ماذا يقلق واشنطن؟!
٭ محمد صادق الحسيني
لا تثقوا باوباما ولا باي ممن يثق به في المنطقة ولا يظنن احد مطلقا بانهم فعلا صادقون في محاربة الارهاب والتكفير! لا تثقوا ايضا وبنفس القوة بان المجموعات الارهابية تحمل مشروعا فكريا او سياسيا فتضيعون الوقت في مناقشته اهو من الاسلام في شيء ام لا ؟ ان الصانع والمصنوع هما من جنس الهاغانا ومرتكبي مجازر كفر قاسم ودير ياسين ولكن بنسخ جديدة بعد ان قرروا تبديل مشروع "الفوضى الخلاقة” او البناءة القديم الى مشروع اسمه "ادارة التوحش”!
ومن لم يصدق بعد فلينظر الى اقصى عين العرب – كوباني – والى سائر المجازر الوحشية من الفلوجة وبغداد الى صنعاء!
اعرف وادري جيدا بان البعض سيتهمني فورا بانني ذاهب لاثبات نظرية المؤامرة وانني لا ارى حقائق مهمة تحصل على الارض قد تعارض قولي هذا!
وانا لا اتردد فورا بالقول نعم انا ذاهب لاثبات نظرية المؤامرة ولكن من باب المنطق والبرهان والعقل ودفع الشبهات باليقين!
بعد تصريحات جو بايدن الاخيرة هل بقي لديكم شك بان داعش صنيعة شركاء او حلفاء او اتباع امريكا (سموهم ما شئتم) بالتمويل والتدريب والتسليح والرعاية والاهداف ؟
طبعا ما لم يقله جو بايدن هو ان كل ذلك كان يجري تحت اعين واشراف وادارة ساكني البيت الابيض وادواته المخابراتية بامتياز وهو ما تناساه للحظة عامدا متعمدا من اجل ايصال رسالته الى هذه الدول من اجل حسم امرها في الالتحاق بـ " حلف بغداد” الجديد واداء دورها المعهود اليها بفعالية وبامتياز!
لذلك كان الافصاح المبتور ولذلك كان الاعتذار "الفصيح” والوقائع على الارض وفي الميدان من شأنه ان يكشف الكثير من الحقائق!
هل لديكم شك في ان جو بايدن يريد تقسيم العراق وانه هو المكلف برعاية تبلور هذا المشروع الذي بدأ تنفيذه على نار هادئة منذ غزوة الموصل ؟
ما لم يقله جو بايدن هو انه يريد توظيف "خطر داعش” المزعوم على السعودية ودول مجلس التعاون لينهب المزيد من اموالها في "حلف بغداد” الجديد!
ما لم يقله جو بايدن هو انه يريد من تركيا الطامحة في استعادة الدور والنفوذ والمشروع الذي كان لديها ايام الاتحاد السوفياتي السابق في اطار "حلف بغداد” الجديد كدرع واق من تمدد النفوذ الروسي الى غرب آسيا …!
والا لماذا يتطلب القضاء على مجموعات ارهابية اذا ما "قرر” صانعوها فعلا منع تمويلها ومحاصرة مصادر تسليحها وتحركات كوادرها واغلاق الحدود المفتوحة امامها، الى ثلاث سنوات …..!؟
ولماذا يحتاج تحرير الموصل الى سنة كاملة وقد تسلمتها داعش منهم اي برعاية امريكية تركية بريطانية في ساعات!؟
القارئ الحذق والبصير في خفايا الامور يعرف تماما ان جو بايدن وساكني البيت الابيض يبحثون عن اهداف ابعد لحلفهم الدولي المزعوم انه ضد الارهاب:
اولا: ان واشنطن تريد العودة الى المنطقة التي طردت منها وهزمت فيها والتي تكاد تسقط عروش اتباع تاريخيين اضافيين لها وذلك من بوابة التهويل بخطر داعش التي لم يسمنها سوى هي وادواتها في المنطقة وباعتراف جو بايدن الصريح!
ثانيا: انها تريد الامساك قدر الامكان بالقرار السياسي العراقي الذي بات الخط اللوجيستي الاساسي لمحور طهران – دمشق – لبنان المقاوم والممانع وتخيير قادته بين "النهش المتوحش” من قبل داعش وصولا الى التقسيم او القبول بـ "النهش الناعم واللطيف” من خلال العودة الى عهد بريمر!
ثالثا: انها تريد منع الادارة السورية في قصر الشعب من تثبيت شرعيتها الجماهيرية من خلال فتح الجرح الكردي على مصراعيه ليصبح اما منطقة عازلة ومنطقة حظر طيران على شاكلة ما حصل للعراق قبل الغزو الامريكي او اقليم كردي تحت رحمة القوة التركية والرعاية الاطلسية!
رابعا: انها تريد ترويض العثماني الجديد الطامح بدور وبلورة هوية ومشروع ان يكون ذلك في اطار "اسلام امريكي” يؤمن لحكام انقرة ما يريدون ولكن تحت سقف حلف واشنطن وسياسة الاطلسي التي تريد لاردوغان دور الشرطي الحامي لحدود جنوب الاطلسي من توسع المارد الروسي!
خامسا: انها تريد بهذا الحلف الجديد ان تمنع مجموع حلف المقاومة والممانعة من التوسع ومزيد من التمدد حتى لا يبقى كما هو الان منصة اضافية للماردين الروسي والصيني تساعده في مواقع جديدة في خريطة الاصطفاف الدولي الجديدة ومعادلات اعادة رسم خرائط العالم في الوقت الذي قررت فيه اي واشنطن محاصرتهما باوكرانيا وهونغ كونغ "سوريتين”! المؤامرة تعني المخطط وهذا هو مخطط واشنطن في بعض اجزائه وما خفي اعظم بكثير وما لم يكشف عنه حتى الان مؤامرة اخطر.!
وحده حلف المقاومة الممتد من طهران القوية الى الضاحية الابية مرورا بدمشق التي على الجروح متعالية والذي وصل مداه اليوم صنعاء العزيزة الغنية، القادر على احباط هذا المخطط المؤامرة وكشف اكذوبة "التحالف الدولي لمحاربة داعش”!اذهبوا بابصاركم بعيدا في افق ومدى ما بات يشكل مثلث مضائق هرمز- ملقا – باب المندب والذي تمر عبره ثلثا تجارة العالم الحر ، ومن ثم عودوا وركزوا مليا ما يمكن ان يحصل في مثلث جبل الشيخ المتواصل سوريا لبنانيا فلسطينيا والمتصل بالجليل الاعلى، عندها ستكتشفون من له اليد العليا والمبسوطة في تغيير قواعد اللعبة متى يشاء وحيث يشاء والقادر في الوقت نفسه ان يفاجئ واشنطن بما لن تستطيع حسابه بعلم الحساب ولا علم الرياضيات!