من اين ستبدأ الحرب الكبرى في المنطقة؟
عبدالوهاب الشرفي
حديث الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن ان الحرب مع الوكلاء قد شارفت على الانتهاء وان الحرب مع الاصلاء قد تبداء في اي وقت ليس حديثا مستغربا وان كان حديثا غاية في الخطوره , فكونه ليس مستغربا فلان النتيجة التي ارتسمت في سوريا حتى الان تقول ذلك فالحكومة السورية استعادت ما يصل ل85% من مساحة سوريا و بات كل غرب الفرات بيدها تقريبا ولم يعد من وجود مهم للوكلاء – الجماعات المسلحة المدعومة من الولايات المتحدة وحلفائها – ولم تعد هذه الجماعات المسلحة قلب الصورة – في ظل الملابسات الحالية – في المساحة التي باتت بيد الحكومة السورية وحلفائها
واذا سارت الامور وفق سيرها الحالي فان المعارك ستنتقل الى المناطق الباقية من الجغرافيا السورية التي لاتزال خارج سيطرة الحكومة السورية والتوجه لهذه المناطق تضع الاحتكاك مع الاصلاء قائما فما بقي هي مناطق الهيمنة والحظور العسكري للاصلاء الولايات المتحدة – وقد يضاف لها قوات لدول اخرى من الاصلاء يتم الحديث عن ضرورة دخولها الى سوريا – وتركيا من جهه و لان النتيجة التي ارتسمت حتى الان غير مقبولة من قبل ” الكيان الصهيوني ” و قد دخل على الخط بشكل غير مسبوق و وجه ضربات مباشرة ليس للحكومة السورية فقط كما كان الامر وانما استهدف قوات ايرانية بشكل مباشر وسيستمر وهي لكمات من طرف أصيل و كان ” نصر الله ” قد وصف هذه الضربات انها فتحت حربا مباشرة بين ايران و ” الكيان الصهيوني ” من جهة ثانية .
حديث ” نصرالله ” الذي ذكر فيه حرب الاصلاء القادمة يأتي في ظل ملابسات خاصة وكبيرة وذات علاقة بالحرب مع الاصلاء فمن السعي الحثيث لالغاء الاتفاق النووي الايراني الى الدفع باتجاه دخول قوات لدول من الاصلاء الى سوريا الى الدفع باتجاه اجتذاب شركاء جدد في الموقف تجاه ايران بداية بالمغرب الى التهدئة المفاجئة مع كوريا الشمالية للتفرغ لمنطقة الشرق الاوسط الى الانزياح العسكري الكبير – والغير مسبوق منذ الحرب على العراق – الى المنطقة الى السعي الامريكي لتوفير موارد مالية هائلة الى غير لك من مؤشرات اقتراب المعركة مع الاصلاء , كما ان حديثه – ” نصرالله ” ياتي ضمن ترتيبات خاصة منها اعادة قوات تابعة ” لحزب الله ” من سوريا الى الحدود اللبنانية وكذا السعي الحثيث لحزب الله لتوفير التغطية السياسية له داخليا من خلال الانتخابات النيابية التي يشهدها لبنان والتي بمناسبتها كان هذا الحديث ” لنصرالله ” وبحدة ومباشرة غير مسبوقة في سلوك ” حزب الله ” للفوز في الفعاليات السياسية اللبنانية الداخلية .
