مظلومية اليمن المضاعفة قهرت العالم
ثلاثة تطورات ساخنة لفتت انظار العالم خلال الـ 48 ساعة الاخيرة وكأنها حدثت للتو ولا ترتبط بحرب ظالمة امدها ما يقارب الاربع سنوات ضد الشعب اليمني المظلوم. فعشية زيارة "جريمي هانت" وزير الخارجية البريطاني لطهران والذي لا يعتبر مبعوثا لبلاده فقط بل يمثل الغرب المتواطئ على اليمن، تطلق لندن مشروع قرار في مجلس الامن لمناقشة وقف اطلاق النار في اليمن، اضافة الى انه يطلب من طهران الى الايقاف الفوري للعمليات العسكرية في الحديدة التي بقيت عصية على التحالف السعودي ـ الاماراتي الغاشم وحماتهم ومنها اميركا وبريطانيا.
اما التطور الثالث المضحك واللافت اكثر دعوة الملك سلمان يوم الاثنين وفي افتتاح ما يسمى بمجلس الشورى السعودي المعين لا المنتخب الى الحل السلمي في اليمن وربط ذلك بسوريا وكأن السعودية بلد محايد ووسيط وفعال يدعو الى وقف الحرب في اليمن ونسي ان بلاده تتزعم الحرب العدوانية وباملاءات اميركية وتلاه في ذلك الرئيس الهارب منصور هادي الذي هو الاخر اعلن استعداده للمشاركة في مفاوضات الحل السلمي التي دعا اليها مارتن غريفيت المبعوث الاممي الى اليمن في السويد.
السؤال المثير والمحير ما الذي دعا هولاء لان يستفيقوا وبعد اربع سنوات من الحرب التي دمرت البلاد والعباد في اليمن؟
انه الصمود الاسطوري لابناء اليمن الذين افشلوا الموجات الهجومية والوحشية لقوات التحالف منذ آب الماضي وحتى اليوم على الساحل الغربي والحديدة وبدعم لوجستكي ومعلوماتي من واشنطن ولندن وباريس وهذا لا ينعكس على دول التحالف العربي فقط بل ينعكس على الدول الغربية الداعمة التي تعريها امام شعوبها بانها تبيع الاسلحة لدول استبدادية وعدوانية توغل في سفك دماء الابرياء من الشعب اليمني.
كل هذه الامور تحرج اميركا وبعض الدول الغربية ولا تستطيع الاستمرار في سياستها العدوانية تجاه اليمن دون اي مبرر.
والاكثر من ذلك ان السعودية اصبحت اليوم محاصرة بمختلف التداعيات احداها مقتل خاشقجي الذي كان فظيعا ووحشيا للغاية لم يألفه العصر الحديث ناهيك عن تداعياتها السابقة في العراق وسوريا وانها اصبحت اليوم يشار اليها بالبنان بانها دولة متوحشة استبدلت السيف بالمنشار وتعد اليوم دولة منبوذة ومنحطة في الاوساط والهيئات الدولية.
ومهما فعلت الدول الغربية ومنها بريطانيا من خلال الدعوات لوقف اطلاق النار للتغطية على دورها المساهم في الحرب على اليمن وتحسين صورتها سيكون عبثا لانها تبقى على خبثها وحقارتها فعندها تقدم مشروع قرار لوقف الحرب يكون ملغوما ويأخذ بالرواية السعودية التي تحمل انصار الله الجرائم التي يرتكبها النظام السعودي؟!
لكن في النهاية تبقى مظلومية اليمن المضاعفة وصمودها الاسطوري علامتان فارقتان في جبين شعبها وهذا ما قهر العالم للاستسلام امام مطالبه الحقه في وقف العدوان اذاء صواريخ والطائرات المسيرة.