القدس المحتلة - وكالات : قال الناطق باسم حركة الأحرار الفلسطينية ياسر خلف، إنه "من حق شعبنا مقاومة الاحتلال بكافة الأشكال والوسائل المعروفة والمبتكرة فردية كانت أم جماعية فهي حق طبيعي في ظل الهجمة الشرسة للاحتلال على شعبنا وخاصة اعتداءات المستوطنين عليه وعلى ممتلكاته.

وبارك خلف، عملية الدهس في القدس التي نفذها الشهيد البطل عبد الرحمن الشلودي، مؤكداً أنها عمل بطولي ورد طبيعي على جرائم الاحتلال بحق شعبنا الفلسطيني في غزة والضفة والقدس ومقدساته وخاصة المسجد الأقصى.

ودعا الناطق الإعلامي جماهير شعبنا في الضفة والقدس وكل مكان للتحرك وتفجير انتفاضة ثالثة في وجه الاحتلال المجرم، ومواصلة هذه البطولات والثأر لمعاناة شعبنا حتى نيل كافة حقوقه.

واعتبر أن هذه العملية إصراراً من شعبنا على مواصلة طريق الجهاد والمقاومة رغم وجود ومواصلة التنسيق والتعاون الأمني الفاضح بين الاحتلال والسلطة الذي كبل يد المقاومة وأضعف حيويتها إلا أن شعبنا ومقاومته يثبت ويؤكد أنه عصي على الانكسار وماضِ في طريق المقاومة حتى دحر الاحتلال.

من جانبه صرّح مسؤول في شرطة الاحتلال أنه لا يمكن وقف "انتفاضة القدس" ، بل يمكن التقليص من حدتها وذلك من خلال إدخال الشرطة للأحياء الشرقية في مدينة القدس واستعمال القوة الشديدة جدا لفرض هدوء نسبي على حد تعبيره .

وتشهد معظم أحياء مدينة القدس مواجهات عنيفة جدا مع قوات الاحتلال لم تشهدها المدينة منذ سنوات ، وذلك عقب استشهاد الشاب عبد الرحمن الشلودي من حي سلوان منقذ عملية دهس مساء الأربعاء الماضي قُتل فيها مستوطنة وأصيب 9 آخرين.

وأصيب ١٢ شاباً مقدسياً على الأقل بالأعيرة المطاطية، خلال المواجهات التي اندلعت في حي "رأس العمود" من بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى المبارك، فيما اعتقلت قوات الاحتلال طفلاً يبلغ من العمر ١٣ عاماً من مخيم شعفاط بالقدس بتهمة إلقاء زجاجة حارقة حسب زعم مصادر صحفية إسرائيلي.

وقد بدأت هذه المواجهات مساء أمس ولا زلت مستمرة حتى اللحظة ، وقد استخدمت قوات الاحتلال في الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الصوت والغاز ، لتفريق المتظاهرين موقعة 12 إصابة على الأقل فيما اعتقلت طفلاً يبلغ من العمر ١٣ عاماً من مخيم شعفاط بتهمة إلقاء زجاجة حارقة حسب زعم مصادر صحفية إسرائيلي.

ودارت أعنف المواجهات في حارة السعدية الملاصقة للمسجد الأقصى ، حيث أُصيب شرطي إسرائيلي بجراح في وجهه .

أما في حي سلوان مسقط رأس الشهيد الشلودي فقد تمكن الشبان من إحراق آلية لشرطة الاحتلال بعد استهدافها بزجاجة حارقة .

هذا ولا زالت قوات الاحتلال تغلق مداخل بلدة العيسوية بالمكعبات الإسمنتية بعد تجدد المواجهات في البلدة ، وقامت باعتقال أحد أصحاب الجرافات من البلدة بحجة محاولته فتح مدخل البلدة .

ويسود المدينة المقدسة حالة من التوتر الشديد جراء استمرار مماطلة الاحتلال بتسليم جثمان الشهيد "الشلودي" لأهله بدعوى التشريح، وبسبب الممارسات الاستفزازية التي يمعن المستوطنون على اقترافها كتنظيمهم مسيرات يهتفون فيها "الموت للعرب".

وأفاد مراسلنا في القدس أن قوات الاحتلال لا تزال تحتجز جثمان الشهيد عبد الرحمن الشلودي في مستشفى "شعاري تسيدق" في القدس المحتلة بعد مُضي أكثر من 24 ساعة على استشهاده.

وذكر أن مخابرات الاحتلال استدعت الخميس، والد الشهيد إلى مركز شرطة الاحتلال في شارع صلاح الدين بالقدس، حيث أبلغته بشروطها للإفراج عن جثمان ابنه عبد الرحمن.

وحسب والد الشهيد، فقد اشترطت مخابرات الاحتلال عليه أن يتم تشييع الجثمان ليلة السبت القادم على ألا يزيد عدد المشيعين عن 20 شخصا من أقارب الشهيد ، وهو ما تم رفضه ، مشددا أنه لن يقبل لولده إلا بجنازة تليق به في وضح النهار.

يُذكر أن قاضي محكمة الصلح الإسرائيلية في القدس أمر بتشريح جثمان الشهيد الشلودي الذي ارتقى الأربعاء برصاص حراس القطار الخفيف بحي الشيخ جراح بعد حادث دهس أسفر عن مقتل مستوطنة وإصابة تسعة آخرين.