وتكشف الحقائق عن نفسها !!
مهدي منصوري
اكدت الاوساط الاعلامية والسياسية المطلقة في السياسة الاميركية ان التحرك الاميركي الاخير وبهذه الصورة التي برزت على مختلف المستويات ضد ما يسمى بمحارية داعش تخفي وراءها الكثير، والا فهل واشنطن كانت نائمة او في غفلة عن هذا التنظيم، والذي اخذت اخباره تبرز لاكثر من ثلاثة سنوات ونيف؟ .
والشيء الاخر والذي يؤكد ما ذهبت اليه هذه الاوساط ان واشنطن ليست جادة في ضربها لهذا التنظيم من خلال ممارساتها على الارض، وهو ماأكدته أوساط اعلامية وسياسية أميركية، بل وفي الواقع ما أبرزته الكثير من الصحافة الاميركية وعلى لسان قادة الجيش الاميركي.
اذن فان المرحلة الجديدة التي اتخذتها واشنطن والتي جاءت على عنوان محاربة داعش كما تدعي كذبا وزورا اخذت تظهر حقائقها يوما بعد يوم وعلى لسان الدبلوماسيين والمحللين الاميركيين، واخر ما ذكرته وكالات الا نباء بالامس ان وزير الخارجية الاميركية السابق بيكر قد اعلن في محاضرة في احدى الجامعات الاميركية وبوضوح السبب المباشر للتحرك الاميركي الاخير أبرز حقيقة بقوله "ان واشنطن تهدف من الحشد الدولي ليس لمحاربة داعش كما تدعي، بل انها تريد ان تعزز مواقعها الاستراتيجية في منطقة الشرق الاوسط، فلذلك فهي تسعى لتحقيق هدفين مهمين من تحركها الاخير الاول هو ايجاد قواعد عسكرية ثابتة لها في المنطقة لكي تستطيع ان تتحرك ضد أي مصدر يهدد مصالحها مستقبلا وقد اختارت ان تكون منطقة كردستان العراق موقعا ومقرا لهذه القواعد، وثانيا فانها وبخطواتها هذه تريد ان تحقق الهدف الاخر، والذي وجدت نفسها قد فشلت فيه من خلال ما قدمته للمعارضة من امكانيات الا وهو اسقاط النظام السوري .
ويستدرك بيكر بالقول ان هاتين الخطوتين لم يكن من السهل تحقيقها وفي هذه العجالة بل تحتاج الى وقت طويل للاسباب الموضوعية على الارض.
لذلك فان هذا الامر قد لا يكون غائبا عن اذهان الكثير من الذين يتابعون التحرك الاميركي في المنطقة وقد يكون حاضرا في الاذهان وهو ما تناولته الكثير من التحليلات الاخبارية والصحفية ولكن ان يأتي على لسان مسؤول مخضرم في الدبلوماسية الاميركية مما يعطي الامر أهمية أكبر.
ولكن نقول وتعليقا على ما ورد في حديث بيكر ان الادارة الاميركية اليوم تعيش في حالة من عدم الانسجام في اتخاذ القرارات وقد شاهدنا وخلال الفترة المنصرمة حالة الشد والجذب التي تعيشها هذه الادارة خاصة البيت البيض والكونغرس ووصل الامر الى البنتاغون مما يعكس ان الخلا فات في اتخاذ القرارات وصلت حدا اضعفت الادارة الاميركية بشكل واضح. لذلك فهي اليوم عاجزة عن ان تصمم وتقرر وتنفذ لوحدها وبمفردها. وقد ذهب هذا الدور الذي لعبه من قبل بوش والانفراد في القرارات خاصة فيما يتعلق بالتدخل بالدول او شن الحرب او غيرها من القرارات الاخرى تجد واشنطن صعوبة في اتخاذها، والا فما هو ا لداعي لان تناشد الادارة الاميركية الدول ان تقف الى جانبها من اجل ضرب داعش كما تدعي وكان بامكانها اتخاذ القرار وتفنيذه لوحدها.
فلذلك فان الكثير من الاوساط السياسية والاعلامية اكدت وبصورة قاطعة ان اميركا ستفشل في مسعاها وانها لن تستطيع ان تحقق أي شيء مما ترغب في تحقيقه على مستوى المنطقة وان حلفائها الذين انخرطوا معها سوف تكون مسيرتهم معها محدودة جدا وقد ينفرط هذا العقد ان طالت امد الحرب وعندها تبقى واشنطن وحدها في الميدان مما يضطرها لان تعكس هزيمتها وفشلها الذريع وبطريقة دبلوماسية هزيلة ومضحكة وهذا ما سيعرفه العالم بعد حين لان الظروف الموضوعية على الارض اليوم وكما قال بيكر لا تسمح لاميركا ولاغيرها ان تتمدد او تستحوذ على ما تريد لان الشعوب اليوم اصبحت في حالة من الوعي والادراك لا يمكن استغفالها او الضحك عليها وهي التي ستفشل كل المشاريع والخطط التي تريد ان تستعبدها أو تنال من كرامتها.