جورج سيروس: مصير الاتحاد الاوروبي سيكون كمصير الاتحاد السوفياتي ان لم يستقظ
طهران/كيهان العربي: بلغت الفوضى السياسية في اوروبا حداً ان يحذر زعيم الثورات الملونة ومتخصص الانقلابات في الدول غير الاوروبية من انهيار الاتحاد الاوربي ويكون مصيره كمصير الاتحاد السوفياتي.
فالاحداث غير المسبوقة في اوروبا كالميل للانفصال في بريطانيا واسبانيا، وصعود الاحزاب اليمينية، والانتفاضة العارمة للفرنسيين ضد النظام الرأسمالي والمعروفة بـ"السترات الصفراء"، وقضية خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، بحيث بلغ بالاتحاد حدا خطيرا. ان الوصفة المعقدة التي اطلقها "جورج سيروس" للاوروبيين فيها نظر فهو في العقود الماضية اتهم الدول التي حصل فيها ثورات ملونة باعتماد القوة ولهذا السبب اطلق حربا نفسية ضدهم، والآن يقترح على الدول الاوروبية كي لا يكون مصيرها كمصير لاتحاد السوفياتي ان يدافعوا عن انفسهم قبال الاعداء.
ففي احدث مقال كتب "سيروس": "ان اوروبا من دون علم تتجه صوب العدم، وعلى الاوربيين، قبل ان يفوت القوت، ان يستيقظوا، واذا لم يستيقظوا سيكون مصير الاتحاد الاوروبي كمصير الاتحاد السوفياتي عام 1991.
ويبدو ان لازعماءنا ولا مواطنينا العاديين يدركون باننا نعيش لحظة ثورة وان مسافة الاحتمالات واسعة ولذا فان النتجية غامضة جدا. فاغلبنا نظن ان الوضع متشابه وهو ليس كذلك".
واضاف سيروس: "ان مرحلة التغيير القادمة تختص بالانتخابات البرلمانية الاوروبية في ايار 2019، وللاسف فان القوى المعادية لاوروبا يتمتعون بمزية التنافس في الانتخابات.
وهناك ادلة عديدة لها الامر. ومنها نظام التحزب القديم والذي يتغلغل في اكثر الدول الاوروبية، وامكان عدم القبول عمليا لتغيير المعاهدات وفقد الآليات القانونية لضبط الدول الاعضاء الذين يضعون تحت الاقدام الاصول التي اسس الاتحاد الاوروبي عليها".
وحسب الملياردير الاميركي فان نظام التحزب العتيد يمنع اشخاصا يريدون حفظ القيم التي اسس الاتحاد الاوروبي على اساسها. فيما يدعم هذا النظام اشخاصا يحاولون استبدال القيم بغيرها مختلفة جدا. فالنظام الحزبي للدول الفردية يعكس هوة كانت مهمة في القرنين 19، و20. كالصراع بين الرأسماليين والعمال. ولكن الهوة التي تتمتع باهمية اليوم هي الهوة بين القوى الموالية للاتحاد الاوروبي والمعارضة.
ويرى سيروس، انه في بريطانيا كذلك ادى النظام الحزبي المنسوخ لمنع الارادة العامة للتعبير المناسب. فالحزبان: العمال والمحافظون يعانيان انقساما من الداخل.. فالرأي العام مطلع على الاثار السيئة لبريكست.
كما وتعاني ايطاليا من ازمة مشابهة. فالاتحاد الاوروبي باجراء اتفاق دبولين عام 2017 قد ارتكبت خطأ فادحا. فهذا الاتفاق اثقل مسؤولية دول مثل ايطاليا التي يدخل لها المهاجرون قبل غيرها من الدول الاوروبية.
وخلص سيروس في اشارة الى انه بفوز الاحزاب الموالية للاتحاد الاوروبي في الانتخابات البرلمانية القادمة، قائلا: ينبغي ان يتم تأسيس اتحاد اوروبي جديد وهذا يستلزم تغيير الرؤى في هذا الاتحاد. وان زعامة اوروبا الحالية تذكر بلجنة "بوليتبورو" الراسمة لسياسة الاتحاد السوفياتي فترة سقوطها.
فهذه اللجنة كانت مستمرة في اصدار الفرمانات وكأن الحزب الشيوعي مازال الحاكم الامر الناهي.