بومبيو وخيبة الامل الاميركية
بدأت على ملامح بومبيو وهو يتحدث في مؤتمر دولي خيبة الامل الاميركية وبصورة واضحة عندما اعلن عن وجود صعوبات كبيرة لتحقيق تحالف الشرق الاوسط الاستراتيجي، ولكن حاول ومن اجل ان لا ينتقل هذا الاخفاق الى الاخرين من حلفائهم مستدركا بأن تحقيق هذا الامر يحتاج الى وقت طويل ولعدة اسباب لم يقف الا عند بعضها فقط.
ويعكس تصريح رئيس الدبلوماسية الاميركية الصورة القاتمة لفشل السياسة الاميركية في المنطقة فضلا عن العالم، لان اميركا اليوم لم تعد تلك الدولة الكبرى التي تستطيع ان تفرض ارادتها على الاخرين، بل هي تستعطف الدول من اجل ان يقفوا معها في تحقيق اهدافها هذا من جانب، ومن جانب اخر ان الاوضاع بين دول العالم تتقاذفها اليوم الازمات الداخلية والخارجية لم تسمح لها أن تساير الاهواء الاميركية، وما يقال عن تحالف الشرق الاوسط الاستراتيجي وكما قال بومبيو سيشمل الدول الخليجية والاردن ومصر، وكما عبر بومبيو ان الذي يجمعها هو توجهاتها الموحدة اي وبمعنى أدق وهي التي تتفق مع التصور الاميركي الصهيوني، مما يمكن القول ان هذه الدول تعصف بها اليوم الاحداث الداخلية بحيث يهدد وجودها، وكذلك لازالت الازمة بين قطر والسعودية والبحرين والامارات قائمة، فلذا فان الاتفاق وبمثل هذه الظروف قد لا يجد طريقة للتنفيذ، وقد عاشت المنطقة الفشل الذريع الذي منيت بها التحالفات والتي انفرطت بعضها والاخرى في طريقها الى التفتيت، والسؤال لبومبيو هو اين مصير مجلس التعاون الذي هو الآن في مهب الريح، واين التحالف الدولي الذي لم يبق فيه سوى اميركا وحدها في الميدان، واين التحالف العربي الذي لم ير النور رغم كل الضجة التي رافقنه، وهكذا وبطبيعة الحال فان بومبيو يعلم جيدا ان الاوضاع القائمة في المنطقة تعيش حالة من التغيير النوعي في الوعي خاصة على مستوى رفضها الهيمنة عليها من اي جهة او دولة على دولة اخرى، وكذلك ان الذي يريد لخططه ومشاريعه ان تجد لها مجالا او طريقا للتنفيد عليه ان يعتمد على الشعوب قبل الحكام لان الارادة اليوم هي للشعوب وهي التي تغير المعادلات وتقلب الطاولات على الطامعين والحاقدين.
وفي نهاية المطاف ان اميركا ادركت اليوم انها قد خسرت كل ما عندها وانها لا تجد من يشتري بضاعتها الكاسدة والفاسدة، فلذا عليها ومن اجل الحفاظ على ما تبقى لها كرامة ان كانت لها كرامة ان تكف شرها وتعود لحجمها الحقيقي وان لاتدس انفها او تمد يدها بعد اليوم في شؤون الدول لان الشعوب الواعية والحاضرة في الميدان ستلجأ الى بترها وقطعها.