دراسة صهيونيّة: على تل أبيب الاستعداد لمفاجآت حزب الله في أي حرب قادمة
القدس المحتلة - وكالات انباء:- حذرت دراسة إستراتيجيّة اسرائيلية لمركز أبحاث الأمن القوميّ ،التابع لجامعة تل أبيب والمُرتبط عضويًا بالمؤسستين الأمنيّة والسياسيّة، حذرت الكيان الاسرائيلي، ودعته الى الاستعداد لمفاجآت حزب الله لبنان الستراتيجيّة ، بما في ذلك احتلال الجليل مُحذّرةً من صواريخه المتطورّة كما لمّحت الى إمكانية استخدام أسلحة غير تقليديّة .
وتطرقت الدراسةً الجديدة إلى العلاقة بين العدوان الأخير على حماس، وبين كيفية فهمه من قبل حزب الله اللبناني، متسائلة: ماذا فهم حزب الله من المُواجهة الأخيرة مع المُقاومة الفلسطينية، وكيف سيؤثر ذلك على عملياته .
ولفتت الدراسة الصهيونية إلى أنّ هناك مَنْ يطالبون بتوجيه ضربةٍ عسكريةٍ لحزب الله بهدف ردعه، لكنّها في الوقت ذاته تُحذّر من الإقدام على خطوة متسّرعة من هذا القبيل .
وأشارت الدراسة إلى أنّ حزب الله وحماس، أقامتا ما تُسّمى شبه دولة في الجنوب اللبناني وفي قطاع غزّة، وبالتالي باتتا تُشكلّان التهديد المركزي على "إسرائيل”، نظرًا لضعف الجيوش العربية النظامية، كما أنّهما تلقيا الدعم المادي والمعنوي من سوريا وإيران، وقام حزب الله بتدريب عناصر حماس في جميع مجالات الحرب، بما في ذلك التنصت واستخدام الوسائل التكنولوجية وكيفية تصنيع الصواريخ، وإقامة الأنفاق، بالإضافة إلى ذلك، دأب حزب الله على إشراك حماس في عملية استخلاص العبر والنتائج من الحرب، هذا على الرغم، أضافت الدراسة، من أنّه في السنتين الأخيرتين، لوحظ الابتعاد بين الحركتين .
وأكد مُعّد الدراسة على أنّ حماس في المواجهة الأخيرة قامت بتطبيق عمليات نجح فيها حزب الله ضدّ "إسرائيل” في حرب العام 2006 ، مثل بناء قيادة أركان، الالتزام بحرب العصابات، والتسلّح بطائرات بدون طيار، واستعمال الصواريخ التي تصل إلى مديات بعيدة، علاوة على تفخيخ مناطق ومراكز بصورةٍ ممتازةٍ، على حدّ قول الدراسة .
وأقّرت الدراسة بأنّه خلال المواجهة الأخيرة تمكنت المقاومة الفلسطينية من الإبداع و إيجاد حلول خلّاقة ، وتمكنت من تحدّي "إسرائيل”، حتى ساد الانطباع لدى صنّاع القرار في تل أبيب بأنّ حماس طورّت أكثر فأكثر ما تلقته من حزب الله .
وتطرّقت الدراسة إلى الخطة التي أعلن عنها السيد حسن نصر الله، والقاضية بنقل المعركة في المواجهة القادمة إلى الجليل بهدف "تحريره”، موضحةً أنّ خلف هذه التصريحات هناك خطة عمل قام بإعدادها حزب الله تقضي بتسلل عنصر حزب الله إلى العمق الإسرائيلي، الأمر الذي سيؤدّى إلى وضع الجبهة الداخلية الإسرائيلية أمام تحدٍّ لم تشهده في الماضي. لكنّ السؤال المركزي، برأي الدراسة، كيف تعاملت "إسرائيل” مع مجموعة تهديدات حماس وما هي تداعيات ذلك على الجبهة الشمالية؟، صحيح أنّ الجيش قضى على الأنفاق، ولكن يجب الأخذ بعين الاعتبار أنّ التضاريس في الشمال تختلف جوهريا عن تلك في الجنوب، كما أنّ المخابرات "الإسرائيلية” لا تمتلك المعلومات عن حزب الله، مقارنةً بالمقاومة الفلسطينية.
واعترف مُعّد الدراسة أنّه خلافًا للمُقاومة الفلسطينية، التي أطلقت كمًا كبيرًا من الصواريخ على مدار 51 يومًا ، فإنّ قدرة "إسرائيل” على وقف صواريخ حزب الله ضعيفة جدًا ، ذلك أنّ الحزب يمتلك ترسانة صواريخ تقترب من المائة ألف صاروخ.
أمّا في مجال التفوق الجوي أثبتت "إسرائيل” نفسها ، لكنّها لم تتمكن من هدم الأنفاق كليا ، علاوة على ذلك، فإنّ سلاح الجو الإسرائيلي لم ينجح في القضاء على منصات الصواريخ التابعة للمقاومة . وعليه ، تفترض الدراسة أنّ حزب الله مع الخبراء الإيرانيين يعكف على دراسة هذا الموضوع ، وسيحاول إيجاد مواطن الضعف لدى "إسرائيل” ، مثل إطلاق الصواريخ من مناطق مختلفة في لبنان، وإطلاق الصواريخ أيضًا على مناطق عديدة في "إسرائيل” لارباك الجيش "الإسرائيلي” .
بالإضافة إلى ذلك، أوضحت الدراسة، أنّ حزب الله ذوتّ (افشل) التفوق الجوي "الإسرائيلي” ، وهو يقوم الآن، بنجاح جزئي، بالتسلّح بمنظومات دفاع أرض جو متطورّة ومتقدّمة جدًا، وذلك بهدف منع "إسرائيل” من التحليق بحريةٍ في الأجواء اللبنانية.
كما لم تستبعد الدراسة أنْ يقوم حزب الله بتوسيع الجبهة والقتال أيضًا على جبهة الجولان العربي السوري المُحتّل ، و إذا أقدم فعلاً حزب الله على ذلك ، شدّدّت الدراسة ، فإنّ هذا الأمر سيتطلب من "إسرائيل” المزيد من الاستعداد ، بما في ذلك استدعاء جنود الاحتياط ، الأمر الذي سيؤدّي إلى ضربة صعبة جدًا للاقتصاد الإسرائيلي .
وخلُصت الدراسة إلى القول إنّه على ضوء المعطيات التي وردت، فإنّ على "إسرائيل” أنْ تتحضّر لمفاجئات إستراتيجية في المواجهة القادمة مع حزب الله، بما في ذلك دخول قوّات كبيرة من حزب الله إلى "إسرائيل” في الشمال، مُلمحةً إلى أنّ "إسرائيل” قد تلجأ إلى استعمال أسلحة غير تقليدية لدرء هذا الخطر المُحدّق .