باحث اسلامي كندي: اقتدار الجمهورية الاسلامية سبب عداء اميركا والرجعية العربية لها
طهران/كيهان العربي: بعث الباحث الاسلامي الكندي "اريك والبرغ" مؤلف كتاب "امبريالية ما بعد الحداثة" وكتاب "المقاومة الاسلامية بوجه الامبريالية" وكتاب "من ما بعد الحداثة الى ما بعد العلمانية" مقالا للصحيفة لمناسبة يوم القدس العالمي، جاء فيه: لا احد ينكر حقيقة تنامي دور الجمهورية الاسلامية في ايران في غرب آسيا، وهذا الدور في تصاعد مستمر منذ سقوط الاتحاد السوفياتي عام 1991. فحين خسر الفلسطينيون مدافعا مثل الاتحاد السوفياتي (كقوة عظمى حينها) لم يكن لهم اي داعم على نطاق العالم. فكانت حماية الاتحاد السوفياتي عن حرية فلسطين على نطاق دولي في الحؤول دون تحقيق الامبريالية الاميركية اهدافها، فكان الدعم الروسي سدا امام التمدد الامبريالي الاميركي. من جانب آخر كانت لاسرائيل الهيمنة على الشرق الاوسط كي تحافظ عن مصالح اميركا في المنطقة. فمقتلة المدنيين الفلسطينيين بيد الاسرائيليين مستمرة سابقاوالى اليوم فيما لا تبدي اي رد مناسب، وهذا يعني خوف هذه المنظمات من اسرائيل واميركا. كما وتعمل الدولارات السعودية خلال السنوات الاخيرة على اسكات صوت حماس وتشديد الحصار على غزة. فيصعب اليوم على الغزاويين تلقي اي مساعدة انسانية من الخارج.
في هذا الخضم انفردت ايران بتقديم الدعم الجريء للمستضعفين الفلسطينيين. كما ودعمت الجمهورية الاسلامية عن طريق حزب الله لبنان لمواجهة العدوان الاسرائيلي. هذا الدعم ادعى لاستعداء الغرب وبالذات اميركا، ولطالما هددت ايران بهجوم اميركي.
وعلى جانب آخر نشهد ان العرب ينتهجون المسار الاسرائيلي الاميركي بدل ان يتبعوا الجمهورية الاسلامية في دعم الفلسطيين، معتبرين ايران تهديدا لهم.
بينما لا تنبس مجموعات السلام العلمانيةالغربية ببنت شفة عن دور ايران الفعال في المنطقة. الا ان الآفاق واضحة امام ايران، رغم محاولات بعض الدول العربية والغربية الوقوف بوجه ايران.
فقد زارت شخصيات غربية بعضها تصدى للعمل على رفع الوضع المعاشي للفلسطينيين، زارت ايران مؤخرا وتعرفوا عليها عن قرب. وهم من تيار يقلق على الوضع الداخلي لاميركا ويحملون على واشنطن بشدة. من جانب آخر هنالك ادلة مؤلمة تعكس مدى دعم آل سعود للكيان الصهوني.
فقد التقى محمد بن سلمان الشهر الماضي زعماء يهود في نيويورك واعلن صراحة انه على فلسطين ان تقبل بشروط السلام، ومن الافضل للفلسطينيين ان يصمتوا!
وارى ان ايران على درجة من الاقتدار حيث يمكنها ان تقف امام ابتزازات اميركا وهذا الامر يؤدي الى شعور بعض الدول العربية في المنطقة بالقلق. فيما يسعى الغرب لاسكات ايران ليزيلوا تاثيرها شيئا فشيئا. فالضغوط الاقتصادية مع الغزو الثقافي هي من اساليب الغرب والدول العربية لمواجهة الجمهورية الاسلامية الايرانية.
فالهلال الشيعي مصطلح اختلقه الغربيون بان ايران تريد تصدير المذهب الشيعي بين ابناء المنطقة ومواجهة الامبريالية الغربية.
الا ان ايران لم تتدخل يوما في الشؤون الداخلية لدول المنطقة وهي تحترم رأي شعوب في تقرير مصيرها. فيما نشهد تدخل اميركا في الكثير من الانقلابات، كما وتتدخل في عمليات الانتخابات التي تحصل في الدول المختلفة. وهذا السلوك العدائي الاميركي بدأ من الحرب العالمية الثانية والى الان.
الكيان الصهيوني الغاصب اقدم على مختلف الجرائم بحق الشعب الفلسطيني المظلوم تحت المظلة الاميركية ودعمها. فحسب المعلومات الواردة من مصادر اسرائيلية فان ما يقر بمن 750 الف فلسطيني يقبع في السجون الاسرائيلية منذ عام 1967 والى الان. وقد نشرت الامم المتحدة في مارس عام 2017 تقريرا، اعتبرت فيه اسرائيل نظاما عنصريا. ورغم قصر عمر هذا التقرير وسرعان ما تبخر، ولكن نشوء طريقة جديدة في التعامل مع الكيان الصهيوني بين اوساط الامم المتحدة تعكس مدى انزجار الدول من جرائم النظام الصهيوني والتزامهم لمواقف متشددة ضد هذا النظام. حتى ان التقرير الذي نشر عام 2017 ضد اسرائيل ادى الى الغاء وزير خارجية هذا النظام لزيارة كانت مرتقبة لبلجيكا خوف الاعتقال والزج في السجن.