kayhan.ir

رمز الخبر: 72966
تأريخ النشر : 2018March09 - 21:20

وأسقطت انتفاضة القدس "صفقة القرن"

مهدي منصوري

التهبت الارض الفلسطينية وفي جمعة الغضب الرابعة عشرة تحت اقدام الصهاينة والتي لم يتوقعهونها لانها فاقت مثيلاتها من الجمع السابقة بحيث انها شملت اغلب المدن الفلسطينية ، وعكست صورة من الصور التي كانت غائبة عن الاذهان الا وهي ان اساليب القمع الوحشية التي تستخدمها ضد ابناء الانتفاضة كانت قادرة على اخماد او اضعاف هذا التحرك الشعبي، الا انهم وفي كل جمعة تظهر تحركات شعبية وباساليب جديدة تضع جنود العدو في حالة من الحيرة والارباك بحيث يضعفون امامها ويعجزون عن معالجتها .

ولاغرو ان نذكر هنا ان اميركا والكيان الصهيوني وبتعاون من السعودية عملوا على وضع خارطة طريق من اربعة بنود واطلقوا عليها " صفقة القرن" يمكن من خلالها توفير الامن والاستقرار للكيان الصهيوني، وتعتمد هذه الصفقة على خداع الفلسطينيين باقامة الدولة الفلسطينية واحلال السلام بينهم وبين الكيان الغاصب.

وقد حاولت السعودية وبامر من سيدتها واشنطن تطميع سلطة عباس بالاموال الحرام للموافقة على هذه الصفقة، الا ان وفي الاتجاه المعاكس فان انتفاضة الشعب الفلسطيني العارمة والقوية اصبحت عائقا كبيرا في تحقيق اهداف الصفقة على الارض.

والذي لابد من الاشارة اليه في هذا المحال ان الشعب الفلسطيني الذي واجه الحصار الصهيوني القاتل وقطع الامدادات والمساعدات الانسانية الاميركية اضافة الى ذلك الحصار كيف يمكن له ان يقبل ان يركع او يرفع الراية البيضاء امام المشاريع التي تستهدف وجوده في الصميم.

وقد ساهم اعلان ترامب متحديا مشاعر المسلمين في العالم اجمع بنقل سفارة بلاده الى القدس الشريف في تأجيج الغضب الاسلامي العارم خاصة ابناء فلسطين الذين رأوا في هذا القرار انتهاكا كبيرا للمقدسات بحيث لايمكن التغاضي او السكوت عنه ولذا ارتفعت وتيرة التظاهرات والاحتجاجات في الارض الفلسطينية بحيث وضعت العدو الصهوني في حالة من الارباك والقلق بحيث وصل الى واشنطن من خلال تصريحات ممثلة واشنطن في الامم المتحدة هيلي من ان " اميركا باتت اليوم قلقة على اسرائيل"، ولم يأت القلق الاميركي من فراغ بل ان عجز الكيان الغاصب وضعفه في مواجهة انتفاضة القدس رغم استخدام ابشع الاسالليب القمعية من قبل القوات الصهيونية، مما عزز من قدرة المقاومة الفلسطينية وتطورها بحيث اصبحت كابوسا خانقا يجثم ليس فقط على صدور الصهاينة بل كل الداعمين لهم من الدول في المنطقة.

واخيرا فان المشاريع المعلبة التي تتفق عنها العقول الاميركية في السيطرة على شعوب وابناء المنطقة لم تلق التأييد من قبل الشعوب بل ان هذه الشعوب ترى ان المواجهة والوقوف بوجه مثل هذه المشاريع الاستذلالية هو الحل الوحيد الذي يفشلها ويسقطها ، وهي بالامس وامام اتساع الغضب الفلسطيني في الارض الفلسطيني يعكس هذه الصورة الا وهي ان " صفقة القرن " الاميركية ستذهب الى مزبلة التاريخ.