اليمن تعبد طريق "البراءة من الخونة"
مهدي منصوري
بعد الفشل الذريع الذي منيت به واشنطن وتل ابيب في مؤتمر "وارسو" الخياني والتي لم تحصد منه سوى الخيبة والخسران لانهما لم يحصلا من خلال الاستعراض الاعلامي والسياسي الفاشل بالوصول الى الهدف المنشود وهو خلق اجواء مساعدة ومشجعة لاكمال مسيرة التطبيع الفاشلة بين خونة العرب والاسلام والكيان الغاصب للقدس، وقد برز الفشل وبشكل واضح عندما لم يتمكنوا من اصدار بيان يشير الى ما توصلوا اليه من نتائج، ومن الطبيعي جدا ان فشل المؤتمر وكما اشار مراقبون يعكس الانتصار الكبير لمحور المقاومة ضد محور اللهاث وراء التطبيع.
وبالامس وفي موقف يمني لافت ابهر العالم اجمع بعدما شهده من اجماع اليمنيين بكل اطيافهم السياسية ليرسلوا رسالة واضحة المعالم الى كل الذين يريدون ان يكونوا عبيدا اذلاء للكيان الصهيوني ليكون لهم نعم العون في مواجهة محور المقاومة الممتد من لبنان الى سوريا الى العراق وصولا الى اليمن التي اعلنت رفضها القاطع لكل ما دار في وارسو والذي جاء على لسان رئيس اللجنة الثورية العليا في مسيرة البراءة من الخونة محمد علي الحوثي "ان ما حصل في وارسو ليس التطبيع فقط بل هو أكثر من التطبيع" و" ان هدف مؤتمر هو من أجل التحالف العسكري في إطار تحالف الولاية الأميركية الصهيونية العربية، واصفا الاجتماع بانه "أمريكي يهودي وليس اجتماعا إسلاميا".
ووضحت صورة الرفض اليمني من خلال الحشود المليونية في أكثر من عشرين ساحة في المحافظات اليمنية التي شاركت في مسيرات تحت عنوان "البراءة من الخونة" رفضاً واستنكاراً للتطبيع العلني والمكشوف لما يسمى "الشرعية" مع كيان العدو الغاصب للقدس.
واثبتت هذه الحشود المليونية وبحضورها الفاعل والقوي من أن أي لقاء تحت أي غطاء مع العدو الصهيوني يمثل خيانة تأريخية لا تغتفر لأبناء الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم الرافضين للاحتلال الصهيوني لفلسطين الذي يتوجب على الأقل مقاطعته من قبل الأنظمة العربية والإسلامية العاجزة عن مواجهته بالقوة.
وفي نهاية المطاف لابد من الاشارة الى ان الحبل الذي امتد من اليمن الى غزة وبهذه الصورة يعكس مدى تلاحم الشعوب مع الشعب الفلسطيني في احقاق حقوقه المشروعة وانه ليس وحيدا في الميدان مما سيعطيه زخما قويا في استمراره بثورته العارمة التي تجسدت اليوم بمسيرات العودة مهما كانت التضحيات والصعوبات التي يواجهها، وان طريق اليمن غزة الذي تم افتتاحه اليوم في التظاهرات التي حملت "البراءة من الخونة" سيعبد وسيمتد بحيث سيشمل اغلب الاحرار في العالم والشعوب المعادية للهيمنة الاميركية الصهيونية.