الحديدة تشعل الحرب بين الامارات والسعودية !
يبدو أن معركة الحديدة قد كشفت عن بدء خريف العلاقات السعودية الإماراتية، على الأقل العسكرية منها، حيث بات يرى الجانبان نفسهما – وطبعاً سائرقوى تحالف العدوان – في ورطة لم يكن يتوقع أحد أن تدوم إلى اليوم، وأن تستنزف معنويات القوى الغازية لليمن بشكل يجعلها تلجأ إلى النقار مع الآخر حول الآمر والمأمور فيما بينهم.
فقد وضعت الإمارات المملكة العربية السعودية في وضع حرج بإعلان وقف العمليات العسكرية عبر وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش الذي أعلن عبر تغريدات له وقف العمليات العسكرية في الحديدة، كان وفقا للسعوديين يجب أن يصدر بواسطة الناطق باسم التحالف العقيد تركي المالكي بعد المشاورات مع القيادة السعودية.
وأكد موقع "صدى الخليج" نقلا عن مصادر سعودية وجود ضغوط خارجية دولية هائلة أجبرت الإمارات على هذا الإعلان بعيداً عن موافقة المملكة العربية السعودية أو عدم موافقتها، ويعزون ذلك لوجود أسرى كبار تابعين لدول مهمة كفرنسا وإسرائيل وبريطانيون وأميركان إضافة إلى قيادات إماراتية والمئات من المرتزقة من جنوب اليمن والسودان، تخشى الدول الغربية من انفضاح أمرهم فيما لو استمرت المعارك وقد يقوم أنصار الله بعرضهم أمام الشاشات ما سيتسبب بانتكاسة وفضيحة دولية قد تطيح بحكومات دول تمنع قوانينها الاشتراك بحروب خارجية من دون الرجوع إلى برلماناتها، الأمر الذي انتهى إلى الضغط على الإمارات المخطط الفعلي والمتبني لهذه المعركة لإيقاف القتال هناك باقل الخسائر.
كانت تمني الإمارات نفسها أن تسيطر على أهم وأخطر الممرات الدولية البحرية التي يطل ميناء الحديدة عليها، لكن ما حدث من مقاومة شديدة وسقوط ضحايا في الجانب الذي تقوده الإمارات أربك الخطط العسكرية وأفشلها.
ويقال إن السعودية كانت معارضة لشن هذه الحملة، ولكن إصرار الإمارات وإعلانها التمهيدي لهذه المعركة وضع القيادة السعودية في حرج.
وكانت القوات السعودية قد حاولت قبل أيام، التدخّل على نحو نوعي في معركة الساحل الغربي، وإحداث اختراق من الجهة الشمالية، بعد فشل نظيرتها الإماراتية في تحقيق تقدم جنوباً.
ولإتمام هذه المهمة، حاولت القوة البحرية السعودية تنفيذ إنزال بحري في منطقة ميدي، إلا أن القوة البحرية اليمنية نجحت في إفشال العملية.
وعبرت قيادات سعودية خلال اجتماع خاص عن سخطهم وغضبهم لهذا الإعلان المفاجئ من دون الرجوع فيه لاستشارة أحد في المملكة العربية السعودية.
الحوثي: مرتزقة الإمارات محاصرين بالحديدة وهذا شرطنا لإخراجهم من الحصار..
هذا وفاجأ القيادي في حركة أنصار الله محمد علي الحوثي، رئيس اللجنة الثورة العليا في صنعاء، الأوساط السياسية بالحديث عن حصار أنصار الله للمرتزقة الإماراتيين في الحديدة، حيث تحدث في تغريدته بالحرج الذي وقعت فيه الإمارات وحلفائها الغربيون.
وقال محمد علي الحوثي في تغريدة له عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، مساء الأحد: "إذا كان الإماراتيون صادقين في إيقاف عدوانهم على الحديدة، فنحن جاهزون للتواصل من أجل البحث في كيفية إخراج مرتزقتهم من الحصار هناك" في إشارة إلى ما لدى انصار الله من كنز ثمين تمت السيطرة عليه وهم أسرى من كبار الضباط والقادة الغربيين والاسرائيليين والإماراتيين.
وجاءت تغريدة الحوثي في سياق تبادل التصريحات والتصريحات المضادة مع الإمارات على خلفية إعلانها وقف القتال في الحديدة.
التغريدة تتمتع بقدر عال من الثقة بالنفس.. ما بات يفتقر إليه إعلام العدوان بشقيه السعودي والإماراتي، والذي يبدو أنه لم يعد يقو على كتمان ما يدور من سجال خلف كواليسه، أو أنه لم يعد يكترث إلى افتضاح المساجلات التي يتراشق بها الساسة أو الجنرالات فيما بينهم.. وهذا ما ينذر بالمزيد والمزيد.
يضاف إلى ذلك تصريحات الناطق الرسمي للقوات المسلحة اليمنية العميد الركن شرف غالب لقمان الذي سخر من مدعيات قرقاش بالقول إن "الإمارات كانت تتوقع احتلال الساحل الغربي في ساعات وإذا بها تغوص في رمال الساحل اليمني وتغرق في مياه بحره بعمليات وبطولات الجيش واللجان الشعبية وأبناء تهامة وقبائل اليمن الأحرار الذين يتقاطرون على الساحل لمواجهة عدوان بربري ومحاولة احتلال بائسة من قوى أكثر بؤسا وحماقة اعتادت اللعب في مصائر الشعوب والدول والاقتيات على آلام البشرية من اجل مصالح الإمبريالية والصهيونية العالمية التي تقف وراء أدواتها في العدوان على اليمن وشعبه."
كما فند الناطق باسم أنصار الله محمد عبدالسلام المدعيات الإماراتية وقال بالحرف الواحد "لا يمكن ان نقبل اي نقاش جزئي لا في الحديدة ولا في غيرها بالمطلق."
وأضاف: نعتقد ان محاولة قرقاش هي محاولة للدخول في معركة جديدة للتغطية على الفشل العسكري والسياسي والإعلامي الذي وقعوا فيه نتيجة اعلامهم الصريح والذي كانوا يطمئنون اليه بأنهم سيسيطرون على الحديدة وان صلاة العيد ستكون فيها، وعندما فشلوا عادوا الى هذه الالتفافات والخدع.
فضلاً عن أخبار الإنجازات الميدانية لصالح الجيش اليمني واللجان الشعبية.. فإن كل هذه إنما هي مؤشرات على أن اليد الطولى إنما هي للقوات الشعبية اليمنية وليس للقوات الأجنبية الغازية، إماراتية كانت أم سعودية أم غيرها.
معركة الحديدة قد تكون علامة فارقة خلال الحرب المفروضة على اليمن.. قد يصنف التاريخ الحرب إلى ماقبلها ومابعدها، حيث تعددت مظاهر الهزيمة لقوى العدوان فيها، وكشفت ما كان عليه النمر الورقي الذي تشكله مجمل القوى المتحالفة ضد اليمن عسكريا، كما كشف هشاشة المواقف السياسية لدول العدوان وتخبطها في القرار والتنسيق فيما بينها.. والأنانية والعصبية بشأن التنسيقات، والتي يبدو أنها باتت أكثر أهمية لها من النتائج التي تحققها على أرض المعركة.