آية الله النمر بعيون العالم.. شهيداً قارع الظلم والإستبداد مرسخاً نهج المقاومة من أجل الكرامة
على امتداد دول العالم، حضرت الذكرى الثالثة لاستشهاد آية الله عالم الدين البارز الشيخ نمر باقر النمر، فكان الحضور للشهيد القدوة في العالم العربي والإسلامي. رمز الأحرار في مقارعة الظلم والإستبداد والطغيان المفروض من نظام آل سعود. من الجزيرة العربية والخليج الفارسي واليمن إلى لبنان ودول المغرب العربي إلى الجمهورية الإسلامية في إيران وفلسطين حضرت ذكرى الشهيد الرمز وخط العالم كتاباته عما تعرّض له الشهيد النمر على يد نظام البطش والاستبداد في الجزيرة العربية.
"مرآة الجزيرة” أضاءت على آراء الشخصيات بعيون العالم من شخصيات سياسية ودينية وإعلامية وسياسية وعدد من النشطاء.
البداية من اليمن المقاوم القابع تحت وطأة ظلم عدوان آل سعود، يكتب الإعلامي اليمني علي ظافر عن الشهيد النمر، "عمد النظام السعودي في العهد السلماني إلى قتل الشيخ النمر ليس لشخصة وإنما ظنوا بذلك أنهم سيقتلوا المشروع الذي أسس له في مهده قبل أن يكبر، وتلك استراتيجية اعتمدتها السعودية في اليمن عبر وكلائها في اليمن، إذ عمدوا إلى محاربة أنصار الله وإقصائهم من الوظيفة العامة، وتالياً إرسال الحملات العسكرية عليهم وتدمير بيوتهم واعتقالهم وشنوا عليهم سلسلة من الحروب استشهد في أولها عام 2004 مؤسس حركة أنصار الله السيد حسين بدر الدين الحوثي وكانوا يتوهمون بتلك الخطوة أنهم سيقضون على المشروع النهضوي والتحرري له في مهده وكذلك فعلت سلطات آل سعود مع الشهيد الشيخ النمر”.
الناشطة اليمنية رقية الضمين، تحدثت عن الشيخ النمر بالقول إن "هـذا الصنف من عباد الله لايمكن أن تفي بحقهـم قليل من العبارات والكتابات والمؤلفات، وإنما الله سبحانه وتعالى هو من هداهم في الدنيا فعاشـوا كرماء أعزاء بعزة الله تعالى وهـو الكفيـل بمكافأتهم وقـد أعـد لهم الفوز العظيـم مساكـن طيبة فـي جنات عـدنً وأخـرى يحبونهـا نصـر من اللـه وفتـح قريـب”، وتضيف ” لقـد عـاش الشيـخ الشهيـد حيـاة حافلـة بالعـطاء والجهـاد ومقـارعة الظلمة والطواغيـت من آل سعـود”.
الإعلامي طالب الحسني، يقول "طوال عقود بقيت السعودية تخشى من الرموز السياسية والدينية، بما في ذلك الموالين ” للدولة السعودية” قائمة طويلة من الشخصيات التي ظهرت في الوطن العربي وقفت السعودية فجأة ودون مبرر أمامهم ، وصلت أحيانا أن تحيك مؤامرات حتى مع ” الشيطان ” المهم أن تطيح بهم في سبعينات القرن الماضي، لم يكن القوميون العرب يضعون السعودية في خانة العدو رقم واحد”.
بدوره، أمين "تنظيم مستقبل العدالة اليمني” السيد حسن العماد، وفي كلمة بحق الشيخ الشهيد النمر، يرى أنه من الظلم أن "آل سعود لم يقرأوا تاريخ الأنبياء والأئمة والصدّيقين والشهداء، ولو كانوا قد قرأو قليلاً من ذلك لما كانوا قد قدموا على تلك الفعلة لإنها ستجعلهم يعرفون أن دماء الشهداء والصالحين والأئمة والأنبياء تجعل إزالة عروش الطغاة تتقدم إلى الأمام عشرات السنوات، لكنهم لم يقرأوا التاريخ”.
دماء الشهيد النمر تهزّ عروش الطغاة من لبنان، الشيخ صهيب حبلي، يقول إن "جهاد وشهادة الشيخ النمر باعتقادي الشخصي تمثل من جهة الحجة البالغة على الساكتين ومن جهة أخرى هي وصمة عار على الظالمين الذين يتشدقون بالحريات وحقوق الإنسان”.
