اميركا من فشل الى فشل
من المقرر ان يقوم "بومبيو" وزير الخارجية الاميركي بزيارة للكويت وفلسطين المحتلة ولبنان استكمالا لمساعيه المحمومة والخبيثة في المنطقة لمواجهة ايران والتحايل على القضية السورية وهذا ما اشار اليه في تصريح قبل ايام بانه يسعى الى ايجاد تحالف استراتيجي في المنطقة لهذا الهدف لكن السؤال المطروح هل يستطيع تحقيق هذا الهدف بعد ما سعى اليه في وارسو وخرج مهزوما مدحورا لم يجن منه سوى توزيع الصور لبعض المطبعين الذين هم اساسا ممن هرولوا للتطبيع على انه "انجاز يعتز به".
لكن اللافت في هذه الزيارة والاهم في جولة وزير الخارجية الاميركية التي تتزامن مع قرب الانتخابات الاسرائيلية هو زيارته لمدينة القدس المحتلة حيث يوحي بذلك دعمه المباشر لنتنياهو في هذه الانتخابات بصفته الشريك الاستراتيجي لاميركا وكلبها المسعور في المنطقة، لكن الجميع يعلم ان اميركا لم تعد اميركا السابقة لانها فقدت الكثير من مواقعها في هذه المنطقة ولم يعد شيئا تتشبث فيه سوى العزف على سمفونية مواجهة ايران ومحاصرتها من خلال الضغط على سوريا في قضايا ادلب وملفي الاعمار والنازحين وتحاول عبثا تحقيق ما عجزت عنه في ساحات المواجهة والحرب لثماني سنوات لاسقاط الدولة السورية وجرها الى معسكر الانبطاح والتبعية ان تحقق ذلك سياسيا وهذا منتهى غبائها وحماقتها لان المنتصر هو من يضع الشروط اضافة الى ان المنطقة اصبحت خارج ارادتها وان معسكر الدول التابعة لها غارقة اليوم في مشاكلها السياسية والاقتصادية وهي اعجز من تفعل شيئا لاميركا في هذا المجال.
واما زيارته للبنان تأتي في اطار المساعي الفاشلة التي بدأها "ساترفيلد" المبعوث الاميركي الذي زار مؤخرا بيروت للضغط عليها بهدف تغيير قناعاتها ووضعها امام خيارين لا ثالث لهما فاما الوقوف مع المعسكر المتحالف مع اميركا واما الوقوف مع المحور الايراني الذي سيكون له ثمنا يجب دفعه لكن لبنان بوضعه الحالي ورئيسه المستقل سينغص هذه الزيارة على بومبيو حفظا على استقلال لبنان وسيادته وقراره المستقل ليرجع بومبيو خائبا كمساعده ساترفيلد لكن في المحصلة النهائية نطمأنه ان زيارته للمنطقة لم تكن سوى جولة استعراضية هدفها دفع نتنياهو للفوز في الانتخابات لكن الذي سبق هذه الزيارة لدعم الضغوط الاميركية على سوريا وابعاد ايران عن سوريا هو ما خرج به مؤتمر بروكسل مؤخرا حول قضية النازحين السوريين حيث خصص وبدون مقدمة وخلافا لعادته سبعة مليارات يورو كمساعدة لابقاء النازحين في تركيا ولبنان والاردن لاستخدامهم ورقة للضغط على سوريا في الحل النهائي الا اننا نطمأنهم بان هذه الالاعيب الرخيصة لن تحقق اهدافهم الدنيئة وان النازحين عازمون على العودة الى بلدهم وهذا ما جاء على لسان وزير الخارجية الاردني الذي تحدث في بروكسل وقال بالحرف الواحد بان "95% من النازحين في الاردن يرغبون في العودة الى بلادهم سوريا".