kayhan.ir

رمز الخبر: 90916
تأريخ النشر : 2019February24 - 20:45
معتبرا أن مؤتمر وارسو الاميركي فشل في إضفاء الشرعية على نزعتها الأحادية..

ظريف: ايران تقوم بما تراه في مصلحتها ولا تهتم كثيرا بما أوردته FATF أو المهلة الأخيرة التي منحتها



* أميركا منيت بهزيمة ستراتيجية بعد انسحابها من الإتفاق النووي وخسرت ستة قرارات دولية

* جميع المسؤولين الأميركان يعتقدون أن الحكومة السعودية لا يمكن أن تبقى بدون دعمهم

* قلق "نتن ياهو" والمتطرفون الأميركان لم يكن نوويا بل من تلاشي مساحة الاجماع العالمي معهم

طهران – كيهان العربي:- تحدث وزير الخارجية الدكتور محمد جواد ظريف عن استقلال ايران خلال 40 سنة بعد انتصار ثورتها الاسلامية وقال: ضرورة استقلالنا لم تتطلب الذهاب الى مجلس الأمن أو خوض مواجهة مع طرف، بل الغرض كان بيان الصمود أمام الضغط الاميركي والغربي.

وقال الدكتور ظريف في كلمته امام ملتقى «التعددية في السياسة الخارجية الايرانية الفرص والاستراتيجيات»، بأنّ إلاستقلال يعني مواصلة الحياة والتمتع بها عبر الاستغناء عن الآخرين، موضحاً في نفس الوقت بأنّ الإستقلال السياسي ليس بمعنى الإنعزال والإنفكاك عن العالم.

ولفت وزير الخارجية الى التفرد الأميركي الذي اتبعته واشنطن في مواجهة بعض الدول خلال ولايتي "بوش" و"ترامب" معتبرا ملتقي وارسو بأنه حركة فاشلة دلّت على تفهُّم أميركا لعدم فاعلية نهجها التفرّدي.

وقال: ان الاميركيين عقدوا مؤتمرا في بولندا حول "ايران" دون التطرق الى الشرق الاوسط لكنهم غيروا هذه التسمية بعد مواجهتهم معارضة عالمية، فضلا عن اخفاقهم في إصدار بيان ختامي مشترك بعد الملتقى وتخبطهم في العمل لايجاد إجماع بعده ضد ايران.

واضاف: قام الاميركان بحركة يائسة في وارسو، لانهم يدركون ان النزعة الاحادية تفتقد الى الشرعية، وتساءل لماذا ذهبوا الى وارسو؟ ولماذا حسب تصريحاتهم صنعوا تحالف الارادات لغزو العراق؟ هل كانت اميركا بحاجة الى القوة العسكرية لأولئك الذين اتحدوا مع التحالف لغزو العراق؟.

وتابع قائلا: إذا نظرنا الى المرحلة التي غزت فيها اميركا العراق في الجولة الثانية، فان الولايات ضمت جزءا من قوات بعض الدول الى قواتها العسكرية، وهذه لم تساهم فقط في الأمن، بل اضطرت الولايات المتحدة الى تخصيص قوة لحمايتهم حيث كان الجيش الأميركي وبلاك ووتر مسؤولين عن حمايتهم، أي أنه كانوا عبئا وليسوا عونا.

وتساءل وزير الخارجية الايراني قائلا : لماذا فعلوا ذلك؟ لأن النزعة الأحادية ليس لها شرعية وكفاءة على الساحة الدولية.

وتطرق الى الدور الروسي وتوظيفه حق النقض الدولي في الحيلولة دون حصول إجماع ضد ايران بذريعة اليمن ومساعي "ترامب" ثلاث مرات في مجلس الأمن لتشكيل إجماع ضد ايران إنما دون نتيجة.

وقال: إنّهم أقاموا ملتقي في بولندا سموه «ايران» دون التطرق الى الشرق الاوسط لكنهم غيروا هذه التسمية بعد مواجهتهم معارضة عالمية، فضلاً عن إخفاقهم في إصدار بيان ختامي مشترك بعد الملتقى وتخبطهم في العمل لخلق إجماع بعده ضد ايران.

ونوه الوزير ظريف الى الهزيمة الاستراتيجية التي منيت بها الولايات المتحدة بعد انسحابها من الإتفاق النووي وخسارتها ستة قرارات دولية إثر ذلك ما يعد فشلا ذريعا لها ، وإعتبر أنّ هذا المسعى الأميركي جاء في إطار مزاعمها القاضية بانها ليست لوحدها في مواجهة ايران بل هناك 30 دولة معها تواكبها .

ورأى التعددية، معادلة تتوسط القوة والمشروعية دون أن تكون بديلاً للقوة فحسب.

وذكّر وزير الخارجية بالسؤال الذي طرحه آنذاك على كسينجر الوزير الأسبق للخارجية الاميركية بقوله: (إنكم الأميركيون) تريدون الحفاظ على اسس قوتكم فيكف تتوقعون منا أن نخسرها.

وصرح بان الجمهورية الاسلامية في ايران تقوم بما تراه في مصلحتها ولا تهتم كثيرا بما أوردته FATF من ان المهلة التي منحتها لايران هي الاخيرة.

وقال: ان الزملاء (في مجمع تشخيص مصلحة النظام) يتخذون القرار على اساس الحقائق. نحن نتخذ القرار على اساس الحقائق. لقد كانوا يقولون بان امرا ما لن يحدث، هم الان يرون الظروف.

واضاف، لينظر الزملاء الى الحقائق وان يتخذوا القرار على اساس ذلك وسنتبع اي قرار يتخذونه ولكن عليهم ان يدركوا ما هي تداعيات ذلك.

وفي الرد على سؤال بشان ان FATF هددت بان المهملة التي تمنحها لايران هي الاخيرة قال وزير الخارجية: ان كان ذلك تهديدا او شيئا اخر. لقد انتهت الفرصة التي اتفقنا عليها لفترة عامين. هم قالوا شيئا ما ونحن لا نهتم كثيرا بما يقولونه بل نتخذ القرار الذي نراه مناسبا.

واشار الى تصريحات السيناتور الاميركي "ليندسي غراهام" الذي اعتبر ان السعودية لا يمكنها البقاء اسبوعا واحدا بدون دعم اميركي، وقال: ان بعض الأصدقاء يقولون ان "ترامب" واعضاء ادارته هم أكثر الاشخاص صدقا، ويتحدثون عما يختلج في صدورهم، وجميع المسؤولين الأميركيين يعتقدون أن الحكومة السعودية لا يمكن أن تبقى بدون دعمهم.

واردف وزير الخارجية الايراني: في الحقيقة فان اميركا ما خسرته في الاتفاق النووي كان هزيمة استراتيجية، اذ ان الولايات المتحدة خسرت ستة قرارات اصدرها مجلس الأمن، لذلك كان نتنياهو يعارض منذ اليوم الأول الاتفاق النووي، لو انه كان لدى نتنياهو قلق نووي، فان الاتفاق النووي بدد هذا القلق.

وتابع ظريف قائلا: قلق "نتن ياهو" والمتطرفون الأميركيون لم يكن نوويا بل هو أن مساحة الاجماع العالمي هذه قد تلاشت، فقد حاولوا العام الماضي أربع مرات في مجلس الأمن لإعادة الاجماع العالمي (ضد ايران) لكنهم فشلوا، وذهبوا الى بولندا وحاولوا القيام بذلك لكنهم فشلوا بفضل الله وجهود الاصدقاء، وايضا سيستمرون في محاولاتهم.