راعية الارهاب تقنن لحقوق الانسان
من سخرية القدر وهوان الدنيا اليوم ان اميركا وبعض الدول الغربية الصانعة للارهاب والعنف في العالم هم من يقيمون الدنيا من هو الارهابي ومن هو التحرري، خلافا لكل الموازين والمفاهيم الانسانية المتعارف عليها ويبنون ذلك وفقا لمصالحهم ورؤيتهم المتناسبة مع سياستهم وما عدا ذلك فهو يدخل في اطار الارهاب في تقييم زائف ومحرف ويتناقض تماما حتى مع القوانين الدولية التي تشرع المقاومة. فمقاومة حزب الله وكذلك حماس والجهاد اللذان يكافحان من اجل تحرير بلدهم فلسطين، هي مقاومات مشروعة، لكن الغرب وعلى راسه اميركا التي تتحرك في اطار مصالحها تقلب الحقائق بوضح النهار وهمها الاول والاخير الكيان الصهيوني وتوفير الغطاء السياسي له مع ما يمارسه من ارهاب فظيع وعلني يوميا.
فهذا الغرب المتغطرس والظالم سيدفع يوما ثمن مواقفه اللاانسانية واللامسؤولة التي لا تحكمه اي شريعة سوى شريعة الغاب، بعيد كل البعد عن الاحكام والمبادئ الانسانية التي تفتقد للقيم، فالمصالح هي وحدها تحدد مسيرته وسياسته وليس في قاموسه شيء اسمه اخلاقيات او مبادئ انسانية او حقوق انسان او دعم الديمقراطية خلافا لكل ما يروجه ساستهم العنصريين فسيرتهم العملية في دعم الانظمة الاستبدادية في المنطقة وبقية نقاط العالم تثبت ذلك وقد اعترف البروفيسور فرانسوا بورجه بان الغرب وراء 90 % من صناعة العنف في العالم.
فرنسا الاستعمارية المعروفة بانها اخطر واقذر انواع الاستعمار تستضيف سنويا اجتماعا لزمرة المنافقين الارهابية وسجلها حافل باغتيال 17 الف مواطن ايراني دون ذنب تسمح لهذه الزمرة بالتحرك السياسي على انه نشاط اجتماعي ولا يتعارض ذلك مع وجودها على الاراضي الفرنسية وان زعيم هذه الزمرة الارهابية بعد فراره من ايران توجه الى فرنسا من دون دول الاخرى. فاية قاعدة شاذة هذه واية شريعة هذه تسمح للقاتل والارهابي المدان بجرائم مفتوحة وموثقة ان يصبح طليقا وحرا، يتبجح بجرائمه.
وعادة ما تنتهج الدول سياسة معادية للدول التي تعاديها، لكن اليوم فرنسا تمتلك علاقات عادية واكثر من عادية مع ايران لكنها تواصل نفس سياسته العدائية وهذا خلاف لمصالحها ويتعارض مع مصداقيتها التي تدعي انها تحارب الارهاب لكنها عمليا تدعم الارهاب من خلال فسح المجال للمنافقين وتحركهم في فرنسا او دورها في سوريا.
واللافت اكثر ان نصف الحضور في اجتماع زمرة المنافقين في باريس كانوا من الفرنسيين وفقا لما كتبته صحيفة غارديان البريطانية مقابل مكافئتهم بالحصول على بطاقات للسفر.
اجراء وزارة الخارجية الايرانية باستدعاء السفير الفرنسي في طهران للاحتجاج على الموقف الفرنسي المعادي لايران كان متأخرا وكان الاحرى بوزارة الخارجية ان تحذر باريس من مغبة هذا الاجتماع الارهابي قبل انعقاده والذي تتكلف بمصاريفه السعودية ويدعى اليها المتطرفين في اميركا والغرب، وهذا الامر لايضير طهران لان هذه الزمرة القليلة المجرمة والمنبوذة من جميع الشعب الايراني لا تشكل اي خطر عليها لكن من باب بلطجة فرنسا واساءتها للشعب الايراني وللعلاقات الثنائية وعدم مراعات اية اصول اخلاقية تعترض على ذلك وللاسف الشديد بعد استدعاء السفير الفرنسي في طهران صرح ناطق باسم الخارجية الفرنسية وفي تبرير سخيف ومخجل باننا لا نؤيد توجهات هذه الزمرة او اهدافها او نشاطاتها وان اي مسؤول فرنسي لم يحضر هذا الاجتماع.
على طهران المعروفة بمواقفها الحاسمة والصلبة تجاه من يسيء اليها مهما كان متفرعنا ان تتعامل مع مثل هذه الدول بكل حزم وتوقفها عن حدها لكي لا تتكرر مثل هذه الاساءات غير المبررة مستقبلا.