وسط جدل كبير ونتيجة للدعم الاميركي والدول الاوروبية التي تعتاش على الدم اليمني المظلوم من خلال بيعها السلاح للنظام السعودي، حل بن سلمان ولي العهد السعودي ضيفا ثقيلا وغير مرغوب فيه وهذا ما تأكد من خلال تعامل رؤساء العالم معه حيث لم يستعد اي منهم ان يستقبله او حتى يلتقط صورة معه لان هذه الصورة تصبح بمثابة جريمة تبقى معه ويجب عليه ان يدفع ضريبتها وهذا ما انسحب حتى على الرئيس ترامب الذي يقف بكل قواه الى جانبه بانه غير مستعد لذلك. لكن ما نقل عن الرئاسة الفرنسية ان الرئيس ماكارون واثناء حديثه مع بن سلمان حمله رسالة قاسية حول اليمن ومقتل خاشقجي.

والطريف في الامر ان منظمة هيومن رايتس حذرت زعماء العالم بالقول: "عليكم ان تفكروا مرتين قبل التقاط الصور مع بن سلمان"، لانه ليس من السهل ان يفرط هؤلاء الزعماء بسمعتهم في ذلك لان هذه الصورة ستطبع في الاذهان وستبقى لطخة عار تلا حقهم ما داموا على قيد الحياة لذلك انهم مرغمون على ان يتحاشوا التقرب من هذا المجرم والمنبوذ الذي يصنف ملفه الجنائي البشع والفريد بانه من العيار الثقيل.

ورغم كل ما قيل في موضوع بن سلمان وحضوره المدفوع الثمن عبر شراء المواقف لكن مخاطر الملاحقة لا تفارقه ابدا حيث اوجست في نفسه خيفة وهذا ما اضطره ان يختبئ في سفارة بلاده خشية من الملاحقة والاعتقال وفضل البقاء في السفارة على النزول في الفنادق الضخمة كغيره من زعماء العالم وربما هذه الحالة هي فريدة من نوعها حيث لم تحدث من قبل ان يقيم رئيس بلد مشارك في قمة ما، ضيفا على سفارة بلاده.

ومهما فعل بن سلمان ومهما كانت الضمانات لحصانته فان الشكوى قد وصلت الى القضاء الارجنتيني الذي بات ينظر في القضية وقد يصدر حكمه لاحقا لان منظمة هيومن رايتس قدمت تسعين تجاوزا للسعودية في اليمن وكلها تعتبر "جرائم حرب". هذا من جهة ومن جهة اخرى اكد الرئيس الارجنتيني بان القمة ستبحث ملف بن سلمان.

ومع ان امام قمة العشرين ملفات هامة على جدول البحث كقضية التجارة ومعاهدة المناخ والتوتر الروسي الاوكراني والحرب الاقتصادية الاميركية الصينية وغيرها، لكن حضور بن سلمان الضيف الثقيل والمنبوذ خطف الاضواء وجعله تحت المجهر كوجود شاذ يشمئز منه الجميع لبشاعة وفظاعة ما ارتكبه ويرتكبه من جرائم ومجارز ضد الشعب اليمني عبر القصف والتجويع والامراض منذ اربع سنوات وحتى الان لكن كل ذلك كان مسكوت عنه بسبب شراء المواقف لكن جاءت قضية الخاشقجي ومقتله البشع ليكون البوابة لدخول الملف الاجرامي والدموي للنظام السعودي المتوحش.