"وارسو" الى الهاوية كالتحالفات السابقة
يوم اعلن وزير الخارجية الاميركي بومبيو قبل ايام فجأة ووسط جولته لدول المنطقة التي اتاها مربكاً بهدف تشكيل تحالف استراتيجي لمواجهة ايران، عن عزم بلاده تشكيل مؤتمر دولي في وارسو لمواجهة ايران استغرب المراقبون لهذه الاستدارة ولم يكمل بعد جولته، لكن "كيهان العربي" علقت على الموضوع يومها ولم تمتلك يومها اي معلومات عن ذلك لكن من خلال المؤشرات الموجودة استنتجت بفشل المشروع الذي حمله لدول المنطقة واليوم تسربت معلومات تؤكد بان العديد من دول المنطقة رفضت طلباته واعلنت عن تحفظها على ذلك وهذا يعني انها غير مستعدة للدخول في مجازفات جديدة خاصة وان بعض هذه الدول منهكة ماليا واقتصاديا كمصر والاردن والبعض الاخر في دول مجلس التعاون عسكريا وماليا بسبب تورطها في المستنقع اليمني واما العراق فله قصة اخرى بسبب علاقته الاستراتيجية مع ايران، لذلك ليس من مصلحة اميركا الضغط على بغداد وليست الاخيرة مستعدة للتفريط بمصالحها مع الجارة الكبيرة ايران التي لعبت دورا اساسيا في مساعدتها للقضاء على داعش يوم كانت واشنطن تتفرج على داعش وهي تقف عل تخوم بغداد رغم وجود اتفاقية امنية بينهما والافضع من ذلك انها رفضت تزويد العراق بالاسلحة وامتنعت حتى عن تسليم المقاتلات التي دفع ثمنها قبل ذلك مما اضطر المالكي يومها للاستنجاد بطهران وموسكو لسد ثغرة المقاتلات التي يحتاجه العراق لملاحقة فلول داعش.
يبدو ان الاميركان لم يتعظوا ولن يتعظوا من اخطائهم سواء في مواجهة ايران مباشرة او تشكيل التحالفات ضدها وهذه العقدة ليست وليدة اليوم فهي تخنقهم منذ اربعة عقود وحتى اليوم لكن الفارق انها باتت تضيق الخناق اكثر على ترامب يوم خرج من الاتفاق النووي مع ايران، اكثر من الرؤساء الذين سبقوه ولم يمض يوما الا وعقدة ايران تلاحقه وتلاحق الجوقة المحيطة به وهم يكررون ايران .. ايران وربما في المستقبل المنظور سيكتبون في مذكراتهم ان ايران كانت تلاحقهم حتى في رؤياهم.
واليوم يتساءل الرأي العام الايراني وحتى العالمي ما هذا جنت اميركا من تحالفاتها السابقة ضد ايران التي تتزعم محور المقاومة؟! ألم تهزم جميع تحالفاتها سواء في سوريا او العراق او لبنان او اليمن.
الجميع يتذكر قبل سبع سنوات، يوم اجتمعت 70 دولة في باريس باسم "اصدقاء سوريا" لاسقاط الرئيس الاسد، وقفت ايران وحدها واعلنت بالفم الملأن الرئيس الاسد رئيس شرعي باق وباق والجهة الوحيدة التي يحق لها ان تبت في مصيره الشعب السوري وليس غيره.
ومن حسن حظ ايران ان الادارة الاميركية الحالية تدار من قبل طغمة حمقى من الطراز الاول كما وصفها الامام الخامنئي حفظه الله وطبيعة هذه الطغمة ان تدخل المطبات الواحدة تلو الاخرى ولا تخرج سالمة منها ووارسو لم تكن المحطة الاخيرة فستمنى وبعون الله بنكسة اشد واقسى امام ايران لتكون عبرة لها ان استفاقت من سباتها.