kayhan.ir

رمز الخبر: 10847
تأريخ النشر : 2014November26 - 20:02

تأجيل تربع السبسي على عرش قرطاج إلى الدور الثاني

روعة قاسم

انتهى الدور الأول من الإنتخابات الرئاسية التونسية بسلام و في ظروف طيبة بشهادة الملاحظين المحليين و الأجانب، لتؤكد مجددا أن تنظيم انتخابات حرة ونزيهة ترضي جميع الأطراف المتنافسة بات حدثا مألوفا لدى التونسيين.

ويؤكد جل الخبراء والمحللين أن سبب عدم الحسم من الدور الأول لأي من المرشحين يعود إلى الدعم الخفي لحركة النهضة للرئيس المؤقت المنتهية ولايته المنصف المرزوقي.فالحركة الإخوانية التي أعلنت رسميا أنها منحت لقواعدها حرية الإختيار بين المرشحين وأنها لن تدعم أيا منهم، تصرفت بخلاف ذلك وساندت المنصف المرزوقي وحثت قواعدها على الخروج للتصويت له. بل وشن قادتها حملات تحذر من إمكانية تغوّل حركة نداء تونس إذا فاز الباجي قائد السبسي بالرئاسية وهو الذي فاز حزبه بالإنتخابات النيابية.

حملة شعواء

واعتبر أنصار حركة النهضة أن فوز قائد السبسي وحزبه هو ثورة مضادة رغم أن الثورة قام بها شباب مهمش في الجهات الداخلية غير متحزب ولم تشارك فيها حركة النهضة. كما أن من انتموا إلى النظام السابق متواجدون في كلا الفريقين، سواء في الأحزاب السياسية أو في الإعلام وحتى في منظمات المجتمع المدني المحسوبة على هذا الفريق أو ذاك.

لقد شن النهضويون حملة شعواء على قائد السبسي لم تنجح في هزيمته، فقد حصل على المرتبة الأولى في كل الأحوال ليمر إلى الدور الثاني، لكن تصويتهم المكثف للمنصف المرزوقي جعل الأخير يحتل المركز الثاني و يمر إلى الدور الثاني برفقة رئيس حركة نداء تونس. ويجمع المحللون على أنه لولا دعم حركة النهضة ما كان المرزوقي ليحقق هذه النتيجة ولغادر السباق منذ الدور الأول وبنسبة هزيلة وضعيفة على غرار رئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر الذي لم يفز بأي مقعد في البرلمان وكان في الرئاسية من بين من أطلق عليهم في تونس جماعة الصفر فاصل، وهي تسمية أطلقتها حركة النهضة في انتخابات 2011 على خصومها الذين حققوا نتائج هزيلة وباتت مصطلحا سياسيا يوظفه خصوم حركة النهضة ضد حلفاء الحركة السابقين.

حظوظ وافرة

وتبدو حظوظ قائد السبسي وافرة لتحقيق فوز ساحق في الدور الثاني باعتبار أن أصوات الأحزاب الدستورية التي انقسمت بينه و بين وزيري بن علي السابقين منذر الزنايدي وكمال مرجان في الدور الأول ستؤول إليه في الدور الثاني وكذلك الشأن بالنسبة لأصوات اليساريين التي ذهبت في الدور الأول لزعيم الجبهة الشعبية حمة الهمامي. كما أن الليبراليين الذين صوت كثير منهم لرجال الأعمال لا خيار لهم في الدور الثاني سوى الباجي قائد السبسي، وقد لمح الأمين العام لحزب ليبرالي إلى إمكانية الإنخراط مع رئيس نداء تونس في الدور الثاني إذا منح حزبه حقائب في الحكومة القادمة وهو أمر لا يمكن أن يوفره لهم المرزوقي الذي مني حزبه بهزيمة نكراء في الإنتخابات النيابية.

ولعل ما لفت الإنتباه في هذا الدور الأول من الإنتخابات الرئاسية التونسية هو حصول بعض رموز السياسة التونسية من معارضي بن علي الأشداء على نتائج هزيلة جدا على غرار رئيس الحزب الجمهوري أحمد نجيب الشابي الذي كان مرشحا ليخلف بن علي على عرش قرطاج لو تم إجراء انتخابات رئاسية بمجرد مغادرة هذا الأخير للبلاد. ويؤكد أغلب الخبراء أن هذا الجيل قد انتهى سياسيا واعتبروا نتائج الدور الأول للإنتخابات الرئاسية ضربة قاصمة لهذا الجيل وللأحزاب السياسية التي أسسها، وأن تونس ذاهبة نحو قطبية ثنائية يمينية فيها نداء تونس (يمين ليبرالي) وحركة النهضة (يمين محافظ) مع وجود حزب يساري معدل للسياسات (الجبهة الشعبية).