على ترامب ان يحذر وليست ايران
ما استقرأناه من فحوى تغريدة لترامب نشرها على "تويتر" ردا على تحذيرات الرئيس روحاني له، بأن "لا يعبث بذيل الاسد"، كانت سخيفة للغاية وفضفاضة حيث افتقدت للمضمون والمصداقية بل مجرد كلمات اطلقها على عواهنها دون ان يدرك حتى ابعادها وهذا ما يدل على شدة ارتباكه وقلقه من الطريقة التي يجب عليه ان يتعامل بها مع ايران، القوة العظمى في المنطقة ونقطة الارتكاز وجبلها الشامخ وليس غلوا عندما يقول الرئيس روحاني ان السلام مع ايران هو السلام الحقيقي والحرب معها هي أم الحروب، لانها الحقيقة بعينها ففضلا عن موقعها الاستراتيجي الفريد ودورها وثقلها الاقليمي والدولي تمتلك من المصداقية والمواقف والقيم والمبادئ ما يميزها عن الاخرين في ثباتها على ذلك عمليا رغم دفعها للفواتير الضخمة من اجلها ودون ان يرف لها جفن وذلك لشدة اعتقاداتها وتمسكها بالاسلام كنظام للدين والدولة وهنا بيت القصيد والمنطلق الاساسي للعداء الاميركي الدفين لايران بهدف القضاء على تجربتها الرائدة ومنع تعميمها لان في ذلك هلاك لها ولجميع مصالحها وذيولها في المنطقة.
فالادارة الحالية برئاسة ترامب ليست مستثناة من هذه القاعدة في تعاملها الوقح والاجرامي مع ايران لكن ما يميزها عن الادارات السابقة هو مدى حماقة وجنون ترامب الذي اظهر اميركا على حقيقتها الاجرامية والارهابية دون رتوش في مواجهتها لايران لان الاستراتيجية الاميركية قائمة على ذلك وهذا الامر لم يعد سرا حتى نكشفه فما كتبته مجلة "فارين باليسي" الاميركية مؤخرا بان "تغيير نظام الحكم في ايران رؤيا خائبة لجميع الحكومات الاميركية بعد انتصار الثورة الاسلامية"، يدل بوضوح على مدى حقد وعداء اميركا لايران وشعبها بعد ان قطعت يدها واخرجتها من ايران وهي اليوم بصدد اخراجها من جميع المنطقة لشدة اطماعها الجشعة ونهبها المستمر لثروات شعوبها من خلال البقرات الحلوب التي تفضل الكراسي على شعوبها.
لكن الشيء الاخر الذي يميز الادارة الحالية برئيسها المتظاهر بالجنون هو شدة غبائه وحماقته بتكراره للتجارب السابقة والعقيمة للادارات المتوالية ضد ايران مع وجود علامتين فارقتين لم يلتفت اليها هو ان اميركا ليست اميركا العقدين الاخيرين من القوة والنفوذ وليس العالم الذي سايرها في عقوباتها ضد ايران هو ذلك العالم فحسب بل يقف في الضد منها، اما العلامة الفارقة الاخرى والكبيرة هي ان ايران اليوم من القوة والمكانة والنفوذ ما يجعلها من ان تقيد الولايات المتحدة الاميركية بسلاسل تمنعها من اي تحرك او تطاول على ايران ومصالحها لوجود اساطيلها وقواعد العسكرية المنتشرة في دول المنطقة وعسكرييها الذين يتجاوزون الـ 50 الف هم تحت رحمة النيران الايرانية ولابد ان نذكر ترامب في النهاية ان من يجب عليه ان يحذر من عواقب اللعب بالنار هو انت يا ترامب وعليك ان تراجع ايضا ارشيف الرئيس كارتر الذي كان يعاني من عقدة النقص حينما خاطب الامام الخميني (قدس سره الشريف) بانكم تحتقرونا فأجابه الامام هذه هي البداية وسنحتقركم حتى النهاية اذا لن تعودوا لآدميتكم.