رئيس "مركز الأمة الواحدة للدراسات الفكرية والاستراتيجية” سماحة السيد فادي السيد، يخط بعض كلماته بالقول "الشيخ الشهيد رضوان الله عليه خط بدمائه المباركة مسيرة الجهاد في شبه الجزيزة العربية ورسم نهج الثائرين على درب سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام، وعبّد الطريق أمام عشاق الشهادة، ليصبح رمزاً وقدوة للثوار في مقارعة الاستكبار العالمي ومواجهة الطغاة والمستبدين دون هوادة ولا خوف ومهما بلغت التضحيات”.
ومن الكويت يصف الشيخ حسن التريكي، "النظام الجائر بإعدامه للشيخ الشهيد النمر (ره) أراد أن يوصل رسالة قوية وواضحة بأنه لن يتساهل مع أي داع للحرية والعدالة يحاول أن يعمل على توعية المجتمع، وحثه على المطالبة بحقوقه وحريته”.
الشهيد النمر في كلمات الشيخ خضر الكبش، كان أن "نظام آل سعود هاب الشيخ النمر حياً وهابه شهيداً لما كان يمثّل من قيمة علمية وجهادية وعلى جيل الشباب الثائر أن يُكمل هذا الطريق فما ضاع حق وراءه مطالب وإن كان قادة النظام الوهابي الذي ظن أن قتل الشيخ النمر هو نهاية لهذه الانتفاضة فهو واهم، فها نحن نحيي الذكرى السنوية الثالثة لشهادته المباركة وما زال حاضراً بكلماته ومواقفه التي اصبحت مدرسة للأحرار والشرفاء”.
الكاتبة اللبنانية إيمان شمس الدين، تقول "لم يكن الشيخ نمر يحمل سلاحا في ساحات المطالبة السلمية، غير عمامته التي كانت تجسد له مسؤولية كبيرة تلزمه السير قدما في نصرة المظلوم ومواجهة الظالم، بطريقة سلمية تكون فيها الكلمة والموقف سلاحا سلميا، يعبر فيها عن مطالب الجمهور المحقة، وقيام دولة مؤسسات وشراكة وطنية يمارس فيها الشيعة دورهم المواطني الذي حرموا منه عقودا من الزمن فقط لكونهم مختلفين عقديا مع النظام الحاكم الذي تحالف مع مؤسسة دينية يقوم فكرها على التكفير الممتدة جذوره لمدرسة محمد عبد الوهاب المتطرفة دينياً”. بدوره، الكاتب والإعلامي الدكتور حكم أمهز، تعبيراً عن شجبه لجريمة اعدام الشيخ النمر، كتب في "مرآة الجزيرة”، "سنتان مرتا على استشهاد آيه الله الشيخ نمر باقر النمر، ولا يُعلم ما إذا كانت شهادته حصلت بسيف آل سعود أو بمنشارهم أو بالرصاص أو بالحرق أو بغيره..”، في إشارة إلى الجرائم التي يرتكبها النظام السعودي ونهجه في سفك الدماء، ويضيف "فبعد جريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي البشعة والتي وصفت بالوحشية، لم يعد أي شيء مستغربا. ولتلازم الجريمتين بالشكل، فإنه رغم مرور سنتين على جريمة قتل الشيخ النمر، فإن جثته لم تسلم إلى أسرته، ولم يعلن النظام عن مكان دفنها، وما إذا كان النظام حللها بالأسيد كما فعل مع خاشقجي أم بغيره.. أسئلة كثيرة وكثيرة جدا، تطرح حول الجريمتين إلا أن القاسم المشترك بينهما هو أن القاتل معروف والمقتول مخفي، خلافا للمعادلات الدولية، وقاعدتها أن المقتول في أي جريمة تكون جثته موجودة ومعلومة، والقاتل غير موجود وغير معروف ويُبحث عنه..”.
ومن إيران أيضاً، كتب السيد محمد صادق الحسيني، "قد شكل النمر من خلال سلوكه النضالي المتميز والمسار الذي اتخذه في مقارعة الطاغية السعودي الوهابي المستبد أعلى مثل كفاحي يحتذى به لكل من يريد تجديد العهد مع مدرسة الإمامة الحرة الموسوية الكاظمية الحسينية العلوية التي لا تتوانى في الإقدام على كل الوسائل الكفيلة بردع الحاكم الطاغية مهما كبر الثمن وغلى، بكل ثبات وبكل اقتدار وبكل يقين بالنصر على الحاكم المستبد المرتهن الإرادة للخارج”.
