اميركا وعرقلة الحل السلمي للازمة السورية
مهدي منصوري
اتبعت الادارة الاميركية وبعد غزو بوش الصغير لكل من العراق وافغانستان سياسة تقوم على خلق الازمات في المنطقة والتي عبرت عنها وبوضوح هيلاري كلينتون آنذاك بالفوضى الخلاقة، اي ان الادارات الاميركية التي تعاقبت وخلال هذه الفترة اتخذت هذا الاسلوب الاهوج من اجل تحقيق عدة اهداف اهمها فرض حالة الهيمنة والسيطرة على ثروات ومقدرات شعوب المنطقة.
وقد بلغ اوج هذه السياسة بعد مجئ المختل عقليا ترامب الذي لا يفهم سوى لغة الربح والخسارة ولذلك وضع سياسة بلاده في اطار هذه البوتقة وما تراه المنطقة من ازمات متعددة ومتشابكة ومعقدة سببها هذه السياسة العمياء.
ولذا اصبحت سياسة خلق الازمات عنوانا بارزا للسلوك الاميركي خاصة وانها تقف حجر عثرة امام كل مقترح او مشروع يريد لهذه المنطقة الامن والاستقرار، والمعطيات على هذا الامر لا تعد ولا تحصى بحيث اثار حفيظه كبار المسؤولين الاميركيين الذي عابوا على ترامب هذه السياسة وطالبوا بتغييرها لانها ستضع ليس فقط المنطقة بل العالم على فوهة بركان.
وقد شهدت بصمات هذه السياسة كل من العراق واليمن ولبنان وليبيا، كما نشاهدها اليوم في سوريا بعد حرب دامية امتدت الى اعوام وصلت فيها قناعات المجتمع الدولي ان هذه الحرب سوف لن تفضي الى نتيجة مما دعاهم الى الذهاب الى الحل السلمي لهذه الازمة، وقد عقدت الاجتماعات في فيينا وكان اخرها بالامس في استانا من اجل الوصول الى هذا الحل لتجنيب الشعب السوري المزيد من الدماء والتي كان سببها وكما هو واضح للجميع هي اميركا وبعض حلفائها كالسعودية من خلال دعم وزج الارهابيين الذي جاؤوا من عدة بلدان العالم يحملون السلاح ولايفهمون الا هذه اللغة في مواجهة الجيش والشعب السوري، فلذلك فان واشنطن والرياض مجتمعتان تعملان ان تبقى نار الحرب مشتعلة في هذا البلد والى ما لانهاية ويقفان حجر عثرة امام اي مسعى كان لاخماد الحرب واعادة الحياة الطبيعية لهذا البلد، وقد برز هذا الامر بوضوح من خلال افشال المباحثات التي تجري للوصول الى هذا الهدف بوضع الشروط التعجيزية التي لايمكن تطبيقها على ارض الواقع، وهاهي واشنطن وفي اجتماع استانا التاسع اتخذت موقفا يعكس هذا التوجه وذلك بالنأي عن حضور المباحثات من اجل ايجاد حالة من الخلل، ولكن جاءت تصريحات المؤتمرين متجاهلين هذا الموقف بالقول ان عدم حضور اميركا لمباحثات استانا لن يجد خللا في اتخاذ القرار المناسب لايجاد حل للازمة السورية.
والذي لابد من الاشارة اليه والذي يحظى بالاهمية القصوى وهو ان واشنطن وحلفاءها الذين دعموا الارهاب وبكل قوة لايريدون له الاندحار والانهيار لانهم وبعبارة اوضح لايرغبون ذلك لانه وفي حالة انتصار سوريا عسكريا وسياسيا ان تكون بلدانهم مأوى لهؤلاء القتلة الذين جاؤوا من دول مختلفة، ولذا فان عرقلة المباحثات في استانا وغيرها قد يكون سببه الاساس ما ذهبنا اليه، ولكن اميركا ومهما عملت لايمكن ان تصل الى تحقيق هدفها لان الجيش السوري وحلفاءه وبدعم من الشعب السوري والشعوب الحرة في المنطقة قد اتخذ قراره بازالة وطرد الارهاب والارهابيين من ارضهم مهما كلفهم من ثمن ليحبطوا كل المخططات الاميركية السعودية الصهيونية التي تريد لسوريا ان تبقى أسيرة لهذه الازمة.