داعش ستدفن عن قريب !!
مهدي منصوري
ادعت واشنطن انها استهدفت رتلا لبعض قادة داعش وتوقعت ان يكون من بينهم أمير هذا التنظيم المزعوم ابوبكر البغدادي الا انها جاءت بالامس واداركت الامر بل وتراجعت من خلال ماصرح بعض المسؤولين الاميركيين من انه لا يمكن تأكيد ذلك الخبر، هذا التناقض في ابراز الخبر وبهذه الصورة يثير الكثير من الشكوك او انه يضع القارئ او المتابع في حالة من الارباك لان الطائرات الاميركية عادة ما تكون تملك من التكنولوجيا بحيث تستطيع ان تصور وبدقة الموقع الذي تستهدفه فكيف اذن ارتبكت في هذا الامر ولم تستطع ان تحدد من المقتول في هذه الهجمة. الا ان يكون ان هناك معلومات اخرى تتعلق بهذا الامر، ولذلك اقتضت الضرورة او كما يقال اخفت او اثارت الشكوك عن هذه المعلومات لغرض ما قد تفصح عنه يوما ما.
وبغض النظر عما حدث فان استهداف داعش وفي أي نقطة كانت يشكل حالة من الانتصار على هذا التنظيم الارهابي وبنفس الوقت ضعف قدراته القتالية وفاعلياته على الارض.
الا ان والذي ينبغي التوقف عنده هو التصريح الذي اطلقه رئيس الاركان البريطاني نيك هوتن بالامس والذي جاء بعد اعلان واشنطن استهداف بعض قادة داعش بالقول:" ان الامر قد يستغرق بضعة ايام لتتحقق الولايات المتحدة من مقتل البغدادي لكنه حذر من انه حتى في حال مقتله سيستعيد التنظيم عافيته". واضاف في تصريح لبي بي سي: "لا اريد التسرع في استنتاج ان الموت المحتمل لاحد رموزهم سيؤدي الى تراجع استراتيجي داخل تنظيم "داعش". وتابع ان"داعش لديها القدرة على التجديد بالتاكيد تجديد قادتها".
ويعكس تصريح رئيس الاركان البريطاني هذا عدة محطات ينبغي التوقف عندها وهي انه اثبت ان الضربة قد اصابت بعض قادة داعش، لكن الذي اشار اليه بان هذه الضربة لم تؤثر على التنظيم او تضعفه بل يمكنه ان يستعيد عافيته وانه قادر على تجديد قادته هو الذي يمكن مناقشة في هذا المقال.
من الواضح جدا والذي لم يخف على الجميع من ان تنظيم داعش هو صناعة غربية وباميتاز، لذلك فعندما يتحدث سواء كان الساسة او القادة العسكريون الغربيون عن هذا التنظيم وبالتفاصيل التي ظهرت على وسائل الاعلام المرئية والمسموعة يدرك من خلالها ان كاتلوك ومشخصات هذا التنظيم موجودة لديهم بل انهم قد وضعوا لكل شيء حسابه فاذا ما اغتيل البغدادي فان البديل موجود وحاضر ان يحل محله، وكذلك قادته الاخرين بحيث لا يدب الضعف والخور في هذا التنظيم أي وبعبارة ادق انهم يريدون لهذ الصناعة ان تبقى مهما كانت الظروف.
وهذا الامر بدأ واضحا للعيان من خلال الاسلوب الذي يمارسه التحالف الدولي ضد داعش والذي وبدلا من ان يضعفه انه منحه القدرة والقوة على التمدد والتقدم في بعض الاماكن من خلال فتح الطرق امامه واسعة للتحرك وما الضربات الاميركية، للقوات العراقية وقوات الحشد الشعبي في بعض المناطق التي طوقت فيه الدواعش وكادت ان تقضي عليهم الا دليل واضح ان واشنطن تمكنت ان تكسر الطوق وتفتح الابواب امامهم للهرب او الذهاب الى مناطق آمنة، هذا من جانب ومن جانب آخر هو دعمهم تسليحيا وذلك من خلال انزال السلاح اليهم في المناطق التي حوصروا فيها كما في كوباني (عين العرب) والموصل.
اذن تصريح رئيس الاركان البريطاني لم يأت من فراغ ولم يكن تكهنا او رأيا او تحليلا سياسيا لايمكن الاعتناء به او التغاضي عنه بل ينبغي الوقوف عنده لانه من احد اكبر القادة العسكريين في الغرب والذي له دراية بظواهر وخفايا الامور.
ولذلك فهو الذي يقول ان داعش ستستعيد عافيتها، حتى وان نالها الضعف الا انها قادرة على تجديد قيادتها، لكننا نقول ان رئيس الاركان البريطاني قد اراد من هذا التصريح ان يرسل رسالة تخويف الى الدول التي تحارب داعش من ان عملهم هذا يقع في دائرة العبث، ولذلك وكما صدرت بعض الاصوات الاميركية الداعية الى الحوار مع هؤلاء الارهابيين.
لكن الواقع على الارض خاصة في العراق وسوريا يعكس صورة اخرى تخيب امال كل الذين يقفون اويدعمون داعش سواء كان الغربيون او الذيليون من دول المنطقة لان الضربات التي يتلقاها هذا التنظيم على يد القوات العراقية والغيارى من ابناء الحشد الشعبي والتي جعلت منهم طرائق قددا ان هذا التنظيم قد وصل الى حالة من الخور والانهيار بحيث انه يلفظ انفاسه الاخيرة وانه سيقبر على ارض العراق وسوريا وعندها ستخيب امال كل الذين ارادوا من هذا التنظيم ان يكون اداة لتدمير وهدم كل القيم الانسانية والبشرية.