وكالة بلومبرغ: العديد من الدول تحاول الالتفاف على الحظر الاميركي
طهران- كيهان العربي:- اكدت وكالة بلومبرغ الاخبارية في تقرير على ان قدرات واشنطن في اعمال العقوبات قد تقلصت، والكثير من الشركات التجارية تملك آلية الالتفاف على الحظر الاميركي.
وافادت الوكالة، لربما بلغت امكانيات اميركا في اعمال الخطر مرحلة فقدت ديناميكيتها ونهاية قيادتها للاقتصاد العالمي. فقبل ست سنوات وخلال الشروع بتحقيق عن مصرف "استاندارد تشارترد بي ال سي" البريطانية بخصوص نقض الحظر الاميركي، نشرت ادارة الخدمات المالية في نيويورك رسالة نصية لاحد المدراء البارزين لهذا البنك لنظيره الاميركي وجاء فيها:
"انتم ايها الاميركيين اللعناء! من انتم لتفرضوا علينا وعلى العالم بأسره عدم التعامل مع الايرانيين؟" وقد بلغت موارد الجرائم المالية للعام الثاني من ادارة ترامب رقماً غير مسبوق.
وكان "جارت بلانك" وهو من المسؤولين رفيعي المستوى في الخارجية الاميركية خلال ادارة اوباما، في مجال البرنامج النووي الايراني، والمحقق حالياً في موسسة "كارنغي" للسلم الدولي، قد قال: "ان ادارة ترامب اصابها الهذيان في امكانيتها على فرض العقوبات، فهي لا تعلم ان آلية الخطر محدودة وتفتقر للكثير من المقومات". فيما اعلنت البنتاغون في يناير 2018 بان الارهاب لا يمثل من الآن وصاعداً خطراً يهدد اميركا. معلنة
ان مع حلول مرحلة سياسة القوى الكبيرة فستشكل روسيا والصين التهديد الاساس لواشنطن. وان شعار "اميركا اولاً" يعني ان العقوبات ستكون من طرف واحد على اكثر الاحتمالات ولذا لابد من وضع ستراتيجية دبلوماسية ثمن تضعيف الاخرين. فالعقوبات انهكت وزارة الخزانة الاميركية وقضت على الخارجية.
واستطردت وكالة بلومبرغ: ان وزارة الخزانة الاميركية ما زالت بصدد الميليشيات فقد وضعت في 16 من مارس عقوبات جديدة على ميليشيات حزب الله الشيعية الحليفة لايران. الا ان هذه المساعي الجديدة لهذه الوزارة لاستهداف اقتصاد ايران وروسية ادت الى حيرة المستثمرين وسخط حلفاء اميركا.
وبالرغم من ان قرار شهر مارس القاضي بوضع تعرفة على واردات الصلب والالمنيوم، واحدثت سجالاً في سوق المعادن العالمية، الا ان عقوبات وزارة الخزانة على شركة "روس آل" الروسية للالمنيوم رداً على ما اسمته تدخل موسكو في انتخابات اميركا الرئاسية لعام 2016 أدت الى ايجاد خلل واسع في النظام العالمي لتأمين هذا الفلز.
مؤسسة "كيل" الالمانية لدراسة الاقتصاد العالمي، قد نشرت في يوليو 2017 نتائج دراسة حول الاثار الجانبية الاقتصادية للعقوبات متعددة الاطراف على روسية بسبب ضم جزيرة القرم الى سيادتها قبل ثلاث سنوات. ودلت الدراسة على انه بالرغم من ان الضربة الاساسية للعقوبات ينبغي ان تؤثر على روسية بشكل طبيعي، الا ان القسم الاعظم من الضرر الناجم من العقوبات اي 44 مليار دولار انعكس على الدول التي فرضت العقوبات فالاقتصاد الالماني تحمل 40% من هذه الاضرار و 6% تحملت اميركا. وفي ظل الشروط الحالية يمتلك اللاعبون الاقتصاديون الكبار دوافع كافية للحصول على سبل للالتفاف على الدولار الاميركي، فلا يوجد اي دليل فني لفشلهم في هذه المناورة. فلاوربا والصين مصارفهم الخاصة بهم.وبشكل عام فان قدرات اميركا لوضع عقوبات مالية على ارجاء العالم متوقف على رغبة الصين واوروبا لاجراء هذه العقوبات، وهذه الرغبة تتجه نحو الزوال رويداً رويداً.