kayhan.ir

رمز الخبر: 91495
تأريخ النشر : 2019March06 - 21:02

نتنياهو والتحديات القاهرة


مهدي منصوري

خلال تجربة امتدت لاكثر من ستة عقود من الزمن أي منذ ان زرعت بريطانيا الغدة السرطانية "اسرائيل"على أرض فلسطين والى يومنا هذا، لم تستطع الحكومات الصهيونية المتعاقبة ان تقتل روح الاستشهاد والمواجهة للشعب الفلسطيني رغم كل السياسات والاساليب القمعية اللاانسانية التي استخدمتها ضد ابناء فلسطين.

والملاحظ ان العنوان البارز في اساليب الصهاينة هو استخدام القوة المفرطة من اجل اركاع الشعب الفلسطيني ومحاولة دفعه لرفع الراية البيضاء والاستسلام، الا ان الوقائع على الارض اخذت تكشف ان هذا الاسلوب الهمجي الوحشي لم يعد له اي مفعول او تأثير على ارادة الشعب الفلسطيني ، بل انه اعطى نتائج عكسية لم يكن يتوقعها الصهاينة، لان الشعب الفلسطيني المقاوم قد جسد وبمقاومته نظرية "اطلب الموت توهب لك الحياة" والتي كانت الاكثر وضوحا في مسيرته بمواجهة العدو، ولذلك فانه بقى صامدا رغم كل الصعوبات الجمة بحيث استطاع ان يضع قادة الكيان الصهيوني سواء كانوا السياسيين والعسكريين امام موقف صعب جدا ومفترق طرق معقد اوصلهم فيها الى حالة من الارباك والقلق الكبير.

وتواردت الانباء والتحاليل الخبرية والسياسية والعسكرية من الداخل الصهيوني مؤكدة ما ذهبنا اليه والتي كان آخرها ماافصح عنه المحلل العسكري الصهيوني في صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية بالقول "ان هناك أربعة عوامل تشكل خطرا حقيقيا لاندلاع تصعيد جديد في الضفة"،معددا هذه العوامل بالاقتصاد المتهالك في غزة والبالونات الحارقة والمتفجرة على حدود القطاع، والتوتر داخل السجون الاسرائيلية والاحداث الاخيرة لبوابة الرحمة في القدس"، واوضح المحلل الصهيوني والذي ينبئ عن قلق كبير بالقول من "ان كل جبهة من هذه الجبهات قادرة لوحدها على اشعال الحلبة الفلسطينية:.

اذن ومن خلال ما تقدم يعكس مدى حالة الارباك التي يعيشها الكيان الغاصب وخاصة نتنياهو لانه باستخدامه الحصار القاتل على غزة، واستخدام جيشه اسلوب القمع مع الاسرى الفلسطينيين، والمعالجة الخاطئة للاحتجاجات بالاسلوب القمعي والذي ثبت انها لم تستطع ان تخبو نار الحراك المقاوم المتعاظمة والمتمثلة بمسيرات العودة والابتكارات الجديدة لابناء المقاومة في مواجهة الجيش الصهيوني بحيث اتبتت عجزه الكبير عن ايقافها من خلال ماصدرت من تقارير للقادة الصهاينة العسكريين في الميدان، لذا فان نتنياهواليوم يعيش حالة صعبة جدا والتي اوضحت عدم قدرته في ازالة هذه التحديات الانفة الذكر لانها خلقت اجواء ضاغطة في الداخل "الاسرائيلي" متمثلة بالرفض القاطع لسياسته والتي قد تفقده بقاءه في السلطة وعودته اليها ثانية مما انعكست على ادارة الحكم في الكيان الغاصب بالاعتراف بالعجز الكبير من الوصول الى حل ناجح يمكن ان يوفر لهم الامن والسلام والاستقرار.