kayhan.ir

رمز الخبر: 79423
تأريخ النشر : 2018July23 - 19:29

العرض الروسي لترامب: سورية اولا ً او الطوفان ...!


محمد صادق الحسيني

هلسنكي ليست لندن او باريس بعد الحرب العالمية الاولى كما انها ليست يالطا بعد الحرب العالمية الثانية ...!

وبوتين وترامب ليسا سايكس وبيكو بعد الحرب الاولى ولا ستالين وروزفلت بعد الثانية حتى يتقاسما فيها الغنائم...!

فما حصل هناك هو تقاسم المنتصرين الغنائم وقطاف النصر فيما بينهم ، في حين ان ما حصل في هلسنكي هو اجتماع المنتصرين بالوكالة مع المهزوم بالاصالة...!

انتبهوا جيدا يا من تذهبون بعيداً ضحية تشويش الاعلام الصهيوني العالمي ، فالحرب الكونية على سورية تقارب من نهاياتها بربح اكيد لمحورنا الحرب استراتيجياً وحليفنا الروسي تباعاً ، وخسارة عدونا الاسرائيلي الحرب استر اتيجياً وسيده الامريكي تباعاً ...!

فهل من المعقول ان يقاسم المنتصر ارباحه مع المهزوم او يقدم جوائز ترضية له ...!؟

قطعاً لا ...

جل ما حصل قبل واثناء وبعد هلسنكي هو سكوت القيصر الروسي على بعض مزاعم ترامب وربيبته ( اسرائيل) على ما يزعمونه من تفاهمات عامة روسية غربية ( بينها اسرائيلية ) بغرض تنفيس احتقاناتهم بانتظار استكمال محور المقاومة حزمة الانتصارات المتبقية ...!

تابعوا تصريحات سفراء القيصر في كل من دمشق وطهران وبغداد عقب تصريح سفيره في تل ابيب، حيث نسفوا كل ما اله الاخير عن مثل هذه التفاهمات...!

ومع ذلك و لان الزعيم فلاديمير بوتين وهو رئيس الكا جي بي السوفياتي في المانيا الشرقية سابقاً اي المسؤول الاول عن جبهة الحرب المتقدمة لحلف وارسو بوجه حلف الاطلنطي ، يعرف تماماً كيف يروض الفيل الامريكي الطموح والجامح من اجل اعادة بعض الدور وبعض ماء الوجه لامريكا المكسورة والمهشمة الصورة على صخور الجبال السورية ...!

فكان ان اقترح على ترامب رشوة تسعفه في التغلب على خصومه الداخليين من بقايا الدولةالعميقة عندما اقترح عليه تقاسم سوق النفط والغاز الاوروبي ( باموال خليجية سعودية بالاساس لتمويل ١١ مصنع تسييل الغاز الامريكي) ليتمكن من بيع ذهبه الاسود والازرق في السوق الاوروبية ، اضافة الى السكوت على صفقة القرن بانتظار ( قيام محور المقاومة بزعزعتها ميدانياً) ...!

ومن لديه شك في ذلك فليستمع الى الى الرئيس محمود عباس ويساله عما دار بينه وبين بوتين وما اسر اليه في خلوتهما في رحلته الاخيرة لموسكو...!

في هذه الاثناء قدم القيصر الرشوة كذلك للفرنسيين من خلال التوسط لهم لدى دمشق بان يقدم الروسي نفسه جسراً جوياً لمساعدتهم الانسانية ومعهم اوروبا في مقدمة للعودة التدريجية الى سورية ، و بالتبع اغراء الاردن والسعودية وملحقاتها بخطة تسهيل عودة اللاجئين السوريين ، فيما ترك الباب مفتوحاً لمن يريد الالتحاق بالفريق المنتصر او ركوب زورق الغالبين...!

ان فلاديمير بوتين لا يستطيع حتى لو اراد ان يتقاسم النصر مع ترامب ان يفعل ذلك ، لانه لا يزال في حالة حرب معه في ادلب اذ لا يزال نحو ٢٥ الف ارهابي من جمهوريات بلاده ينشطون هناك تحت اشراف ثعلب الناتو اردوغان وما ادراك ما اردوغان...!

هذا غير حاجته الملحة والماسة لحليفه الايراني ومعه لكل اعضاء جبهة المقاومة التي لم تنته بعد من تحقيق كافة اهدافها الاستراتيجية والتي من اهمها اخراج امريكا من غرب آسيا والبحر المتوسط بشكل اخص...!

الحرب العالمية الثالثة لم تصل الى نهاياتها بعدُ اذن ، ويوم تصل الى نهاياتها فان الصفقة عندها فقط ستعقد فعلا ولكن بين اعضاء حلف المنتصرين ونحن في محور المقاومة سنكون على رأس القائمة ويومها فقط نعقد صفقة مع موسكو نعيد فيها كتابة التاريخ ونغير اقدار الجغرافيا السياسية والطبيعية ...!

