الوضع الصحي يتفاقم بالحديدة والهلال الاحمر الايراني يؤكد ضرورة ايصال المساعدات الفورية للشعب اليمني
* الهلال الاحمر الايراني: نمتلك قدرات جيدة في مجال المعالجة الطارئة ومساعدة الشعب اليمني الذي يتعرض للكارثة
* الحوزات العلمية في طهران وقم تنظم وقفات تضامنية مع الشعب اليمني وتطالب بوقف العدوان السعودي الاماراتي ضده
كيهان العربي – خاص:- يعيش أبناء اليمن خاصة في محافظة الحديدة على الساحل الغربي معاناة جسيمة في ظل التصعيد العسكري المستمر لتحالف العوان السعودي الاماراتي الاميركي ومرتزقته، ما أدى الى تدهور الوضع الصحي والغذائي.
وتتواصل أعمال العنف على أطراف محافظة الحديدة اليمنية، في محاولة من تحالف العدوان لاقتحام المدينة، حيث تفتقر العديد من المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الى نقص حاد في مخزون الدواء وكذا الأجهزة لاستقبال الحالات الحرجة والطارئة.
ولا تقف المأساة عند المستشفيات فقط، حيث عشرات الأسر تقف عاجزة أمام أطفالها وهم يتجرعون الألم والجوع حتى الموت، بسبب عدم قدرتهم على شراء العلاج جراء تدهور وضعهم المادي في ضل غياب واضح للدور الحقيقي للمنظمات الإنسانية والدولية.
تراجيديا واقعية تكررت كثيراً، وما زالت تتكرر لأطفال شردوا من بيوتهم المدمرة، ليتجرعوا خارجها ألوان الموت والعذاب والألم القاسي، وهم ينتظرون يد السلام أن تمد.
دولياً، صادق البرلمان الأوروبي على فرض حظر على صادرات الأسلحة الموردة إلى السعودية بسبب استمرار حربها في اليمن، بعد مشروع قرار قدمه عدد من أعضائه.
وجاءت مصادقة البرلمان، بعد دعوة أعضائه الاتحاد الأوروبي الى فرض حظر عاجل على الأسلحة الموردة الى السعودية، وتوسيعه ليشمل جميع أعضاء التحالف الذي تقوده المملكة في اليمن.
ويعتبر الاتحاد الأوروبي ثاني مصدر للأسلحة بعد الولايات المتحدة. وفي عام 2016 ذهبت ما نسبته 40.5% من أسلحته إلى مناطق في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ومؤخراً، أعلنت بلدان مثل المانيا وهولندا وقف بيع الأسلحة للسعودية ولبلدان أخرى أعضاء في التحالف الذي تقوده الرياض على اليمن، كما أعلنت الخارجية النرويجية تجميد إصدار التراخيص لتصدير الأسلحة إلى الرياض.
ونص مشروع القرار المقدم ببرلمان الاتحاد على اقتراح لتطوير آلية مستقبلية، لتطبيق عقوبات على دول الاتحاد غير الملتزمة بموقف موحد بشأن صادرات الأسلحة.
وفي العاصمة طهران، اكد امين عام جمعية الهلال الاحمر الايرانية محمود محمدي نسب مساعدة الملايين من ابناء الشعب اليمني الذين يعانون بسبب الحرب والمجاعة.
وقال محمدي نسب خلال استقباله نائب رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر غيلس كاربونير في طهران أمس الاحد، اكد ان جمعية الهلال الاحمر الايراني تمتلك قدرات جيدة في مجال المعالجة الطارئة وبامكانها اداء دور اكبر في القضايا ذات الصلة ومنها الكارثة الانسانية في اليمن، اذ فضلا عن المجازر التي يتعرض لها الشعب اليمني يعاني 15 مليون من المدنيين ومنهم الاطفال والنساء من الحرب والمجاعة والهجمات العسكرية.
واضاف، ان ما نتوقعه هو ان نتمكن بالتعاون مع هذه اللجنة من اداء دور اكبر في مساعدة الشعب اليمني الذي يتعرض لكارثة انسانية.
واشار محمدي نسب الى ان طريق ارسال الاغذية الى الشعب اليمني مغلق الان وقال، انه في ظل هذه الظروف يتم استخدام المجاعة سلاحا ضد الانسانية وما دمنا لا نستطيع المساعدة بمعالجة هذه المشكلة فان هذه الظروف ستستمر، وانني اؤكد بان الهلال الاحمر الايراني يرغب بان يكون جزءا من سلسلة مساعدة الشعب اليمني بدعم من اللجنة الدولية للصليب الاحمر.
