kayhan.ir

رمز الخبر: 99464
تأريخ النشر : 2019August17 - 20:50

انعطافة تاريخيه للعلاقات اليمنية – الايرانية لدعم الوحدة رغم تآمر دويلات الخليج الفارسي


محمد علي الديلمي

مثلت زيارة الوفد الوطني اليمني للعاصمة الإيرانية طهران برئاسة محمد عبد السلام انعطافة تاريخيه للعلاقات اليمنية – الإيرانية , وتوافق وتكامل, بين الطرفين على دعم الوحدة اليمنية, رغم تآمر دويلات الخليج الفارسي على ذلك المنجز التاريخي الذي جاء لتلبية لآمال شعب اليمن العظيم .

وتشهد الأوساط السياسية والإعلامية جدلًا حول الوحدة اليمنية أو التشطير، بعد التحديات والتحولات الماثلة في العدوان على اليمن , وعدم قدرته تحقيق مايصبو إليه من تدمير للبلاد, فسعى بكل قوته للنيل من وحدته ككيان سياسي وجغرافي عبر مرتزقته بجنوب البلاد, وخاصة بعد الأحداث الأخيرة بمدينة عدن العاصمة الاقتصادية لليمن .

وخلال لقاء طهران التاريخي للوفد الوطني اليمني برئاسة عبد السلام اتهم المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي السعودية والإمارات بالسعي لتقسيم اليمن فضلا عن ارتكاب جرائم كبيرة هناك، ودعا إلى مواجهة هذه "المؤامرة" بقوة، وذلك خلال استقباله وفدا من جماعة الحوثي بالعاصمة طهران الثلاثاء.

وقال خامنئي "إن السعوديين والإماراتيين وحماتهم ارتكبوا جريمة كبرى في اليمن، ومن المؤكد أنهم لن يحققوا مآربهم. إنهم يسعون وراء تقسيم اليمن بحيث يجب الوقوف بقوة أمام هذه المؤامرة وتقديم الدعم لليمن الموحد والمتحد بكامل سيادته".

وبدوره، قدم رئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام - الشكر لإيران لتقديمها المساعدة لليمن تجاه عملية الوحدة اليمنية كما نقل عبد السلام رسالة من قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي إلى خامنئي، كما التقى في وقت سابق وزير الخارجية محمد جواد ظريف الذي قال إن حل الأزمة اليمنية سياسي عبر حوار داخلي.

وأشار المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي إلى أن تحالف العدوان السعودي الإماراتي يسعى لتقسيم اليمن في إطار مؤامرة مشبوهة، مؤكدا دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية لليمن الموحد.

وقال موسوي مشيراً الى التطورات الأخيرة في جنوب اليمن ، إن تحالف العدوان السعودي الإماراتي بمواكبة عملائهم الذين لم يتمكنوا خلال الأعوام الخمسة الماضية بمختلف أنواع الأسلحة المتطورة وارتكاب الكثير من المجازر والدمار من ثني إرادة الشعب اليمني في كل انحاء اليمن ويرون أنفسهم مهزومين أمام روحه الجهادية وصموده يسعون الآن في إطار مؤامرة مشبوهة لتقسيم اليمن.

وأعرب موسوي عن امله بان تتمكن الأحزاب والفئات اليمنية المختلفة، مع وقف عدوان التحالف السعودي الإماراتي، من انجاز الحوار اليمني –اليمني والتغلب على المشاكل وتشكيل الحكومة الشاملة في إنحاء اليمن.

وجاء اللقاء اثر قيام قوات مايسمى بالمجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا السيطرة على معظم المواقع والمعسكرات التابعة للحرس الرئاسي الموالي للرئيس المنتهية ولايته والقابع بالرياض عبد ربه منصور هادي .

واثر تلك الأحداث الدرامية بخصوص ماوقع بعدن طالبت العديد من القوى اليمنية بما فيها تلك الفارة بالمنافي إلى" قطع العلاقات فورا مع الإمارات ,واستلام المطارات والمواني باعتباره الرد الكفيل برد اعتبار الشعب اليمني المجروح, وإفشال التآمر المفضوح بين السعودية والإمارات لتقسيم اليمن, والتآمر على وحدته .

ومن هذه التحولات نشوء المليشيات الداعية لانفصال الجنوب عن الشمال, وتمدد نفوذها في بعض المحافظات الجنوبية، في خطوة خطيرة تهدد بنسف الغاية الكبرى للوحدة , وتهيئة الطريق نحو تشرذم للحمة اليمنية .

ورغم أن الشعب اليمني ممثلا بالجيش واللجان أبلا بلاء حسنًا في تحقيق انتصارات عظيمة رغم اعتماد العدوان على دعم 17 دولة ، بل وقف كجبل صامد تجاه مغامرات العدوان سواء بالساحل الغربي والجبهات الشمالية، إلا أن فكرة الانفصال تلقي بظلالها السوداء على مشروع تأمين الأمن القومي ليس لليمن وحسب بل سيتضرر منه داعميه من دويلات الخليج الفارسي .

