kayhan.ir

رمز الخبر: 75695
تأريخ النشر : 2018May12 - 19:28

صواريخ الجولان.. الأسباب والتداعيات وآفاق المستقبل


بلال عساف

استثنائية كانت ليلة العاشر من ايار داخل الكيان الصهيوني، عاش فيها الكيان بأكمله ساعات من الرعب، بعد تساقط عشرات الصواريخ على قواعد للجيش "الصهيوني" في مرتفعات الجولان المحتل، اعتبر جيش الكيان انها رد من إيران على الضربات التي نفذها على قواعدها الموجودة في سوريا، فيما نفت الجمهورية الإسلامية أن تكون هي من نفذت الضربة الصاروخية، وبين اتهام كيان العدو لإيران بتنفيذ الضربة ونفي الأخيرة ذلك يطرح سؤال عريض حول أسباب وتداعيات القصف الصاروخي على المواقع الإسرائيلية؟

أسباب القصف الصاروخي

تعتبر الاعتداءات الصهيونية على الاراضي السورية احد اهم الاسباب التي تستدعي رداً مباشراً ضد "تل ابيب" حيث استهدفت مؤخراً مواقع عسكرية في عدة مناطق سورية، كان أخطرها تلك الاعتداءات في التاسع من نيسان/ابريل الماضي حيث شنت الطائرات الإسرائيلية عدة غارات على مطار التيفور العسكري في ريف حمص، ما اسفر عن استشهاد عدد من المستشارين العسكريين الايرانيين بالاضافة الى شهداء وجرحى سوريين، لذلك كان لا بد من الرد لإفهام العدو ان تلك الاعتداءات لم تعد تمر دون عقاب.

أضف إلى ما تقدم، وجود الدعم الإسرائيلي اللامتناهي للجماعات الإرهابية في سوريا، ولم يكن التقرير الذي صدر عن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في نيسان/ابريل 2018 هو الوحيد الذي أكد قيام الكيان الصهيوني بتقديم الدعم للمجموعات المسلحة في سوريا، بما في ذلك تنظيم جبهة النصرة الإرهابي، بل كان قد سبقه تصريح للمدير السابق لوحدة الشرق الأوسط في وكالة الاستخبارات الأمريكية (الـ سي آي إيه) "فيلنت لورت"، حيث أعلن أن "اسرائيل" على اتصال مستمر مع "جبهة النصرة"، ناهيك عن الاعترافات المتكررة لقادة المجموعات الإرهابية عن تلقيهم الدعم من الكيان المحتل.

وهكذا يتضح كيف تمادى الكيان الصهيوني في اعتداءاته على الأراضي السورية، وخرق الخطوط الحمراء التي وضعتها الدولة السورية لحماية سيادتها منذ مذكرة اتفاق فصل القوات عام 1973، لذلك كان لا بد من إعادة تثبيت تلك القواعد، وردع الكيان الصهيوني عن أي اعتداء وإفهامه ان ذلك لم يعد يمر دون عقاب.

وهنا تكمن أهمية اختيار جبهة الجولان لاستهداف مواقع الاحتلال، فتلك المنطقة هي أرض سورية محتلة، أريد من خلالها ايصال رسائل الى الكيان الصهيوني مفادها بأن هذه الأرض غير منسية وان الخطوات القادمة ستكون لاستعادتها، وبالإضافة إلى ان القوات الإسرائيلية لم تعد في مأمن حيث أصبحت عرضة للاستهداف في أي وقت.

وقد كشفت عملية القصف النوعية والتي تعتبر مفصلية وغير مسبوقة من حيث سرعتها ودقتها أن "إسرائيل" أوهن من بيت العنكبوت، وهذا ما كان أعلنه سماحة السيد حسن نصرالله عام 2000. وفي مقابل تأكيد الضربات على أن محور المقاومة لم ترف عينه عن الكيان الإسرائيلي بالرغم من المعارك التي يخوضها ضد الجماعات التكفيرية، في حين أثبتت الفشل الاستخباراتي الإسرائيلي الذي لم يحدد كيفية وتوقيت الضربات الصاروخية بشكل مبكر، ما أدى إلى استهداف مراكز إسرائيلية حساسة دون التمكن من منع ذلك نتيجة نقصان المعلومات الاستخباراتية.

هل "إسرائيل" مستعدة للحرب فعلاً؟

منذ احتلال "إسرائيل" لفلسطين ودخولها بعض الدول العربية دائماً ما كانت تتغنى بقدراتها على شن الحرب والرد على أي ضربة عربية، إلى أن بدأت تتغير المعادلات منذ تحرير لبنان عام 2000 وانتصار المقاومة في تموز 2006، حيث سقطت مقولة الجيش الذي لا يقهر، ومع الضربات الصاروخية الجديدة التي تعتبر معادلة جديدة في الصراع مع الصهاينة لم يكن بوسع الجيش الإسرائيلي إلا الرد بعدد من الغارات على الأراضي السورية، لكن بلا أهداف محددة ودقيقة بل كانت عشوائية واوحت بأن الكيان يعيش حالة من الهستيريا، وتأكد ذلك من خلال تصريح وزير الحرب أفيغدور ليبرمان عندما قال إن جيش بلاده ضرب كل البنى التحتية الإيرانية في سوريا، وسرعان ما عاد واعلن بأن ايران لا تزال قادرة على ضرب كيانه بالصواريخ معلناً من خلال هذا التصريح انتهاء التصعيد.

وقد ثبت من خلال ردود فعل وتصريحات قادة العدو بأن الاحتلال غير جاهز لحرب مفتوحة في المنطقة بل على العكس فانه يخشاها وهذا ما عبر عنه وزير الحرب الصهيوني في كلمة له خلال مؤتمر "هرتسيليا - 2018"، حيث قال إن "إسرائيل" لن تكون جاهزة للصمود في أوضاع الطوارئ والحروب بدون تطبيق خطة خمسية تستمر على مدار خمس سنوات لتحصين جبهتها الداخلية.

لذلك فقد أكد هذا الانجاز العسكري الجديد، على التالي:

1- ان الكيان الصهيوني فقد ادعاءه بالهيمنة العسكرية على المنطقة، بالاضافة الى فقدانه القدرة على التحرك بحرية في سوريا.

2- وجود جهوزية عالية لدى محور المقاومة لخوض اي حرب مع الاحتلال.

3- فشل القبة الحديدية مرة أخرى في صد صواريخ محور المقاومة.