تعرف على وسائل إدارة الوقت ومواعيد فترة الراحة
إذا ما وجدت نفسك تنتظر في طابور طويل مروع، فربما تقضي الوقت في التفكير في هذه النتيجة المدهشة من "نظرية الانتظار"، وهي فرع من فروع الرياضيات، ويأتي هذا المثال تحديدًا من عالم الرياضيات جون كوك، والذي وجدته على موقع kottke.org، لنفترض أن هناك موظف وحيد في العمل في أحد البنوك، ويقضى 10 دقائق مع كل عميل، وبالتالي ينضم العملاء إلى قائمة الانتظار (الطابور) عشوائيا بمتوسط مرة واحدة كل 10.3 دقائق، فما هو متوسط وقت الانتظار؟ إذا ظل الوضع كما هو عليه ستصل قائمة الانتظار في النهاية إلى "حالة ثبات" وانتظار لخمس ساعات، وإذا أضفنا موظف آخر سيقل وقت الانتظار إلى 3 دقائق، ولكي نكون منصفين ، ففي العالم الحقيقي لن يظل بنك مفتوحا حتى تصل الأمور إلى هذا الحد، ولكن الدرس واضحا: أخذ فترة راحة ولو قليلة في النظام ليس فقط مفيدا، لكنه يُحدث تغييرا كبيرا.
وما ينطبق على البنك ينطبق أيضا على حياة البشر، فعدم الحصول على فترات تراخي/ هدوء سواء في الوقت أو المال يعد عقبة أكبر مما تعتقد، حيث أشار علماء السلوك إلدر شافير وسيندل مولينسن في كتابهما Scarcity " الندرة تأسر العقل"، فعندما لا يكون لديك ما يكفي من شيء ما فإن تركيزك ينصب عليه، ما يجعله يحتل نطاقا عقليا كبيرا، فإن لم تكن متأكد من أنه لديك ما يكفي من المال لإطعام أسرتك طوال هذا الشهر، بالطبع يصبح لديك مشكلة واضحة، ومشكلة أخرى غير واضحة وهي خسائر في مواردك العقلية، والتي تقلل من قدرتك على اتخاذ قرارات إنفاق حكيمة، مما يحطم فرصتك في الهروب من هذا المأزق، وفقا لما تشير إليه البحوث.
ربما لا تواجه ندرة مالية، لكنك من المحتمل أن تعاني من انعدام التراخي في الوقت، وهنا ينطبق نفس الشيء، فعندما تكون منشغلا للغاية، فإن التجربة العقلية للانشغال تُعيق قدرتك على إدارة وقتك بحكمة، لذل عليك إرجاء وتسويف الأمور بشكل أكبر وإلا فتحمل الكثير من الالتزامات ما يجعلك تظل أكثر انشغالا، وحتى إذا قررت التراخي قليلا في خطط ستكتشف القانون النافذ بأن " التراخي يجب أن يتم استخدامه"، على سبيل المثال يمكنني أن أقرر ترك العمل مبكرا يوم الجمعة لقضاء ساعة في الحديقة، ولكن عندما نأتي إلى بعد ظهر الجمعة نفسه، فإن أي مهمة عاجلة ستكون أكثر قوة من نيتي المبدئية، وسينتهي بي الأمر في مكتبي.
ويكمن الحل فيما أوضحته مدربة الإبداع جيسكا آبيل من خلال فعل كل ما يمكنك " لإبعاد اتخاذ قرار لحظة بلحظة عن يديك"، فإذا كان الأمر متروكا لك في أي وقت من الأوقات لاتخاذ قرار بالراحة أو حذف المزيد من المهام، فغالبا ما تختار الخيار الأخير، ولكن إذا خططت للقاء شخص ما أو رتبت لقطع اتصالك بالإنترنت، أو صممت جدولا زمنيا ووضعته على الحائط، أو فعلت أي شيء، بعبارة أخرى للتخلي عن التحكم في أفعالك، فربما يكون خيارك مختلفا.
وينطبق الشيء نفسه عند خصم بعض الأموال تلقائيا من حسابك قبل أن تتمكن من إنفاقها، بدلا من الاعتماد على الادخار لحظة بلحظة، هذه هي الحقيقة الأبدية للتراخي: إنه حقا مهم للغاية، ولكنك لا يمكنك أن تثق بنفسك لتتذكر مقدار احتياجك إليه.