ظريف: الاتفاق النووي غير قابل للتفاوض من جديد أبداً
* المقترح الفرنسي يدور حول كيفية تنفيذ أوروبا لالتزاماتها في الاتفاق النووي، أي تحقيق الفوائد الاقتصادية للشعب الايراني
* ايران مستعدة للمساعدة في ضمان حرية الملاحة البحرية في الخليج الفارسي ومضيق هرمز مقابل ضمان حرية الملاحة لها
* بارزاني اكد ان اقليم كردستان طلب المساعدة من اميركا وتركيا لمواجهة "داعش" فلم تستجيبا بينما إستجاب اللواء سليماني فوراً
طهران – كيهان العربي:- وصف وزير الخارجية الدكتور محمد جواد ظريف، محادثاته مع الرئيس الفرنسي "ايمانويل ماكرون" بأنها بناءة، وقال: نحن نعتبر الاتفاق النووي غير قابل للتفاوض من جديد أبداً.
وجاءت تصريحات الوزير ظريف للصحفيين أمس الجمعة في باريس عقب لقائه الرئيس الفرنسي "ايمانويل ماكرون" حيث استعرض مباحثاته في باريس، وقال: إن المباحثات التي اجراها مع الرئيس الفرنسي تأتي في اطار المحادثات الهاتفية التي أجراها الرئيسان الايراني والفرنسي خلال الأسابيع القليلة الماضية. حيث طرحت فرنسا مقترحات وقدمنا بدورنا مقترحات حول كيفية تنفيذ الاتفاق النووي والخطوات اللازم اتخاذها من قبل الطرفين .
وقال وزير الخارجية، ان المباحثات ينبغي ان تتجه للتوصل الى إدراك أفضل حول تقدم العمل واضاف لقد كانت مباحثاتنا جيدة وبناءة ، لكنها تعتمد على الطريقة التي يمكن بها للاتحاد الأوروبي الوفاء بالتزاماته وكذلك الالتزامات في اطار الاتفاق النووي وعقب خروج اميركا منه وبالطبع هناك قمة مجموعة السبع وهناك فرصة للسيد ماكرون للتحدث مع الأعضاء الأوروبيين الآخرين في مجموعة اربعة زائدا واحد ومع الأعضاء الآخرين في مجموعة السبع إذا رغبوا في ذلك.
وتابع قائلاً: نواصل المحادثات وان اتصالات ماكرون مع الرئيس روحاني ستتواصل فوجهات نظرنا واضحة. نحن نعتبر الاتفاق النووي غير قابل للتفاوض.
وأشار الى استعداد طهران للتباحث حول تنفيذ الاتفاق النووي موضحا، من اجل تنفيذ الاتفاق النووي فاننا مستعدون للتفاوض على مستويات مختلفة في اللجنة المشتركة كما كنا نفعل ذلك دوما فيما سبق .
وقال: هناك قضية أخرى مطروحة وهي قضية حرية الملاحة وان ايران قد اعلنت موقفها في هذه القضية بصورة شفافة وهي أن حرية الملاحة يجب أن تكون للجميع. وان ايران، كدولة ذات سواحل طويلة على الخليج الفارسي وبحر عمان، الجزء الشمالي من مضيق هرمز فانها تعتبر القوة الأوثق في ضمان أمن الخليج الفارسي ومضيق هرمز، وكانت دائماً حريصة على ضمان حرية الملاحة في المنطقة. بالطبع، هناك حاجة الى توفير الحرية للسفن الايرانية التي تحمل البضائع والنفط من والى ايران.
وأكد وزير الخارجية على ضرورة تطبيق حرية الملاحة كمبدأ من مبادئ القانون الدولي المكفول للجميع، وقال: إن الجمهورية الاسلامية في ايران مستعدة للمساعدة في ضمان حرية الملاحة البحرية في الخليج الفارسي ومضيق هرمز في مقابل ضمان حرية الملاحة لها.
وقال ظريف حول برنامج زيارته لباريس انه سيجري مباحثات مع نظيره الفرنسي جان ايف لودريان اليوم تتناول الوضع في الخليج الفارسي ، واليمن ، والوضع في أفغانستان ، وكذلك سبل تنفيذ الاتفاق النووي الى جانب التباحث حول القضايا الثنائية بين البلدين.
وعن مقترحات فرنسا لتخفيف التوترات بين إيران والولايات المتحدة والاتفاق النووي قال ظريف ان مقترحاتهم تدور حول كيفية تنفيذ أوروبا لالتزاماتها في الاتفاق النووي، أي تحقيق الفوائد الاقتصادية للاتفاق النووي للشعب الإيراني. وسيتم الاعلان عن تفاصيل ذلك عندما تحقق المباحثات النتائج المرجوة منها.
والتقى وزير الخارجية الدكتور ظريف في باريس أمس الجمعة الرئيس الفرنسي ايمانوئيل ماكرون، في قصر الاليزية وتباحث معه بشان القضايا ذات الاهتمام المشترك. كما التقى نظيره وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان.
هذا وكان الوزير ظريف قد كشف ان بارزاني قال له بان اقليم كردستان العراق طلب المساعدة من اميركا وتركيا لمواجهة هجوم "داعش" في حينه (عام 2014) فلم تستجيبا بينما استجاب قائد قوات "قدس" بحرس الثورة الاسلامية اللواء قاسم سليماني لطلبنا وحضر الى الاقليم في غضون ساعات.
وخلال لقائه حشد من ابناء الجالية الايرانية في النرويج قال ظريف، انه حينما شن تنظيم داعش هجومه (على اقليم كردستان العراق اثر اجتياحه لمناطق واسعة في محافظة نينوى وغرب العراق عام 2014) لم يأت احد لدعم الاكراد العراقيين، ولقد اتصل بي السيد (مسعود) بارزاني بنفسه وقال لقد اتصلنا بالاتراك فلم ياتوا واتصلنا بالاميركيين ولم يأتوا (لنصرتنا) الا ان الحاج قاسم سليماني حضر هنا في غضون ساعات وخلال 6 او 7 ساعات جاءتنا طائرتان محملتان بالسلاح (من ايران) لنتمكن من التصدي لداعش.
واضاف وزير الخارجية: لقد اثبتنا بموقفنا هذا باننا لا نفرق بين الشيعة والسنة والاكراد وغيرهم وقدمنا الدعم للجميع في سياق مكافحة "داعش". ان البعض يقول (خطأ) بان ايران تسعى لايجاد الهلال الشيعي ولهذا السبب دعمت داعش، لكننا سعينا لمواجهة خطر يهدد المنطقة كلها.
وتساءل الدكتور ظريف بالقول: هل كان بارزاني شيعيا أم ضمن الهلال الشيعي حيث سارعنا الى مساعدته؟ وحينما هددت السعودية قطر وارادت خنقها فتحنا طرقنا امام قطر، فهل كانت قطر شيعية؟ لقد سارعنا الى مساعدتها لاننا نعتقد بانه لا ينبغي ان تسود الغطرسة وفكر الغزو في المنطقة.