العداء بين آل خليفة و "داعش" .. ذرُّ للرماد في العيون
منيب السائح
تغزو مواقع التواصل الاجتماعي منذ فترة ليست بالقصيرة افلام وصور لمواطنين بحرينيين يقاتلون الى جانب "داعش" او الزمر التكفيرية الاخرى في سوريا، والكثير من هؤلاء المقاتلين يهددون في هذه الافلام بمحاربة نظام آل خليفة ويصفونه بالكافر لانه لا يحكم بشرع الله.
الحضور البحريني "الداعشي" لم ينحصر في سوريا، بل ان هؤلاء البحرينيين "الدواعش" ظهروا في اكثر من تجمع داخل البحرين ذاتها، حيث اظهرت العديد من الافلام تجمعات لانصارهم وهم يحملون راية "داعش" السوداء على مرأى ومسمع من الجميع.
الشيء الخطير والذي توقف امامه المراقبون، هو ان جُلّ الذين ظهروا في هذه الافلام مرتبطون بشكل او بآخر بنظام آل خليفة، فمنهم ضباط سابقون في الامن او الجيش او الاجهزة الحكومية الاخرى، كما بان في الفيديو الذي تم نشره في أواخر ايلول / سبتمبر الماضي، حيث يظهر ضابط سابق في وزارة الداخلية البحرينية وهو يوجه الدعوة إلى الضباط في الشرطة والجيش للانشقاق عن النظام والالتحاق ب"داعش".
وتبين فيما بعد ان هذا الضابط هو محمد عيسى البنعلي، وهو ابن عم تركي البنعلي رجل الدين السلفي الوهابي، المعروف عنه دعوته العلنية للمسلمين الى مبايعة زعيم داعش أبي بكر البغدادي كخليفة، وهو نفسه الذي قاد تظاهرة وسط المنامة حُملت فيها اعلام "داعش".
الملفت ان عائلة البنعلي مقربة جدا من اسرة آل خليفة، والاسرتان مرتبطتان بمصالح متشابكة، الامر دعا نظام آل خليفة ان يغض الطرف عن التحاق ابناء هذه الاسرة ب"داعش"، حيث قتل عدد منهم في سوريا.
المراقبون للمشهد البحريني يرون ان السبب الرئيسي في التحاق عناصر من قوات الامن والجيش البحريني ب"داعش"، تعود الى طبيعة هؤلاء الاشخاص الذين يحملون من الاساس افكارا وهابية وسلفية متطرفة، وعداء مرضيا ضد اتباع اهل البيت عليهم السلام، وان سلطات آل خليفة وعلى ضوء هذه المعرفة استقطبت مثل هؤلاء الاشخاص الى اجهزة الامن والجيش، ليكونوا ذراعها الضاربة ضد الغالبية العظمى من الشعب البحريني، وهو ما حصل فعلا عندما قامت الاجهزة الامنية والجيش في البحرين، بقمع الثورة السلمية للشعب البحريني، حيث شهد العالم اجمع الممارسات الوحشية لعناصر الامن والشرطة ضد المتظاهرين والتي ادت الى سقوط آلالاف من المواطنين العزل بين شهيد وجريح.
ان نظام آل خليفة، كان على علم مسبق بالافكار المنحرفة التي يحملها غالبية المنتسبين لاجهزة الامن، بل انه اختار من اليمنيين والسوريين والاردنيين والباکستانيين من يحملون الافكار السلفية والوهابية، ومنحهم على اساس ذلك الجنسية البحرينية، ومن ثم وظفهم في الاجهزة الامنية، ليكونوا سيفه المشرع على رقاب اتباع اهل البيت عليهم السلام، الذين يشكلون الغالبية العظمى من الشعب البحريني.
رغم ان هناك من اخذ يشمت بنظام آل خليفة، لانقلاب الغرباء والحاملين لفيروس الوهابية، عليه في اول امتحان، فنظام آل خليفة في نظر هؤلاء، حصد ما زرعه من حقد وطائفية وتمييز بين ابناء الشعب البحريني، الا اننا نعتقد ان الامر ليس كذلك، فالنظام يستخدم "الدواعش" البحرينيين، من اجل اخافة الشعب البحريني الرافض لهذا النظام، ودفعه تحت ضغط الخوف من "داعش"، للقبول بانصاف الحلول او حتى الرضوخ لشروط النظام، وان كل ما يروج على شبكة التواصل الاجتماعي من تهديد "داعش"لنظام آل خليفة يأتي من باب ذر الرماد في العيون، وهو ما يؤكده الموقف المريب للنظام من "الدواعش" البحرينيين، فلم يتخذ هذا النظام أية اجراءات صارمة بحق هؤلاء "الدواعش" داخل البحرين رغم انهم معروفون، بل ان هناك ضوء اخضر اعطي ل"الدواعش" البحرينيين في تاكيد وجودهم في البحرين وتضخيم هذا الوجود بطرق مختلفة.
نقول للبعض الذي قد يشكك في موضوعية هذا التحليل، ان عدم امتلاك النظام البحريني للشرعية الشعبية وافتقاره للجذور التي تربطه بارض البحرين وبشعبه، يدفعه للتحالف مع الشيطان من اجل البقاء في السلطة، ألم يُجنس الغرباء لتغيير التركيبة السكانية للبحرين؟ ألم يُسقط الجنسية عن ابناء البحرين الاصلاء للهدف نفسه وكذلك من اجل ارعابهم وارهابهم؟، الم يتفنن في قتل وتعذيب شباب البحرين؟، الم يقطع ارزاق الآلاف لمجرد انهم اعترضوا عليه؟، الم يحول البحرين الى تابع ذليل للسعودية؟، الم يفتح ابواب البلاد امام الاحتلال السعودي ؟، الم يتعامل مع النظام السعودي وكأنه يعمل محافظا في احدى محافظات السعودية ؟، الم يستجدي العلاقة مع الكيان الصهيوني لترسيخ ملكه الذي اخذ يتهاوى؟، ان كل من يفعل هذه الخيانات من السهل جدا ان يضع يده بيد "داعش"، عسى ان يُطيل بعمره بعض الوقت.