لا مجال للمساومة على العلاقات بين ايران وسوريا
ابو رضا صالح
اعلن مندوب سوريا الدائم لدى الامم المتحدة بشار الجعفري في مقابلة خاصة له مع قناة الميادين ضمن برنامج "المشهدية" انه " لا مكان للمساومة على العلاقات بين سوريا وايران".
في حين يمكن وصف العلاقات القائمة بين الجمهورية الاسلامية الايرانية وسوريا خلال العقود الاربعة من انتصار الثورة الاسلامية بانها ممتازة، الا ان العلاقات بين البلدين وصلت ذروتها خلال السنوات السبع الاخيرة من الازمة المفروضة على سوريا، تلك الازمة التي يمكن وصفها بانها مقاومة سوريا، ايران وروسيا ضد العالم .
خلال اللقاء الاخير وصف قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي الرئيس السوري بشار الاسد بـ"بطل" العالم العربي . هذا الوصف يشير من جهة الى عظمة مقاومة سوريا حكومة وشعبا في الحرب غير المتكافئة التي فرضت عليها على مدى سبع سنوات، ويكشف عن عمق علاقة الصداقة والتناغم بين ايران وسوريا والمستقبل المشرق لهذه العلاقات من جهة اخرى. وكما ان تصور خروج سوريا من الازمة بلا مساعدة ايران روسيا كان بعيد المنال كما هو واضح، فان الثقة باستمرار المسيرة واستكمال النصر كان محالا ما لم تكن العلاقات في ذروة انسجامها ، وهنا يكمن سر تصريح الجعفري الذي قال "لا مساومة على العلاقات بين سوريا وايران" .
الغرب وفي مقدمته امريكا الى جانب الدول الرجعية في المنطقة لاسيما السعودية وبعد ان يئسوا من اسقاط الحكومة السورية في اطار الحرب الصلبة والناعمة التي فرضتها عليها على مدى سبع سنوات ، وضعوا على جدول اعمالهم تمرير مخطط آخر يتمثل في النيل من العلاقة القائمة بين البلدين، وفي هذا الاطار لم يألوا عن القيام بأي محاولة بدء من ممارسة الضغوط ووصولا الى تقديم الوعود المغرية . وكمثال على ذلك يمكن التنويه الى الوعود التي تقدم لسوريا في مجال اعادة اعمارها وعودتها الى الجامعة العربية واستئناف العلاقات معها ومختلف الوعود المغرية الاخرى. جميع هذه الوعود والاغراءات تاتي بشرط مسبق وهو ابتعاد سوريا عن ايران، الامر الذي يعد بمثابة الركيزة الاساسية للسياسة الخارجية والامنية التي يتبعها الكيان الصهيوني.
ونظرا الى فشل الالية العسكرية في تحقيق هدفها المتمثل بالنيل من العلاقات القائمة بين البلدين ، فقد حان الدور للالية الدبلوماسية وبتعبير الجعفري " المساومة السياسية ". هذا في حين ان الحكومة السورية تعرف جيدا بان أي ثغرة في العلاقات بين الجانبين ستعني السماح لاعداء الامس بان يكملوا مؤامرتهم القاضية باسقاط الحكومة السورية والتي فشلت لحد الان.
الاعداء اليوم لا يستهدفون العلاقات بين سوريا وايران فقط، بل العلاقات القائمة بين ايران، حزب الله، العراق، سوريا، فلسطين واليمن، وبعبارة أخرى وبكل ايجاز، محور المقاومة . لا يخفى على أحد بان مشروع ايجاد شرخ بين هذه المجموعة المنسجمة كان يتم متابعته بجد عبر الحرب الصلبة خلال السنوات الاخيرة، لكن المؤشرات الميدانية تشير الى ان اي مساومة على هذا الصعيد لن تجدي نفعا ولن تجني ثمارها .