حرب الاصلاء اذا ما اندلعت فهي خطيرة للغاية وهو امر واضح لانها قد تلحق الضرر بالعالم باسره وقد تدخل البشرية كلها وليس المنطقة فقط في نفق مظلم لم يدخله من قبل مطلقا , وخطورتها البالغة هذه تجعل المدخل لها هو احد اهم حساباتها فهذه الحرب المجازفة بالامن والسلم الدوليين بشكل شامل و غير مسبوق تفرض على العالم بكله اتخاذ موقف تجاهها ولهذا فان الحاجة لتغطية الموقف بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها سياسيا حاجة ماسة , وسيكون الدخول لحرب الاصلاء من نقاط الاحتكاك في ما بقي من الجغرافيا السورية خارج سيطرة الحكومة السورية غير مغطى سياسيا بالقدر المتناسب مع حجم هذه الحرب وسيكون موقف الولايات المتحدة وحلفائها ضعيفا كون وجودها على الارض السورية غير شرعي , وذات الشيئ بالنسبة لدخول لها عبر ضربات ” الكيان الصهيوني ” للمواقع الايرانية في سوريا فهذه الضربات ليست شرعية كما انها تعزز موقف ايران في حال تكررت وتوسعت وفُرض الرد داخل الجغرافيا المحتلة كون ” الكيان الصهيوني ” هو من أمعن في الاعتداءات وفوق ذلك فان هذا المدخل غير مناسب لان عدم تضرر ” الكيان الصهيوني ” هو احد المواصفات المطلوبة في اي مدخل لحرب الاصلاء .
النتيجة التي ترتسم في سوريا لصالح الحكومة السورية وحلفائها اذا ما انتهت هكذا فسيترتب على ذلك تغيرات اقليمية وعالمية سيئة للغاية على الولايات المتحدة و ” الكيان الصهيوني ” وحلفائهما ولا قبول من قبلهم ان تمر , و انتهاء هذا المعركة في سوريا التي كان معول عليها النيل من ايران كاحد اهدافها بهذه النتيجة ستفضي الى العكس و زيادة تقوي وحضور ايران و ارتفاع مستوى تهديدها لامن ” الكيان الصهيوني ” وهو امر ايضا لايمكن القبول به , وبالتالي فان الحدث الذي يدور في سوريا هو حدث مصيري بالنسبة لمحور الغرب و ” الكيان الصهيوني ” و الذهاب لحرب الاصلاء امر لن يترددوا فيه اذا لزم الامر لمنع اكتمال النتيجة في سوريا لصالح الحكومة السورية و حلفائها وايا كانت التبعات او الثمن المترتب على ذلك وسيكون الذهاب بالنسبة لهم اليها امر حتمي .
امام اهمية البحث عن مدخل لحرب الاصلاء لتغطية الموقف سياسيا بمقابل حتمية الذهاب لهذه الحرب اذا لم يمكن التاثير على النتيجة في سوريا الا عبرها يأتي الاتفاق النووي الايراني كبوابة مناسبة وكلما تحتاج هو فتحها , وكلما يدور من حديث وسجال و دفع باتجاه الغاء الاتفاق النووي الايراني هو بهدف فتحه ليتم الدخول عبره الى حرب الاصلاء , فبالغاء هذا الاتفاق سيفتح الباب على امكانية التشكيك والاتهام لايران بالتطوير النووي العسكري والبناء على هذه التهمة وصولا للدخول الى حرب الاصلاء في ضل اكبر غطاء سياسي ممكن للولايات المتحدة وحلفائها لتغطية حربها . فحجة التطوير النووي العسكري من قبل ايران هو المدخل الاكثر ملائمة للدخول لهذه الحرب وهو ذاته المدخل الذي حورب به العراق من قبل والذي عبره تقدم الولايات المتحدة وحلفائها – و بصورة اخف – على توجيه ضربات منفردة لسوريا باختلاق تهم استخدام السلاح الكيماوي في سوريا .
قد تندلع حرب الاصلاء من المدخلين السابقين – نقاط الاحتكاك في سوريا او ضربات ” الكيان الصهيوني ” – اذا اقتضت الظرورة لكن احتمال اندلاعها عبر هذين المدخلين يضل متدني بمقابل احتمال كبير ان تندلع من مدخل التطوير النووي الايراني – حقيقة او اتهاما – و كلما يحتاج الامر هو فقط الغاء الاتفاق النووي الايراني ليبدء بذلك تدوير العجلة وصولا للعمل العسكري بعيدا عن مجلس الامن الذي يصعب الحصول على تشريعه لحرب الاصلاء التي لابد للولايات المتحدة وحلفائها من الاقدام عليها , ولذلك سيمثل الغاء ” ترامب ” للاتفاق النووي الايراني ان تم في 12 من مايو الجاري الطلقة الاولى لانطلاق ماراثون حرب الاصلاء .