kayhan.ir

رمز الخبر: 90168
تأريخ النشر : 2019February11 - 20:59

فليقرأوا الرسالة بامعان


تجلت العناية الالهية للثورة الاسلامية بالامس عندما غصت شوارع المحافظات الكبيرة والمدن والقصبات من أقصى ايران الاسلامية الى ادناها بالسيل البشري الهادر الذي جاء معبرا وبصدق وأمانه عما يجيش في صدره من حب ووفاء لهذه الثورة المباركة وبصورة لم يكن يتصورها كل المراقبين والمحللين في العالم، لان الارهاصات التي سبقت احياء الذكرى الاربعين لانتصار الثورة كانت حافلة بمختلف الاساليب القذرة من التهديدات وصور التشكيك المختلفة بحيث يتراءى للقارئ او المستمع ان احياء هذه الذكرى سيأتي باهتا ولم يكن بالمستوى المطلوب من ان اجل أن تفتح شهيتهم للنيل منها واشفاء غليل قلوبهم الحاقدة والماكرة.

ولكن بالامس جاءت الصورة مغايرة جملة وتفصيلا وبخروج هذه الجماهير الغفيرة ومن كل الاعمار والمستويات، ولانغالي اذا قلنا ان الذين بذلوا دماءهم الغالية في سبيل انتصار هذه الثورة وقبل اربعين عاما قد يكون وجودهم محدودا لان كل الوجوه التي شاركت لم تعش تلك الايام، بل انها استلهمت منها ان يكونوا حراس من اجل ديمومتها وبقائها حية في النفوس.

وهكذا يمكن القول ان مثل وقيم وافكار الثورة الاسلامية وبعد مرور اربعين عاما لازالت حية في النفوس وتتفاعل جيلا بعد جيل وان الراية التي رفعها الامام الراحل الخميني (رضوان الله عليه) لازالت خفاقة ولا يمكن ان تهوي الى الارض رغم كل العواصف السوداء والصفراء والهوجاء.

ان الشعب الايراني وباندفاعه الكبير وبكل فئاته وطوائفه ومذاهبه وبهذه الصورة التي اذهلت العالم اجمع قد اعطى صورة جديدة تجعل من اعدائه ان يعيشوا ليس فقط القلق والارباك، بل يدرك ان جميع حساباتهم ورؤاهم وتصوراتهم وخططهم ذهبت ادراج الرياح واصبحت كالسراب الذي يراه الظمان ماء حتى اذا جاءه لم يجده شيئا.

نعم الرسالة القوية والصادمة التي ارسلها الشعب الايراني لكل الاعداء خاصة الشيطان الاكبر اميركا الملعونة وعلى راسها المختل عقليا ترامب الذي كان يعتقد انه وبتحشيد العالم من اجل ان يضيق الخناق على ايران الاسلامية يستطيع تحقيق مآربه الاجرامية التي ذابت كما يذاب الملح في الماء، لان هؤلاء الاعداء الحمقى وعلى رأسهم ترامب لازالوا لم يفهموا ولن ولم يدركوا عناصر القوة في هذا الشعب وهي ليست الصواريخ والطائرات والاسلحة المتطورة بل هي الارادة القوية القاهرة القائمة على الالفة والمحبة والاستعداد للتضحية من اجل هذا الوطن مهما تعقدت الاوضاع والظروف للوصول الى الاهداف التي رسمتها الثورة في بدايتها والمتمثل في الخروج من ربقة الاستعباد والانقياد للاعداء.

لذا فعلى ترامب ونتنياهو وكل الشياطين الصغار الذين يتربصون بهذه الثورة المباركة ان يقرأوا الرسالة التي رسم ملامحها الشعب الايراني وبوضوح بالامس من خلال اندفاعه الرائع والذي اصبح شوكة في اعينهم بامعان وروية والادراك بان كل اساليب التهديد والوعيد والضغوط الاقتصادية وغيرها لم تعد تجدي بعد اليوم مع هذا الشعب الصابر الوفي مما ينبغي ان يدفعهم ليفكروا بتغييراساليبهم التي فقدت مصداقيتها امام صخرة صمود الشعب الايراني وان يطأطؤا الرؤوس خاضعين اجلالا واكبارا لهذا الشعب الذي لم ولت ينزع يده عن هذه الثورة وقيادتها الحكيمة وربان سفينتها المتمثلة اليوم بالامام الخامنئي (حفظه الله) وكل الذين صبروا وصابروا وجاهدوا من اجل ان تستمر هذه الثورة المباركة في حيويتها التي بدأت فيها وان الشعلة الوقادة التي ستحرق اعداءها ستبقى منارا هاديا لكل الاحرار والمستضعفين في العالم حتى اليوم الموعود ان شاء الله.