الإعلامية لور طه، تعتبر في مقالها مع "مرآة الجزيرة”، أنه "لا يزال حضور الشهيد يهزّ أركان بيت آل سعود. فمواقفه سطرت بالدماء مسيرة نضال المهمّشين ضد سيف الغلبة، وتذكر الجميع كل يوم أن هناك من فدى برأسه كرامة أمة”. الكاتب والصحافي اللبناني
د .نسيب حطيط، وفي كلماته حول الشهيد النمر، يقول "اعتمد الشيخ – الشهيد على استراتيجية المعارضة والتحرك من الداخل وعدم الفرار أو اللجوء الى الخارج كما تفعل أكثر قيادات المعارضة والذي يضعف التحركات الشعبية ويفصل بين القيادة والجمهور المناصر لها، بالإضافة إلى افتقار القيادة لما يسمى "تقدير الموقف” الميداني ومعرفة الوقائع الحقيقية للتمكن من اتخاذ القرار المناسب واختيار التوقيت الملائم وحجم التحرك وإلا كانت تعليماتها نظرية غير حسية، مما يعرضها للخطأ نتيجة التضليل أو المعلومة الناقصة، فالقائد الرسالي عليه أن لا يغادر ساحة جهاده إلا إكراها وعندما يصل إلى دائرة التزاحم بين التعرض للقتل، الهجرة وذلك وفق السنة النبوية الشريف”.
كما تصف الصحافية اللبنانية سندس يوسف الأسعد الشيخ الشهيد بأنه "قامةٌ ثوريةٌ عبرت لتوقظنا وتنبهنا اتجاه مسؤوليتنا، لنخلص العمل ولنكون من أهل التصميم والإرادة. كما ونستذكره ونسنتكر صيحته ومساندته للمستضعفين التواقين لمعانقة الحرية وليحيا الإسلام المعتدل الناصر لكلٍ حرٍّ ومظلومٍ بوجه الظالم”.
منسق "عام جبهة الاعلام المقاوم” شوقي عواضة، يقول "لم يكن إعدام الشيخ الشهيد نمر النمر (قد) آخر عمليات الإرهاب المنظم والذي تنفذه أذرع أمريكية صهيونية بريطانية منذ زمن طويل في المنطقة ولجهالة تلك الأنظمة بما ترتكبه من جرائم بحق علماء الشيعة الذين لم يناموا على ضيم، ونظرا لافتقار تلك الأنظمة للعدل الإلهي في سياساتها وحساباتها ونتيجة إلغائها للآخر وبما أنها تنطلق من مبدأ عدم جواز الخروج على الحاكم ولو كان ظالما وعدم إدراكها للحقيقة التاريخية التي تقول بأنّ يوم المظلوم على الظالم أشدّ من يوم الظالم على المظلوم فإنّها تصر على المضي في تنفيذ أجندات أسيادها .
ومن البحرين، السيد جعفر العلوي، يكتب "العلماء الربانيون هم حجج الله في الأرض والقائمون على رعاية دينه وصون حقوق العباد والبيئة المحيطة من حولهم. ينظرون بمسؤولية كاملة نحو الوجود الخارجي من حولهم، فلا مجال فيه إلا لنور الله، لذا يسعون إلى نشر هذا النور ليشع في كل قلب وبقعة. ولا أشك إن شهيدنا الفقيه النمر هو واحد من اولئك العلماء الربانيين، فقد أنار الله قلبه فتحول الى مشعل يضيء درب الحق لغيره، مصداقاً لقوله تعالى: "وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس”.
الناشط المعارض للنظام السعودي علي آل غراش، يعتبر "إعدام الشهيد الشيخ النمر جريمة دموية صادمة للمعارضين للنظام أو المؤيدين له داخل السعودية او في الخارج، الكل لم يتوقع أن تقدم السلطات السعودية الجديدة عهد الملك سلمان باعدام الشيخ النمر بعد المطالبات والتحذيرات الدولية والإقليمية والمحلية ومن شخصيات سياسية ودينية ومن مؤسسات عالمية، لم تهتم السلطات السعودية بالنداءات والنصائح ولا بالمطالبات ولا بالتحذيرات من تداعيات عملية القتل للشيخ النمر على داخل السعودية والساحة الإقليمية، لقد أرتكبت السلطات السعودية جريمة مرعبة وخطأ فادحا بقتل أرواح بريئة فالشيخ النمر لم يعتد على أحد ولم يؤيد العنف ولا استخدام السلاح، وإنما كان معارضا لسياسة الاستبداد والفساد وبصوت مرتفع وانتقاد قوي وصريح يتجاوز كافة حدود التعبير في مملكة الصمت التي تمنع التعبير عن الرأي ونقد النظام”. مرآة الجزيرة وعلى امتداد أسبوع ذكرى الشهادة الخالدة ستقدم لجمهورها الكريم ملفاً يتناول من خلاله علماء وكتاب وناشطون حياة الشيخ الشهيد النمر ومسيرته الجهادية وقراءات لجوانب متعددة في منهحه وفكره..
مجلة العصر