مصادر عراقية مطلعة: العبادي والمالكي والعامري يبحثون تشكيل "الكتلة الأكبر"
بغداد – وكالات: أفادت مصادر مطلعة باجتماع كل من رئيس تحالف النصر حيدر العبادي، ورئيس قائمة الفتح هادي العامري، ورئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي في منزل القيادي في حزب الدعوة عبد الحليم الزهيري، لتشكيل الكتلة الاكبر، ما يعتبر تطورا لافتا في مسار التحالفات.
يأتي هذا التطور اللافت، في وقت توصّل فيه عدد من الكتل السياسية العراقية السنية إلى اتفاق لاختيار فريق تفاوضي موحد حول تشكيل الحكومة واستحقاقات المرحلة المقبلة.
من جانب آخر، أجرى وفد مشترك من ائتلاف دولة القانون وائتلاف الفتح مشاورات، في أربيل مع مسعود البارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني وقيادة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني تمحورت حول إمكانية توصل الجانبين إلى تفاهمات سياسية مشتركة بشأن تشكيل الحكومة العراقية القادمة.
وكشف سكرتير اللجنة المركزية للمكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، رائد فهمي، في حديث لـ"المسلة"، عن أن تحالف سائرون يولي البرنامج الحكومي الإصلاحي الذي سيتم الاتفاق عليه، الأولوية الكبرى، وهو أمر يتفوق في سلم الأولويات على مسالة اختيار رئيس الوزراء المقبل الذي يتم لاحقاً.
وبحث زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر، مسألة تشكيل الحكومة الجديدة مع زعيم ائتلاف الوطنية إياد علاوي، وكذلك عددا من الملفات التي تهم الشأن العراقي وخصوصا الأمني.
فيما قال القيادي في تحالف الفتح، عامر الفايز، لـ"المسلة" ان التحالف لم يتخذ الى الان خيار البقاء او الانسحاب من التحالف مع سائرون، مؤكداً، على ان موضوع الانسحاب لم يتم التطرق له الى الان.
وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، قد اعلن في 13 من حزيران 2018، عن انضمام تحالف الفتح بقيادة هادي العامري الى تحالف سائرون لتشكيل الكتلة الأكبر داخل البرلمان العراقي.
وحول انباء انفراط تحالف سائرون مع الفتح، قال الفايز في حديث لـ "المسلة"، ان "تحالف سائرون مع النصر قد تم من دون التباحث معنا، لكن هذا لم يدفعنا الى اتخاذ قرار الانسحاب".
واعتبر الفايز، ان "التحالفات الحاصلة حاليا بين الفتح وسائرون وبين النصر وسائرون لا ترقى الى مستوى التحالف النهائية وانها تصورات واتفاقات وتفاهمات".
وتشير الدلائل الى ان محاولات التحالفات الشاملة تحت مسمى "الفضاء الوطني" تتراجع بسبب اصطدامها بجدار "التخندق الطائفي"، و التأثيرات الإقليمية والدولية.
وكشف القيادي في تيار الحكمة الوطني، ايسر الجابري عن ضغوطات ومحاولات من قبل بعض الدول الاقليمية والدولية لإيجاد موطئ قدم لها للتأثير على سير العملية الانتخابية، والمباحثات حول تشكيل الحكومة.
وقال الجابري في حديث لـ "المسلة"، ان "بعض الدول التي يهمها الشأن العراقي، تحاول النفوذ في العراق بسبب مصالحها مثل إيران وامريكا ودول الخليج الفارسي وتركيا"، مبيناً، ان "هذه الدول تحاول التأثير على المباحثات الجارية لتشكيل التحالفات بشكل او بآخر".
بدوره كشف مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي،امس الاثنين حقيقة تدريب القوات التركية لعدد من التركمان في العراق لتنفيذ عمليات مشبوهة بالبلاد.
وقال المتحدث باسم المكتب سعد الحديثي، لـ(بغداد اليوم)، إن "هذه تسريبات اعلامية لا اساس لها من الصحة، نحن ملتزمون بحماية سيادة العراق واراضيه وامنه والحرص على مصالحه"، مبينا ان "الحديث عن القبول بعمليات عسكرية تقوم بها قوات نيابة عن دول اخرى مرفوض تمام، وهو يتعارض مع الدستور العراقي مع سيادة الدولة العراقية، وهي مجرد تسريبات اعلامية لا اساس لها من الصحة".
