محللون عراقيون: الحشد الشعبي يربح من “شائعات الهجمات” الإسرائيلية على العراق
بغداد – وكالات : يبدو أن بغداد قررت إهمال جميع التقارير الإسرائيلية التي تتحدث عن تنفيذ الدولة العبرية، غارات داخل الأراضي العراقية، ضد أهداف يقال إنها "إيرانية”، أو على صلة بفصائل عراقية حليفة لإيران.
وخلال الأيام القليلة الماضية، تداولت وسائل إعلام عبرية، تقارير غير رسمية عن غارات إسرائيلية ضد أهداف داخل العراق، بينما يقلل رئيس الوزراء العراقي من قيمة هذه المعلومات.
ولم تقتصر الإشارات الإسرائيلية إلى غارات داخل العراق، بل يلمح بعض المحللين إلى أن الدولة العبرية، تتحرك في العراق، كما تفعل في سوريا.
ولكن حتى مع محاولة تل أبيب تبني عمليات داخل العراق، نفى الحشد الشعبي وقوعها أساسا ضد مقاره، فإن الأمر بالنسبة لمراقبين يتعلق بحرب نفسية تحاول إسرائيل شنها ضد من تعتقد أنه الطرف العراقي الذي يهدد أمنها.
ويسود اعتقاد على نطاق واسع في صفوف المراقبين بأن انزلاقا إسرائيليا لمهاجمة مواقع للحشد الشعبي في العراق، قد يضع الوجود العسكري الأميركي داخل هذا البلد في ورطة.
وأثبتت وقائع متفرقة خلال الشهور الماضية، أن صواريخ بعض المجموعات العراقية المسلحة، يمكن أن تصيب جميع المعسكرات العراقية التي ينتشر فيها جنود ومدربون أميركيون.
ووقعت هجمات صاروخية ضد مواقع عسكرية عراقية تضم جنودا أميركيين، خلال الشهور الخمسة الماضية، من دون أن تتمكن الحكومة العراقية من تحديد الجهة الفاعلة أو ملاحقتها، ما يسلط الضوء على حقيقة التفوق الميداني للفصائل العراقية المسلحة، التي تعمل في بيئة مؤاتية، تجيد استغلالها، مقابل البيئة العدائية التي يضطر الأميركيون للتحرك فيها.
ووفقا لهذا الواقع، سيمثل الأميريكون كابحا كبيرا، لأي خطط إسرائيلية تتضمن هجمات داخل الأراضي العراقية.
وتدرك الولايات المتحدة، أن تورط إسرائيل في هجمات داخل الأراضي العراقية، من شأنه أن يؤلب الكثير من الأطراف العراقية على تل أبيب وواشنطن معا، ويحد من فرص الحكومة العراقية، في احتواء الموقف.
في المقابل، يبدو الحشد الشعبي هادئا، في التعاطي مع الإشارات الإسرائيلية، التي تصب، ربما، في صالح تعزيز وضعه الداخلي، في ظل السمعة السلبية المحيطة بكل ما هو إسرائيلي.
وبالرغم من الضغوط الداخلية والخارجية، يبرهن الحشد الشعبي على قوته المؤثرة في الساحة العراقية، من خلال الفوز بمعظم المواجهات غير العسكرية التي خاضها.
بدوره اكد النائب عن كتلة الصادقون، فاضل الفتلاوي،امس السبت، ان مجلس النواب العراقي لا يمتلك الجرأة لمناقشة قانون او قرار يخص الوجود الامريكي في البلاد، ومطالبتهم بالخروج.
وقال الفتلاوي، ان "ملف تواجد القوات الامريكية في البلاد، اهمل وترك على رفوف مجلس النواب دون مناقشته والخروج بقرار نهائي يخص تلك القوات".
واضاف ان "الوجود الامريكي خطر على البلاد ويمس سيادة العراق، وطالبنا في اكثر من مرة تطبيق الاتفاقية الاستراتيجية على اقل تقدير فيما يخص الوجود الامريكي".
واكد "عدم وجود اتفاق بين القوى السياسية والدخول في حوارات معمقة من اجل الخروج بقرار او قانون يخص الوجود الامريكي في البلاد".
من جهته أعلن القيادي في حركة بابليون ظافر لويس، عن قرب جمع تواقيع لطرد السفير الأمريكي من البلاد.
وقال لويس في بيان مقتضب تلقى موقع الغدير، نسخة منه، إنه "سيتم جميع تواقيع لطرد السفير الأميركي وسحب السفير العراقي من واشنطن".
وأضاف أن "هذه الخطوة جاءت على خلفية ادراج الأمين العام لحركة بابليون ريان الكلداني على لائحة الإرهاب".
وكان نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس قد أعلن بتاريخ (18 تموز 2019)، فرض عقوبات على اثنين من قادة الحشد الشعبي، من ضمنهم ريان الكلداني ومحافظي نينوى وصلاح الدين السابقين.