باكستان تحيي يوم الخلاص!
محمد كسرواني
قالوا كلمتهم الفصل وصوّتوا خلاصاً من السعودية. ما قام به الباكستانيون يوم الانتخابات البرلمانية الخميس الماضي 25 تموز/ أغسطس 2018، قلب موازين الحكم. رئيس الحكومة السابق، والمعتقل حالياً بتهم الفساد، نواز شريف اخيراً خارج السلطة.
رجل السعودية الاول والمتآمر على شعبه وجيشه (في قضية زجّ الجيش بحروب داخلية وتوريطه بالعدوان على اليمن)، لم يعد يملك قرار فساد البلد. الشعب استبدل رجل الفساد بتكتل وطني قويّ يرأسه المعارض عمران خان، رئيس حركة "إنصاف" الباكستانية، المدعومة من مجلس وحدة المسلمين وأحزاب إسلامية وسياسية اخرى.
فرحة النصر، لم تنتظر الاعلان الرسمي للنتائج. فما ان بدأت تتسرب احصائيات أولية مؤكدة عن فوز خان الكاسح خرج ليعلن خطاب النصر. هنأ مؤيديه لتحقيق حلم جاء بعد كفاح استمر 22 عاماً، مشعلاً بارقة أمل غابت عن أذهان باكستان لزمن .. دولتكم ستكون مزدهرة ومرفهة على غرار حكم رسول الله محمد (ص) للمدينة المشرفة ـ على حد وصفه ـ.
وعودٌ عريضة وتعهدات مهمة للإصلاح يطرحها خان وفق خطة عمله. فالأكثرية البرلمانية التي حاز عليها وفوز مجموعات سياسية اخرى توافق خطه السياسي تشير الى تحسن في الأوضاع الاقتصادية والأمنية ومحاربة الفساد والارتقاء بالخدمات التعليمية والصحية تظهر نتائجه قريباً، وتحسن عمل أجهزة الدولة المختلفة كجهاز الضرائب وهيئة المحاسبة والشرطة، ودعم الفقراء والمزارعين وأصحاب المشاريع الصغيرة، وتحفيز الاستثمار والسياحة.
بالمقابل اسقطت الانتخابات شخصيات باكستانية كبيرة، منها متورط بالفساد واعمال متطرفة ارهابية. فقد خسر وخرج من البرلمان كل من:
ـ رئيس البرلمان في حكومة نواز شريف اياز صادق
ـ رئيس الوزراء السابق من حزب نواز شريف شاهد خاقان عباسي
ـ وزير الداخلية السابق في حكومة نواز شريف شودري نثار علي خان
ـ عدد من وزراء حزب نواز شريف
ـ رئيس حزب اهل السنة (جيش الصحابة) ملا احمد لدهيانوي
ـ معاون اول رئيس جيش الصحابة اورنغزيب فاروقي
ـ عدد من قادة جيش الصحابة منهم رمضان مينغل
ـ رئيس حزب القومية الشعبية اسفند يار ولي
ـ رئيس الحزب القومي للمهاجرين فاروق ستار
ـ حاكم إقليم السند ورئيس حزب منشق من حزب القومي للمهاجرين مصطفى كمال
ـ رئيس المجلس العمل الموحد ورئيس جمعية العلماء الاسلام ملا فضل الرحمن
ـ امير الجماعة الإسلامية في باكستان سراج الحق
فيما بقيا شخصيات اخرى في البرلمان إلا انهم خسروا اعداد كبيرة من الاصوات منهم:
ـ رئيس حكومة إقليم البنجاب وشقيق نواز شريف شهباز شريف
ـ رئيس حزب الشعب الباكستاني بلاول بوتو زرداري (نجل الرئيس السابق أصف زرداري)
في الخلاصة ترسم نتائج الانتخابات الباكستانية 2018 خسارة فادحة لحلفاء السعودية، والهزيمة التي أصابتهم تنذر بتحول كبير في النظام السياسي إن صدق خان.
فباكستان اليوم غير بلد المئتيّ مليون في الأمس، والحكومة المرتقبة ينظر اليها البلد النووي نظرة امل تقلب موازين حكم فاسد هيمن طيلة اربعين سنة.