جنرالات نتنياهو تتساقط
مهدي منصوري
بدأت تظهر اثار فشل العدوان الصهيوني على خان يونس والذي اطلق عليه "حد السيف" في الافق العسكري الصهيوني وبصورة غير متوقعة، فبالامس القريب استقال وزير الحرب الصهيوني ليبرمان كاشفا ان الجيش الصهيوني لا يقوى على مواجهة المقاومة ومعترفا بخسارته في حرب غزة كما اشار الى ذلك في كتاب الاستقالة، وبالامس تهاوى قائد النخبة الذي كان يقود عمليات اقتحام خانيونس بسبب فشل قواته في كسر حاجز المقاومة المتماسك والقوي، ولا ندري من يسقط غدا من هؤلاء الجنرالات ذوي الخبرة في الجيش الصهيوني.
ومن الطبيعي جدا ان انهيارات القيادات العسكرية العليا في الجيش الصهيوني سيكون له اثره البالغ على القدرة العسكرية خاصة وان المعلومات المتوفرة والتي اظهرتها بعض التقارير والتحاليل ان الجيش الصهيوني منهار من داخله اذ انتشرت فيه حالات الانتحار وعدم استجابة الجنود للاوامر التي تصدر لهم بحيث انهم لم يرغبوا في الذهاب الى غلاف غزة بالاضافة ان جنود الاحتياط لم يلتحقوا بالجيش عندما تطلب الضرورة حضورهم مما تشكل هذه الصورة اخطر من تساقط الجنرالات، وبنفس الوقت وفي الطرف المقابل ان تعاظم قدرة المقاومة وصمودها واستمرار نشاطاتها والتي لم تتوقف للحظة واحدة في مواجهة الجيش الصهيوني والتي على راسها مسيرات العودة بالاضافة الى حالات الطعن وارسال البالونات الحارقة وغيرها من الاساليب التي تتجدد يوما بعد آخر قد اصبح كابوسا يضيق الخناق على المؤسسة العسكرية الصهيونية.
ولذا فان نتنياهو الذي يدرك هذا الامر جيدا الذي وضعه في موقف صعب لان الحسم العسكري مع المقاومة قد اصبح غير ذات فاعلية او تاثير،بحيث اوجد قلقا متزايدا في الوسط الاجتماعي الصهيوني في المستوطنات من أمنهم قد اصبح تحت رحمة المقاومة. وازاء هذا الفشل فان نتنياهو ومن اجل تطمين قطعان مستوطناته ذهب الى كسب ود بعض الدول العربية خاصة الخليجية لدفعها الى التطبيع مع كيانه المنهار ليشكل حالة ضغط سياسي على المقاومة ولكن حتى هذا الامر لم ولن يتحقق وقد كان فشل مؤتمر وارسو خير دليل على ذلك.
اذن فان نتنياهو الذي شرب مرارة كأس الهزيمة سواء كان على الصعيد العسكري او السياسي سيلقى مصيره المحتوم الا وهو عدم عودته مرة اخرى لقيادة الكيان الغاصب وسينحسر عن المسرح السياسي مرغما لان المؤشرات تؤكد ان جبهة المعارضة قد قررت ابعاده ومهما كلفها من ثمن بعد فتح ملفات الفساد التي لايمكنه الافلات منها.