kayhan.ir

رمز الخبر: 104433
تأريخ النشر : 2019November19 - 20:39

أميركا والاصطياد بالماء العكر


مهدي منصوري

تخبط السياسة الاميركية خاصة في عهد ترامب أمر لم يعد خافيا على احد لان كل المشاريع الاميركية التي اعدتها للمنطقة تقوم على ايجاد وتوظيف بل وفي الواقع خلق الازمات من خلال اللعب في الارض الرخوة للدول وهي الطائفية والعنصرية وغيرهما من اجل ان لا تزل قدمها امام ضغط الشعوب وتجعلها تغادر والى غير رجعة.

وادركت اميركا خاصة ترامب انه وفي تخبطه وقراراته غير المتزنة للوصول الى الاهداف المرسومة قد اخذت تهوي به الى الحضيض وانه لم يحصد منها سوى الخسران وكراهية الشعوب فضلا عن موقفه المهزوز في الداخل الاميركي والذي قد سيوصله الى الرمي في مزبلة التاريخ من خلال الملفات المخزية التي فتحت بوجهه والتي لا يهتدي الى كيفية غلقها لينجو بنفسه من تبعاتها.

ولما عرف عن اميركا هذه المواقف فلا غرابة ان يأتي وزير الخارجية الفاشل بومبيو ليركب الموجة ويستغل حالة الغضب الشعبي المطالب بالحقوق المشروعة ليحرفها عن مسارها الحقيقي لادخالها في نفق مظلم لكي يستطيع ان يدس انفه لتحقيق اهداف سيده التي لم يستطع تحقيقها من خلال المجاميع الارهابية المختلفة والتي زرعها في سوريا والعراق وقدم لها الدعم اللامحدود والتي كلفت واشنطن ثمنا باهظا ولم يحصد من خلالها سوى الهزيمة المنكرة بل انه انقلب السحر على الساحر بحيث اخذت تطالب الشعوب بطرد القوات الاميركية من بلدانها وحتى اغلاق السفارات الاميركية التي اصبحت اوكارا للجاسوسية والتآمر.

والمضحك في الأمر فان بومبيو هذا وبعض المسؤولين الاميركيين قد وصفوا انفسهم في موضع البديل عن الشعب العراقي بحيث اخذوا يصدرون التصريحات التي تثبت تدخلهم الفاضح في الشأن الداخلي العراقي وكانهم القادة لهذا البلد من انهم سيقومون بمحاسبة المفسدين من المسؤولين العراقيين. وبطبيعة الامر فان هذا الامر يشكل اهانة كبيرة لارادة العراقيين وضرب سيادة واستقلال بلدهم في الصميم لانه وفيما اذا جرى هذا الامر يعكس انهم فاقدوا الارادة وان قيادتهم بيد اميركا لا بايديهم. ولم يقتصر الامر على العراق فحسب بل ان واشنطن استغلت الحالة الاستثنائية التي عاشتها طهران بسبب بعض القرارات واعتبرتها فرصة للانتقام من الشعب الايراني وذلك من خلال التصريحات الجوفاء من انها تقف الى جانب الشعب الايراني وهو الكذب الواضح والصريح لانها كانت ولازالت تبحث عن مختلف الطرق وعلى اربعة عقود من اصدار قرارات الحظر الجائرة ضد هذا الشعب فكيف يمكن لها ان تصبح صديقة له في عشية وضحاها..

ان الشعبين الايراني والعراقي وشعوب المنطقة بل والعالم ادركت من ان اميركا اليوم قد فقدت مصداقيتها وان اعتبارها لدى هذه الشعوب وصل الى نقطة الصفر وان كل قراراتها لا تصب في مصلحة الشعوب بل هي تفكر في مصالحها فقط حتى ولو من خلال تدمير كل العقبات من امامها وافعالها في سوريا والعراق وغيرها من الدول في تدمير البنى التحتية وقتل الشعوب لدليل قاطع الى ما ذهبنا اليه. ولذا فان الشعوب لم ولن تخدع وان على اميركا ان تكف عن هذه الالاعيب المفضوحة وليست لها سوى التفكير في ايجاد الطريق لكي ترحل والى اللاعودة من جديد. والا فسيكون حسابها من قبل هذه الشعوب عسيرا جدا.