فانفصال الجنوب كان مشروعًا لدويلات الخليج الفارسي منذ أيام الحكم السابق , ولعل الجميع يتذكر حجم الدعم لتلك الدويلات عند محاولة الانفصال عام 1994 , وكيف سارعت تلك المشيخات خاصة الإمارات والسعودية بدعم الانفصاليين ووصل الامر حد إمدادهم بكل صنوف الأسلحة واستخدام الصواريخ البالستية ضد عاصمة الوحدة اليمنية .

وتمثل هذه التطورات الخطيرة ما يمكن تسميته حقد لحكام الخليج الفارسي على الشعب اليمني ، تنم عن عدم إدراك صاحب القرار السياسي بالمخاطر التي سوف تطوقه من جميع قوى الممانعة إن هو اصر على ارتكاب حماقة بتقسيم اليمن وسيكون أول من يكتوي بنارها قبل غيره بل وستؤثر على أمنه مباشرة .

لكن استمرار هذا التآمر الخليجي سيكون مؤقتا بكل الأحوال ، فاستمرار الوحدة اليمنية سيمثل ضغطًا نحو نظام سياسي أكثر عدلًا، ما يعني سلطة مركزية تشاركية متوازنة ونظم حكم ذاتي محلي , كما أن استمرار دويلات الخليج الفارسي بالتأمر على الوحدة اليمنية سيمثل ضربة قاصمة للنظام السياسي العربي وللأمن القومي العربي .

وبإجماع الكثير من القوى السياسية فإن تشطير اليمن لن يكون حجرًا في بحيرة راكدة، إنما زلزال سيهز المنطقة، وربما سيفتح الباب لتجزئة دول عربية أخرى خاصة ممن تحكمها سلطات مركزية هشة وهو على كل حال حلم دائم للقوى الأجنبية والإقليمية، فتجزئة العرب وتقسيم دولهم سيناريو تتقاسمه أطماع إسرائيل وباقي دويلات الخليج الفارسي.

ويرى المراقبون أن قضيه الوحدة اليمنية ومطالب انفصال الجنوب لم تعد تهم اليمنيين وحدهم، وإنما تهم أيضا دول الجوار والإقليم بشكل عام، بالإضافة إلى التوجهات الدولية الرافضة للانفصال في أي مكان في العالم.

وهو ما ظهر جليا في مواقف الدول الكبرى من رفض لمحاولات أكراد العراق وإقليم كتالونيا في إسبانيا البدء في خطوات الانفصال بعد إجراء كل منهما استفتاءً شعبيا بخصوص حق تقرير المصير، مما أحبط تلك المحاولات، ويعود ذلك للخشية من أن تسري عدوى الانفصال إلى عدة بلدان في العالم، وما يترتب عليها من إحداث بؤر توتر تؤثر على الأمن والسلم الدوليين وإعاقة للتنمية.

وعليه مثلت الزيارة الأخيرة لوفد اليمن الوطني إلى طهران برئاسة محمد عبد السلام الناطق الرسمي لأنصار الله ورئيس وفدها المفاوض رسالة واضحة الجلاء بأن التحالف السعودي الإماراتي المدعوم من الراعي الأمريكي وباقي القوى العالمية بأنه لن يكون بمقدوره تحقيق آي اختراق بخصوص وحدته المباركة ,وان مواقف صنعاء، ثابته لدعم وحدة اليمن في ظل محاولات سعودية إماراتية لتقسيمه.

كما أن الوفد الوطني قام أيضا برئاسة عبد السلام بزيارة لموسكو بدعوة رسمية من الخارجية الروسية ,وقدمت خلالها موسكو مبادرة تتعلق بالأمن في المنطقة لاقت ترحيبا من حكومة صنعاء لكنها لا تزال قيد الدراسة، ومع بروز هذه البوادر نتوقع أن يتجول الوفد اليمني خلال المرحلة المقبلة في عواصم أوروبية جديدة .

والخلاصة يؤكد مراقبون أن الحرب على اليمن وعلى مدى خمس سنوات قد فشلت بكل المقاييس وأن قرار الحرب والسلم يبقى حصرا بيد صنعاء، مع إمكانية أن يكون لإيران دور في تحقيق السلام توظيفا لعلاقاتها، فهذا مطلوب منها

وحسب المراقبين مطلوب من السعودية أن تقبل باليمن وأنصار الله بدل أن تندب حظها العاثر، فالسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي قائد الثورة لا يزال حتى اليوم ورغم كل ما حدث يشير إلى إمكانية حدوث تفاهمات مع الرياض تفضي إلى إيقاف الحرب والوصول إلى حل سياسي شامل، وإذا رأى حكام السعودية أن لهذا الموقف ثمن باهظ، فعليهم لزاما أن يتحملوا ذلك فقد بدأوا الحرب وخسروا فيها.