kayhan.ir

رمز الخبر: 88045
تأريخ النشر : 2019January01 - 20:10
التي افتقدت بسبب الأجهزة الرقمية..

إليك أهم النصائح لإعادة اكتشّاف سبل الاسترخاء

أصبح الاسترخاء أمرًا صعبًا في عالمنا الرقمي، تقول مويا سارنر، محررة "الغارديان البريطانية"، "لقد صدمني ذلك لأول مرة قبل عامين عندما اضطررت للتوقف عن ممارسة الرياضة بعد إصابتي، حيث كان التمرين نشاطي الأساسي في ذلك الوقت، وبدونه شعرت بالضياع التام، لقد بدأت مؤخرًا من جديد ، ولكن وجود وسيلة واحدة فقط للتخلص من التوتر أصبح الآن محدودًا للغاية، ولست واثقة من أنه يعد أمرًا مريحًا، إنه عمل شاق تمامًا، كيف يمكنني أن استرخي في هذا العالم الرقمي الذي لا نستطيع أن نقضي فيه أمسية واحدة مستلقين على الأريكة، نُشاهد التلفزيون دون أن نلقي نظرة على مواقع التواصل الاجتماعي مثل "تويتر وفيسبوك، وواتساب"

وتوضح سارنر، "عندما أجد نفسي في المنزل مع إمكانية قضاء أمسية ليلية، لا يكون لدي أدنى فكرة عما يجب أن أفعله وحتمًا ينتهي بي الأمر إلى التحديق بشكل خافت على شاشة واحدة أو أخرى لساعات، قبل أن اذهب إلى السرير، متسائلة أين أضعت الوقت".

وتُشير سارنر إلى أنه يمكن ملاحظة الحاجة إلى بعض مصادر الاسترخاء البسيطة في الزيادة الكبيرة في شعبية كتاب التلوين للكبار، بالإضافة إلى زيادة مبيعات الكتب في العام الماضي بنسبة 13.3٪ ، مع تقديم إرشادات بشأن كيفية العيش في هذا العالم الرقمي المزدحم ، وظهور بعض التطبيقات مثل "Headspace" ، وهو تطبيق التأمل ويُساعد على الاسترخاء الذي تم تنزيله أكثر من 15 مليون مرة.

ولكن انخفض الإقبال على تلك المصادر الآن، حيث أعلنت شركة "فوربس"، أن كتب التلوين انخفضت مبيعاتها في مايو/ أيار، وفي شهر يونيو/ حزيران من العام الماضي، قامت شركة "Headspace " بتسريح 13 موظفًا.

ووفقًا لتقرير أعدته مؤسسة "Ofcom" هذا الصيف، "يعتمد معظم الناس في المملكة المتحدة على أجهزتهم الرقمية ويحتاجون إلى اتصال دائم بالإنترنت"، وتبين أن 78٪ منّا يمتلكون الآن هاتفًا ذكيًا، يرتفع الرقم إلى 95٪ من 16 إلى 24 عام.

ونتحقق من هذه الهواتف في المتوسط كل 12 دقيقة من حياتنا في اليقظة ، حيث يشعر 54٪ أن الأجهزة تقطع محادثاتنا مع الأصدقاء والعائلة ، و 43٪ منا يشعرون أننا ننفق الكثير من الوقت عبر الإنترنت.

والغريب أيضًا أننا لا يمكننا الاسترخاء مع تلك الأجهزة، ولا نعرف كيفية الاسترخاء بدونها أيضًا، وتقول عالمة النفس راشيل أندرو، إنها ترى تلك المشكلة كل يوم في عيادة استشارتها، وهي تزداد سوءًا، وتوضح، "لقد لاحظت زيادة في تلك المشكلة خلال السنوات الثلاث إلى الخمس الماضية، من الأشخاص الذين يجدون صعوبة متزايدة في الإقلاع عن التدخين والاسترخاء، من سن 12 إلى 70 عامًا، كما أن القضايا نفسها تتكرر والتي تتلخص في التكنولوجيا، والهواتف، ورسائل البريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي".

وتقول أندرو، إن البقاء أمام شاشة أو أكثر هي مشكلة شائعة الآن، لكن ذلك يعتمد على كيفية قيامنا بذلك"، وتضيف، "في بعض الأحيان لا يستطيع الناس مشاهدة التلفزيون دون معرفة ما دار على وسائل التواصل الاجتماعي خلال النصف ساعة الأخيرة، يمكن أن نرى ذلك على أنه انفصام، فعندما يكون عقلك مرهقًا للغاية ويحتاج إلى الراحة تستمر في متابعة أحداث مواقع التواصل الاجتماعي، ربما يكون نوعًا من تغذية العقل بأي شكل من الأشكال ولكنه لا يمت للاسترخاء بصلة".

ويعتقد المحلل النفسي ديفيد مورغان، من معهد "Psychoanalysis"، أن "هذا الإقبال المميت على شاشاتنا بالنسبة للعديد منا هو سبب ونتيجة لحقيقة أننا لم نعد نعرف كيف نرتاح ونستمتع بأوقاتنا"، ويضيف قائلًا، "إن شاشاتنا وما نستخدمها هي كلها أساليب إلهاء".

وأوضح مورغان، "اعتاد الناس على البحث عن الهاء عن الواقع الذي يعيشون فيه فأصبحوا لا يستطيعون قضاء أمسية مع أنفسهم، ومع واقعهم، إنها طريقة تجعل المرء لا يرى نفسه ، لأن فهمه لذاته يحتاج إلى فضاء عقلي، ولذلك يستخدم كل تقنيات التشتيت هذه كطريقة لتجنب الاقتراب من الذات".

وتقول نينا غرونفيلد ، مؤسِّسة ""Life Clubs، وهي منظمة تهدف إلى مساعدة الناس على العيش حياة أكثر إشباعًا، "قد يحتاج الأمر إلى الكثير من الجهد لاكتشاف كيف يمكننا الاسترخاء والاستمتاع بوقت الفراغ"، وتوضح، "عندما كنت أنا وزوجي صغارًا ، ذهبنا إلى روما في عطلة، وأردت الذهاب إلى كل كنيسة وكل مطعم وكل شيء هناك وبعد أن رجعت إلى منزلنا كنت متعبة تمامًا، فقط بعد أن عرفت نفسي، بعد التفكير في حياتي وما أحبه، أدركت أنه بالنسبة لي أن أستمتع بعطلة وأن أعود إلى الشعور بالاسترخاء والانتعاش ، فقد شعرت بأنني سعيدة جدًا بالاستلقاء على الشاطئ أو المسبح أو النار والقراءة، إنه علاج حقيقي".