زياد نخالة: الجمهورية الاسلامية الدولة الوحيدة التي تدعم الفلسطينين
* الدول العربية لا تقدم الدعم للشعب الفلسطيني فحسب بل تحاسبه إذا تلقّى الدعم من ايران
* ليس أمام الفلسطينيين خيار إلاّ القتال إذا أرادوا العودة الى فلسطين والعيش بكرامة
*اتفاق أوسلو لم يكن اتفاقاً بل صيغة بين المنتصر والمهزوم والعدو الصهيوني لم يلتزم به
* حتى مبادرة «السلام» العربية التي كانت أخطر من وعد بلفور رفضتها تل أبيب
* سنواجه «صفقة القرن» وأية صفقة أخرى تهدف لتصفية القضية الفلسطينية وفرض "اسرائيل"
غزة - وكالات انباء:- إنتقد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد نخالة، الانفتاح العربي المخزي على الكيان الصهيوني، فيما أكد ان الجمهورية الاسلامية في ايران هي الدولة الوحيدة التي تدعم الفلسطيني، وهي تدفع ثمن هذا الدعم من خلال الحصار المفروض عليها من الولايات المتحدة ودول أخرى.
وردا على سؤال حول اعتبار حفظ المقاومة في فلسطين هو الخيار الأوحد لتحرير الأرض، قال نخالة في مقابلة مع مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية: بغضّ النظر عن موقف السلطة، وعن كلّ ما يُقال عن الوضع الفلسطيني، ليس أمام الفلسطينيين خيار إلاّ القتال إذا أرادوا العودة الى فلسطين والعيش بكرامة. أما الطرق الأخرى، فهي لا تؤدّي إلى فلسطين.
وقال: اتفاق أوسلو لم يكن اتفاقاً، بل صيغة بين المنتصر وبين المهزوم، حيث تمّ تجميع قوات المنظمة من كافة الدول التي كانت منتشرة فيها، وأُدخلت الى فلسطين لتضبط إيقاع حركة الناس الرافضين للاحتلال.، والتجربة أثبتت أن الكيان الصهيوني لم يلتزم بهذا الاتفاق، لأنه لم يكن اتفاقاً قانونياً ولم يكن محمياً من مجلس الأمن أو الأمم المتحدة، بل كان اتفاقاً بين طرف قوي وطرف ضعيف.
وشدد النخالة بالقول، لقد حاول العرب القيام بعدّة مبادرات سلام مع العدو الصهيوني. لكن مع الوقت أثبتت أن تل ابيب لا تريد السلام. مثلاً، مبادرة السلام المصرية، أو اتفاق كامب دايفيد، لم يؤثّر على هيمنة الكيان المحتل في المنطقة؛ بل كان اتفاقاً على حساب الشعب الفلسطيني والشعب المصري، فيما استمرّت «إسرائيل» بعدوانها. كما أن مبادرة «السلام» العربية، التي كانت أخطر من وعد بلفور، لم تقبل بها «إسرائيل»، لأنها كانت تتضمن تنازلاً إسرائيلياً عن الضفة الغربية.
وأوضح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أن المقاومة الفلسطينية محاصرة من الجميع، باستثناء الجمهورية الإسلامية في ايران التي إنفتحت على القضية الفلسطينية منذ نجاح الثورة الإسلامية، فحوّلت سفارة الكيان الصهيوني الى سفارة فلسطين، واستقبلت ياسر عرفات. وكانت حركة فتح أوّل من أقام علاقات مع ايران.
وقال: الجمهورية الاسلامية في ايران اليوم هي الدولة الوحيدة التي تدعم الفلسطيني، وهي تدفع ثمن هذا الدعم من خلال الحصار المفروض عليها من الولايات المتحدة ودول أخرى. ومع الأسف، أن الدول العربية لا تدعم الشعب الفلسطيني؛ لكنها تحاسبه إذا تلقّى الدعم من إيران.
أما بالنسبة للجانب المذهبي، فقد زُجّ به في هذا الإطار، وهو لا وجود له. فالإيرانيون لا يسعون الى تشييع أهل السنّة في فلسطين، ولا أهل فلسطين يسعون الى التشيّع.
وشدد بالقول: باعتقادي، الخارطة المذهبية لا يجب المساس بها أبداً. لكن يجب أن يكون هناك حدٌ أدنى من التعايش والالتقاء والتقارب على قاعدة أننا مسلمون. والحديث عن الموضوع المذهبي مُبالغ فيه؛ وهذه المبالغة ليست بعيدة عن المؤامرات التي تُحاك ضدّنا.
واكد، إن دعم طهران لنا وللفصائل الأخرى لم يكن يوماً على أساس مذهبي، ونحن مستمرّون في هذه العلاقة الأخويّة. وأستطيع القول إن كلّ ما تتمتع به المقاومة من إمكانيات هو بفضل دعم الجمهورية الإسلامية لها.
وردا على سؤال حول سعي الحلف الأميركي ـ الصهيوني إلى تصفية القضية الفلسطينية بتواطؤ ودعم عربي من خلال ما سُمّي بصفقة القرن، قال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين: هناك عنوانان أساسيان للولايات المتحدة في المنطقة هما: النفط و«إسرائيل». ومن الممكن أن اهتمام الولايات المتحدة بالنفط لم يعد كبيراً، لكن ستبقى الولايات المتحدة والغرب داعمين بقوّة لـ«إسرائيل"، ومنذ إنشاء الكيان الصهيوني يحاول الغرب جعله جزءاً من هذه المنطقة من خلال مشاريع «السلام». ومن هذه المشاريع صفقة القرن التي يحاول ترامب من خلالها حماية «إسرائيل» وتثبيتها في المنطقة.
أما بالنسبة للتواطؤ العربي، فهو أصبح واضحاً بعد استهداف سوريا واستهداف المقاومة في المنطقة. كما أصبح واضحاً الانفتاح العربي على المشروع الإسرائيلي، وبدء إعلان العلاقات مع الكيان الصهيوني. كما أن بعض الدول العربية أصبحت تتحدث بإيجابية عن «إسرائيل»، وأنها أصبحت جزءاً من المنطقة. وبالتالي، إن مجرّد الاعتراف بـ«إسرائيل» هو إعلان لهزيمة العرب أمام المشروع الإسرائيلي.
إن النظام العربي كنظام هُزم أمام المشروع الصهيوني، وتُرك الفلسطينيون لوحدهم في مواجهة هذا المشروع. ولا خيار أمام الشعب الفلسطيني إلاّ المقاومة، وأن لا يتنازل أمام الانفتاح العربي المخزي على «إسرائيل».
لكن، نحن كفلسطينيين لدينا خيبة أمل كبيرة من النظام العربي على مستوى الدعم والتأييد والاحتضان.
وبالتالي، نحن ندفع ثمن ضعف النظام العربي أمام «إسرائيل». لكنّنا سنواجه «صفقة القرن» وأية صفقة أخرى تهدف لتصفية القضية الفلسطينية، أو لترسيخ سيطرة «إسرائيل» على ما تبقّى من فلسطين.