاد للسياسة الأمريكية وتعاطيها السلبي مع الملف اليمني كان الأكثر حضوراً في خطابات وأدبيات الاحتجاجات الشعبية الواسعة وشعاراتها المنددة بممارسات امريكا في اليمن وتحميلها مسؤولية ما يتعرض له اليمنيون من عدوان وقتل مدنيين وتدمير وتجويع، وان انعكاسات مثل هذا التصنيف سيزيد الطن بلة بشأن مضاعفة المعاناة والأزمات الإنسانية وتعقيد مسار عملية السلام، إلى جانب أن البيانات الصادرة أكدت أن العدوان والحصار على اليمن هو أمريكي بالدرجة الأولى، وأن أمريكا هي المسؤولة عن جرائم الإبادة بحق اليمنيين وهي من توفر الدعم والغطاء السياسي للتحالف السعودي الإماراتي، وأن التصنيف الأمريكي لأنصار الله جاء تتويجاً للممارسات العدوانية الأمريكية ضد اليمن وتعبيرا عن الفشل أمام صمود اليمنيين في وقت يعتبر الإرهاب الحقيقي هو ما يقوم به من اطلقوا عليه "التحالف الأمريكي السعودي" من حصار على الموانئ والمطارات وقتل اليمنيين وتجويعهم، وأن واشنطن تحاول بمثل هذه التحركات تغطية إدارتها للحرب العبثية في اليمن وتورطها فيما ارتكبت من جرائم وانتهاكات.

هذا الغضب اليمني الواسع في ظل حملة التضامنات الدولية المناهضة للحرب على اليمن والمطالبة بإنهاء العدوان والحصار على اليمنيين، قد يمثل تطوراً من شأنه تنبيه العالم بحجم القضية والمظلومية والضغط باتجاه انهاء هذه الحرب المفروضة على الشعب اليمني والممتدة لنحو ٦ سنوات، خاصة أن هذا الأمر يأتي في وقت مليء بالخيبات والانكسارات ميدانياً وسياسياً للأطراف المعتدية.