نتنياهو بين مطرقة المقاومة وسندان الانتخابات
مهدي منصوري
يحاول نتنياهو وبمختلف الطرق ان يخرج من الوضع المتأزم الذي هو فيه اليوم وصولا الى الانتخابات التي على الابواب، خاصة وبعد تسارع وتيرة المواجهات بتواصل مسيرات العودة الاسبوعية وغيرها من الاساليب الاخرى المتجددة للمقاومة والتي قد تطيح بالتهدئة القائمة والتي لا يرغبها نتنياهو لانه سيكون هو الخاسر الوحيد فيها ولعدة معطيات أهمها ان الجيش الصهيوني ومن خلال التقارير والتحاليل التي تنعكس على الصحافة الصهيونية في وضع لم يملك فيه الجاهزية للمواجهة مع المقاومة الباسلة، وبهذا الخصوص افادت القناة (11) العبرية ان "دولة الاحتلال متهمة بتفادي الشروع بحملة عسكرية خلال الانتخابات، مضيفة ان "المقاومة" تعرف ذلك ايضا وبالتالي فهي ترفع مستوى الضغط من اجل فرض ثمن يجبر "اسرائيل" على اتفاق الهدنة".
ولابد ان نعيد الذاكرة الى العملية البطولية للمقاومة الاسلامية في خان يونس في شهر نوفمبر الماضي والتي لازالت تداعياتها ونتائجها تقلق القيادات العسكرية الصهيونية لانها كانت غير متوقعة والتي عبرت عنها صحيفة عبرية بالقول"ان تداعيات ونتائج تورط الوحدة الاسرائيلية الخاصة شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة هي أعمق وأخطر من أي عملية اخرى" اذ اشتبكت عناصر من كتائب القسام الجناح العسكري لحماس مساء 11 نوفمبر مع قوة اسرائيلية خاصة مما أدى الى مقتل قائدها واصابة اخرين قبل ان تتمكن مقاتلات ومروحيات الاحتلال من اخلاء الوحدة وانقاذ باقي اعضائها باستخدام غطاء جوي ناري كثيف وقصف جوي عنيف للمنطقة. مما اضطر فشل العملية الجيش الصهيوني الى احداث تغييرات عميقة من بينها النظر في الطريقة التي يتم من خلالها تشغيل القوات الخاصة في عمليات حساسة خلف خطوط ما اسمته الصحافة الصهيونية بالعدو، ومن جانب آخر فان المقاومة الفلسطينية قد اكدت ان المواجهة ستبقى مستمرة لتجبر العدو على اعادة حساباته والتراجع عن سياساته القمعية.
وفي نهاية المطاف فان نتنياهو اليوم تلفه الحيرة والارباك الشديدين واصبح بين مطرقة الانتخابات وسندان المقاومة والانتخابات القادمة، لانه وكما تؤكد المؤشرات ان احزاب المعارضة وفي استطلاع آخر قد حصلت على 33% من الاصوات مقابل 23% لحزب نتنياهو "الليكود" مما يعكس ان وضعيته على شفا خطر كبير وغير مريحة وانه لن يعود الى حلبة السياسة من جديد.