واشار الى خدمات جمعية الهلال الاحمر الايراني في مسيرة اربعينية الامام الحسين (ع) الكبرى وقال، ان الجمعية تؤدي كل عام دورا مهما في مجال معالجة الزوار في مسيرة الاربعين وقد دشنت هذا العام 40 مركزا علاجيا في العراق وقدمت خدمات مختلفة وفي مختلف المستويات للزوار.
من جانبه اشار نائب رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر الى ان اللجنة كان لها على الدوام تعاون جيد مع الهلال الاحمر الايراني في تنفيذ مختلف المشاريع الانسانية واحتواء الكوارث والحوادث وقال، ان الهلال الاحمر الايراني قد نفذ على الدوام انشطة وبرامج ممتازة في الشرق الاوسط وافريقيا واميركا اللاتينية.
ورحب كاربونير بمقترح امين عام جمعية الهلال الاحمر الايراني الداعي الى دعم ضحايا النزاعات المسلحة في الدول المختلفة ومنها اليمن واضاف، ان اللجنة تسعى دوما لتعزيز تعاونها مع الجمعيات الوطنية خاصة من اجل تعزيز مساعدة ضحايا النزاعات المسلحة الا ان الموضوع المهم جدا هو الامن، اذ ان هدف اللجنة في هذه الحالات للعمل بحيث يقبل طرفا النزاع بتواجد هذه المؤسسة الانسانية، لذا فانها وضمن ترحيبها بمقترح الجانب الايراني للتعاون في اليمن تشير الى مسالة ان هنالك الكثير من الظروف والقيود في اليمن بما تقلل من فرص التعاون فيه.
من جهة اخرى نظم علماء الدين وطلاب الحوزات العلمية في العاصمة الايرانية طهران، وقفة تضامنية مع الشعب اليمني الذي يتعرض لشتي انواع انتهاكات حقوق الانسان من قِبل تحالف العدوان السعودي.
وطالب المشاركون بوقف الانتهاكات ضد الشعب اليمني وضرورة التحرك الدولي الموحد ضد هذا العدوان.
وذكر مراسلنا، ان طلاب الحوزات العلمية وعلماء الدين، نظموا وقفة تضامنية في حوزة مروي وسط بازار طهران لمناصرة الشعب اليمني.
وردد المتظاهرون شعارات الموت لأمريكا والموت لأل سعود ونددوا بالاعتداءات الظالمة ضد الشعب اليمني، مؤكدين وقوف الشعب الايراني مع الشعب اليمني.
وطالب المتظاهرون، وزارة الخارجية الايرانية بتحركات أقوى لنصرة الشعب اليمني معتبرين السعودية مدعومة من قوى الاستكبار العالمي في عدوانها على اليمن.
كما نظم عدد من طلبة وعلماء الحوزات العلمية وشخصيات بارزة في مدينة قم اليوم الاحد وقفة تضامنية مع الشعب اليمني في مدرسة 'الفيضية'.
وحضر مدير الحوزات العلمية بمدينة قم آية الله 'علي رضا اعرافي' و رئيس مكتب سماحة قائد الثورة الاسلامية في قم حجة الاسلام 'حسين ملكا' بين الطلبة والعلماء المشاركين في الوقفة التضامنية في المدرسة.
وحمل المشاركون لافتات كتب عليها عبارات منددة بجرائم ال سعود في اليمن و انتقدوا صمت المنظمات الدولية و المعنية بحقوق الانسان إزاء الجرائم البشعة التي ترتكبها السعودية و الامارات في هذا البلد الاسلامي.
كما حمل المشاركون لافتات كتب عليها "الموت لاميركا" و"الموت لاسرائيل" وردودوا هتافات الله اكبر لا اله الا الله و"الموت لال سعود".
وفي ختام هذا التجمع تم قراءة البيان الصادر عن هذه الوقفة التضامنية والذي ندد بقصف الطائرات السعودية للشعب اليمني الاعزل و قتل الالاف من النساء و الاطفال وتدمير المستشفيات والمساجد والمدارس معتبرا هذه الجريمة دليل يظهر طبيعة السلطة السعودية المجرمة.
ووصف البيان، المقاومة الشجاعة للشعب اليمني المسلم امام العدوان السعودي بانها تبعث على الفخر وستبقى خالده في تاريخ هذا البلد.