اما اجتماعات من يمثلنا في النصر مع رمز المهزومين العالمي فسيكون هذه المرة لابلاغه بشروط الاذعان بالهزيمة ويومها كما في هلسنكي لن يكون للمهزوم سوى خيار قبول شروط المنتصرين...!

ومع ذلك ولان فلاديمير بوتين يعرف تماما نوع الوجع الذي يلم بالرئيس ترامب ، وانه يريد العودة من ساحة الهزيمة الى الداخل الامريكي منتصراً على راسمالية المضاربات المالية بالنفط والسلاح ، وهذا يتطلب منح ترامب فرصة جمع المزيد من المال من حلفائه واذنابه الذين حمتهم امريكا لعقود ، ليضخه الى اسواق الداخل الامريكي لتنشيط المصانع وما يسمونه بالراسمالية المنتجة ، وهو ما لخصه ترامب بشعاره الانتخابي الشهير امريكا اولا ً...!

هنا يدخل القيصر على خط الصراع الداخلي الامريكي كما دخل مبكرا على بورصة الانتخابات الامريكية ، بقوة فيقدم لترامب حبل النجاة والهروب بجلده من سورية وحتى العراق بل وكل منطقة آسيا الغربية وصولاً حتى الى الشرق الادنى ( كوريا)، وذلك تحت شعار :

اذا اردت تحقيق حلمك، امريكا اولاً، فعليك يا سيد ترامب ان تفعل بخطة سورية اولاً ، اي غادر سورية باسرع ما يمكن لانه سبيل خلاصك وتحررك من المستنقع الذي تركته لك الدولة العميقة او ورثته منها والذي من دون مغادرته لن تستطيع الانتصار عليهم في الداخل ، بل انك ستغرق في طوفان الخارج الذي يدبره لك من باتوا ينتظرونك على خوضه على احر من الجمر ...!

اما التابع الاسرائيلي وصاحب شركة الاسطول الامريكي على اليابسة الفلسطينية ، فلن يجني من الرشوة الروسية لترامب الا بعض عظامها وهي سكوت الروسي المؤقت على صفقة القرن، في الوقت الذي خذله في اهم مطالبه الملحة الا وهي اخراج الايراني وحزب الله من سورية او من الجنوب السوري كحد ادنى ، الامر الذي ليس فقط لم يحصل بل ان المستشار الايراني و الاخر الحزب اللهي صارا "ينوظران" عليه من على بعد امتار من الجولان المحتل وصار الجنوب جنوبان ...!

وفي هذا السياق علمت مصادرنا بان احد جنرالات الأركان الاسرائيليين قام باطلاع نظير اوروبي له على جوهر ما دار في المكالمات الهاتفيه بين بوتين ونتن ياهو وكذلك بين ليبرمان وشويغو يوم ٢٠/٧/٢٩١٨والتي تناولت الوضع في سورية .

حيث اكد الاسرائيلي للاوروبي على ما يلي :

١) فشل المحادثات الهاتفيه في التوصل الى اي نتيجه بخصوص الوجود الإيراني وحزب الله في سورية.

٢) اصبحت العلاقه الاسرائيليه الروسيه تنحصر في نقطتين فقط . وهما : آلية التنسيق العسكري بين الجيشين بخصوص سورية .

عدم تدخل الروس في اي عمليات يقوم بها الجيش الاسرائيلي ضد أهداف ايرانيه في سورية ( حسب قول الجنرال الاسرائيلي طبعا ).

وتابع قائلا لنظيره الاوروبي : خيبة املنا كبيره جدا من روسيا .حيث لم يلتزموا بوعودهم لنا بان لا يسمحوا لايران وحزب الله بالوصول الى حدود الجولان ...!

في طهران العام ١٩٤٣ اجتمع كلا من ستالين وروزفلت وتشرشل في اطار ما عرف فيما بعد بقمة النصر ، اي انتصار الحلفاء على دول المحور ( النازي الفاشي) وهو ما تأكد فيما بعد بنهاية النازية والفاشية واستسلامهما للحلفاء متبلورا في قمة يالطا الشهيرة...!

بانتظار ان تمر قمة طهران الثلاثية المرتقبة بخير والتي يفترض ان تضع رقبة العثماني الجديد على مقصلة التفاهم الايراني الروسي ، تذهب العيون شاخصة الى قمة يحددها الميدان السوري بعد تحرير كامل الرقة وادلب حتى تنضج قمة المنتصرين في دمشق والتي يفترض ان تجمع بين القيصر والامام او من يمثله والرئيس العربي الوحيد المتبقي من ايام زمن الكبار العرب ، عندها فقط يمكن الحديث عن صفقة او تفاهم للمنتصرين حول نوع الجغرافيا السياسية التي تنتظر العالم برسم الخط العربي - الاسلامي..!

الى حين ذلك الزمن اليقين تبقى اليد على الزناد والعيون الى القدس مشدودتين

بعدنا طيبين قولوا الله