وحول تدريب القوات التركية لعدد من التركمان لتنفيذ عمليات مشبوهة بالعراق، علق الحديثي انه "لا علم للحكومة العراقية بوجود هكذا خطوات ولا توجد اي موافقة حكومية بهذا الصدد اطلاقا، بل هو مرفوض، ما يتم نشره مجرد تسريبات اعلامية ليس الا".
وفي وقت سابق من امس كشف حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، عن وجود اتفاق بين تركيا والجبهة التركمانية لتدريب عناصر من التركمان للقيام بعمليات مشبوهة في العراق.
وقال عضو الاتحاد شوان الداوودي في حديث لـ(بغداد اليوم)، ان "تركيا تقوم بتدريب مليشيات تركمانية مكونة من 500 تركماني للقيام بعمليات مشبوهة في العراق"، مبينا ان "العناصر الأمنية في الحكومة الاتحادية في بغداد لديها علم بذلك".
وأوضح الداوودي، ان "هذا التدريب تم عن طريق الاتفاق بين القيادات التركية والقيادات في الجبهة التركمانية، مقابل اعطاء كل عنصر من هذه المليشيات 400 دولار" ، مؤكداً ان "لديه وثائق تثبت ذلك تتضمن اسماء ومراتب تلك العناصر".
من جهته اكد كفاح محمود المستشار الاعلامي لرئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني، امس الاثنين، أن وفد تحالف الفتح وائتلاف دولة القانون لم يناقش مع القيادات الكردية ملف الرئاسات الثلاث، مبيناً ان هناك الكثير من النقاط بحاجة الى مزيد من المباحثات بين الاطراف ومنها المادة 140 وملف النفط والغاز.
وقال محمود في حديث لوسائل إعلام محلية وتابعته وكالة [كنوز ميديا]، إنه "من السابق لاوانه الوصول الى اتفاقيات بشأن الرئاسات الثلاث في الحكومة المقبلة، الا ان هناك مشتركات كثيرة، بين وفد تحالف الفتح وائتلاف دولة القانون والحزبين الديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستاني”.
واضاف ان "هناك الكثير من النقاط، لاتزال تحتاج الى مباحثات معمقة، خاصة ان نتائج الانتخابات لم يتم الاعلان عنها بشكل نهائي، وبانتظار انتهاء عمليات العد والفرز اليدوي، ولحين انتهاء هذه الحقبة ستجري الكثير من المباحثات بين الكتل السياسية”.
وبين ان "الخطاب السياسي يبحث عن الشراكة الحقيقية والتوازن الفعلي وليس الاسمي، وهذه الامور كانت موجودة خلال المباحثات التي جرت بين الوفدين والوفد الكردي”، مشيرا إلى أن "هناك مشتركات بين الاطراف المجتمعة، ولكنها بحاجة الى الكثير من المباحثات، حيث نبحث عن برنامج للحكومة المقبلة من اجل وضع الخارطة السياسية الجديدة، ومنها تطبيق المادة 140 وقانون النفط والغاز”.
من جانب اخر أعلن قائد محور غرب الأنبار في الحشد الشعبي قاسم مصلح، امس الاثنين، مقتل "مسؤول الأمنية بداعش" مع عدد من عناصر التنظيم بتدمير ثلاث مضافات لهم داخل سوريا.
وقال مصلح في تصريح أورده موقع الحشد الشعبي واطلعت عليه السومرية نيوز، إنه "بعد ورود معلومات استخباراتية دقيقة وبتوجيه من قبلنا تم تنفيذ ضربات مدفعية دقيقة على مواقع يجتمع بها الإرهابيون في منطقة سوسة الحدودية داخل الأراضي السورية".
وأضاف مصلح، أن "القصف أسفر عن تدمير ثلاث مضافات لداعش وقتل مجموعة من الإرهابيين بداخلها بضمنهم عرب وأجانب ومسؤول الأمنية المدعو أبو عائشة".
وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي أكد، الثلاثاء (10 نيسان 2018) على اتخاذ اجراءات لحماية الحدود مع سوريا، مشددا على ان تنظيم "داعش" لن يتمكن من اختراق العراق مرة اخرى.