جون ماكين المنسق العام بين داعش واسرائيل
حسين الديراني
بات من المسلمات, ولم تعد من المفاجئات أن يطل علينا مسؤولاً سياسياً امركياً يصرح ويعترف في تورط الادارة الامريكية في دعم وتسليح " داعش ".
بعد إعترافات نائب الرئيس الامريكي جو بايدن الاخيرة التي أقر بها بأن حلفاء امريكا الخليجيين وتركيا أفرطوا في دعم الجماعات التكفيرية الارهابية المسلحة في سوريا والذين كان لا هم لهم سوى إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الاسد, وجميع الاسلحة التي قدمت للمعارضة السورية المسلحة وقعت بأيدي " داعش " و " جبهة النصرة " الموضوعتان على لائحة الارهاب الامريكية, مما إضطره لتقديم الاعتذار من تركيا والامارات والسعودية وقطر بعد فضحهم بالاسماء بسبب حاجته الملحة للتعاون في ما بات يعرف " بالحرب على داعش ".
يطل علينا اليوم وبكل وقاحة السيناتور الامريكي " جون ماكين " في لقاء متلفز, أجاب على سؤال حول علاقته ب " داعش " رد قائلاً " أتكلم معهم دائماً وإذا أردنا ان ندير الحرب كما تشاؤون ستتحول الحرب الى فيتنام ثانية وتهزم امريكا شر هزيمة ", وعندما واجهه مقدم البرنامج ما قاله زميل له بأن الاسلحة تصل الى " داعش والنصرة " رد قائلاً " وهل إجتمع معهم؟ فأنا أعرف هؤلاء وعلى تواصل دائم معهم ".
بعد هذا الاعتراف الصريح يتضح صحة المعلومات السابقة التي أشارت الى لقاء " جون ماكين " مع خليفة " دولة داعش " ابو بكر البغدادي في سوريا, وإذا كان التواصل يومياً فمن الطبيعي أن يكون في مأمن من الضربات الجوية الصورية.
لقد بات المشهد واضحا وضوح الشمس, ان السيناتور الامريكي المشهور بتطرفه وعداءه الشديد لسوريا وايران وحزب الله ودعواته المتكررة الى شن عدوان على الجمهورية الاسلامية الايرانية والقضاء على النظام السوري وحزب الله, وولاءه المطلق للكيان الصهيوني, والذي دعى في وقت سابق لهدم الكعبة الشريفة والمسجد الاقصى بات الرابط والمنسق العام بين تنظيم " داعش والنصرة " الارهابيتين ودولة " اسرائيل " الارهابية, وهذا ما يفسر التعاون الوثيق بين دولة إسرائيل الصهيونية والجماعات المسلحة الارهابية من داعش والنصرة وبقية المنظمات المسلحة على الحدود بين سوريا والكيان الصهيوني, فمن إستقبال جرحى الارهابيين وعلاجهم في مستشفيات ميدانية داخل الكيان الصهيوني الى تقديم السلاح والتدريب والمعلومات العسكرية والاستخباراتية وصولا الى إعتراف الجماعات الارهابية بدولة " إسرائيل " اليهودية وتقديم الجولان ثمناً لدعمها لهم وإعترافهم بالقدس عاصمة " لاسرائيل " يؤكد لنا دور ماكين في إدارة العلاقات الداعشية الاسرائيلية.
هذا الدور الامريكي لا يخفى على عيون الجبهة الاخرى المعنية في الصراع, فالجمهورية الاسلامية الايرانية كشفت هذا الدور وجاء على لسان قائد الثورة الاسلامية الامام السيد علي الخامنئي " ان مجموع هذه التنظيمات المتطرفة من أمثال " داعش " ما هي إلا صناعة أمريكية- صهيونية ".
كذلك أدرك مسبقاً هذا التعاون الداعشي الاسرائيلي الخطير الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مما دفعه لان يقوم بنفسه الى زيارة خطوط المواجهة بين حزب الله و”جبهة النصرة وداعش” على الحدود اللبنانية السورية رغم الوضع الامني الحذر حيث يهدد الارهابيون بأجتياح البقاع اللبناني والقضاء على الحاضنة الشعبية لحزب الله والتي تعد كامل المنطقة وإستباحتها وقتل إهلها وتشريدهم والتهديد بالوصول الى العاصمة بيروت وصولا الى الجنوب اللبناني , وهذا ما أكد عليه في خطاب سابق بأنه لو أضطر الامر لان يقوم بنفسه لمحاربة التكفيريين والقضاء عليهم لما تردد, ومما أكد عليه سماحته امام المقاتلين المدافعين عن قرى البقاع ان النصر حليفهم والحرب ستطول لسنين والمواجهة تتطلب تضحيات وصبر للقضاء على هذا التهديد الجدي, ووعد بمفاجئات أعدها للتكفيريين والاسرائيليين على حد سواء, كما وعد المجاهدين بالنصر مجددا, فالشعب الذي هزم إسرائيل في حرب تموز 2006 كفيل بهزيمة رديفها " داعش والنصرة " اللذين باتوا اليد الاسرائيلية الضاربة, وكلما تلقت النصرة وداعش ضربات مؤلمة من حزب الله والجيش العربي السوري تبدو أثارها على الوجه الوقح للسيناتور الصهيوني " جون ماكين " في أطلالاته الاعلامية.