ظريف: الغطرسة والهيمنة لن تحققا السلام، والأمن والتنمية لن يأتيان على حساب الآخرين
* أولئك الذين أنفقوا سبعة ترليونات من الدولارات لم تتحسن ظروفهم اليوم مقارنة بما كانوا عليه
* لنظهر من خلال تصرفاتنا وأفكارنا "النوروزية" الى العالم بان زمن الهيمنة والاستحواذ قد ولى
* ضغوط المتغطرسين الحمقى لن تحقق أي نتائج لهم بفضل الثقة القائمة بين الشعب والمسؤولين
طهران- كيهان العربي:- قال وزير الخارجية الدكتور محمد جواد ظريف: نحن بحاجة الى تغيير النهج القائم على السطوة واستخدام الاسلحة المدمرة، الى ثقافة الحوار والتآخي، وان نعلن بلغة النوروز ان النزعة المتغطرسة لا يمكنها ان تحقق السلام.
و نوّه الوزير ظريف في كلمته بملتقى 'عالم النوروز' الدولي بالعاصمة طهران، الى ان هذه المراسم تقام بالتزامن مع الاحتفالات بمولد فاطمة الزهراء (س)، وذلك بعد وقفة استمرت خمسة اعوام.
وتابع : نحن سعداء لاستضافتنا في هذه المراسم (الى جانب ايران) ممثلين عن دول اذربيجان وتركمانستان وتركيا وطاجيكستان وباكستان وقرغيزيا وكازاخستان والعراق والهند وافغانستان، بوصفها البلدان التي تحتفي بمناسبة النوروز.
واستطرد قائلا: علينا ان نعي بأن الامن والتنمية لا يتحققان على حساب المساس بامن وتنمية الاخرين، وعلينا ان نؤمن ايضا انه في عالمنا المتماسك ببعضه البعض اليوم يجب ان نصل جميعا الى برّ الامان، او سنغرق جميعا؛ اما الغرق في ازمة البيئة او انعدام الامن او الفقر.
وتابع وزير الخارجية: ان اولئك الذين انفقوا 7 ترليونات من الدولارات لم تتحسن ظروفهم اليوم مقارنة بما كانوا عليه، وعليهم ان يعلموا بانهم لو انفقوا 70 او 700 ترليون من الدولارات ايضا ستكون ظروفهم كما هي؛ وطالما لا يؤمنون بأن البشرية لديها مستقبل واحد ومشاكل مشتركة وحلول مشتركة ايضا، فلن ينعم هؤلاء بالسلام ابدا.
وشدد بالقول: تعالوا لنعلن بلغة ايران أرض النوروز وثقافة النوروز الى العالم أجمع ان السلام لن يتحقق عبر الهيمنة والتغطرس؛ تعالوا لنظهر من خلال تصرفاتنا وافكارنا 'النوروزية' الى العالم بان زمن الهيمنة والاستحواذ قد ولى.
وفي مدونة له على انيستغرام، قال الوزير ظريف: ان ضغوط المتغطرسين الحمقى لن تحقق أي نتائج لهم بفضل الثقة القائمة بين الشعب والمسؤولين وتضافر جهود المخلصين لهذا البلد في اداء مهامهم القانونية.
وذكر ، ان مشاعر المحبة الشامخة التي أبداها الشعب الايراني الأبي ونوابهم الأعزاء والتصريحات السامية لأخي العزيز اللواء قاسم سليماني، والرسالة الكريمة والحازمة لرئيس الجمهورية المحترم، ورأفة الأبوة والمحبة لسماحة قائد الثورة الاسلامية الحكيم، ضاعفت عزيمتي وزملائي بوزارة الخارجية في صون المصالح الوطنية وحقوق هذا الشعب العظيم.
واشار وزير الخارجية الى ان هذا التلاحم والتآلف لطالما شكل سرّ الانتصارات والنجاحات التي حققها هذا الشعب العظيم علي مدي العقود الاربعة الماضية، وايضا سببا رئيسيا لهزائم المتغطرسين الذين يبحثون عن مصالحهم في بثّ الفرقة داخل المجتمع الايراني.
وشدد على ان ثمار الملاحم التي سطّرها رجال المقاومة البواسل في ساحات التضحية الى جانب الجهود المخلصة التي بذلها جنود الخط الامامي للدبلوماسية، أدت الى هزيمة محاولات الصهاينة الرامية الى استهداف امن الجمهورية الاسلامية في ايران، وتكريس دور طهران البناء والداعي الى السلام والمناهض للتطرف والعنف علي صعيد المنطقة.
وقال الدكتور ظريف: ان وزارة الخارجية تؤمن على الدوام بان الدبلوماسية قادرة فقط في ظل القوة الوطنية والانسجام الداخلي وحماية الشعب، وتحقق الانجازات الميدانية على الصعد الاقليمية والدولية.
واكد قائلا: نحن الايرانيين جميعا، بغض النظر عن التوجهات السياسية والمذهبية والقومية، نقطن في سفينة واحدة؛ وحبذا لو حوّلنا هواجسنا المشتركة الى آمال وفرص لدعم الامن والتقدم القائم على الطاقات المحلية والانفتاح على الخارج والتعامل البناء مع العالم، بما يتيح لسفينة ايران العزيزة ان تواصل مسارها نحو التقدم والازدهار وسط البحر الهائج في العالم.