فك شيفرة حزب الله ام شيفرة الجمال؟!
اميرحسين
عقدت مؤخرا حلقة نقاشية في مركز الامارات للسياسات في ابوظبي وبمشاركة ممن اسموهم بمجموعة من الخبراء والاكاديميين الذين اتوا بهم من لبنان وبعض دول العالم بتصور واه انهم يستطيعون فك شيفرة حزب الله وهي اشبه بالنكتة الا انها حملة دعائية رخيصة مكشوفة لان الذين اجتمعوا والدولة التي فرضت عليها جمعهم هم اصغر واعجز من ان يقوموا بهذه المهمة لان "فاقد الشيء لا يعطيه"، وربما الاكاديمي الوحيد بين هذه المجموعة هو مدير البرنامج الامني والعسكري في معهد واشنطن للدراسات الذراع البحثي لمنظمة "ايباك" الصهيونية وهنا تتضح الصورة تاما من هو وراء هذه الحلقة النقاشية في الامارات العاجزة حتى عن فك شيفرة سباق الجمال التي تقيمها سنويا، أم اميركا والصهاينة الذين عجزوا هم من خلال مراكز دراساتهم فك شيفرة حزب الله. والمعروف ان الكيان الصهيوني الذي عقد لحد الان عشرات الندوات ودعا فيها الكثير من المفكرين العرب وحتى من داخل فلسطين المحتلة لمناقشة هذا الموضوع دون جدوى وقد انصبت جهودهم لمعرفة ما يتميز به المذهب الشيعي على غيره من المذاهب الاسلامية الا انهم اصطدموا بالحائط المسدود وهو امر طبيعي.
والمعروف ان الاستعمار الغربي كان يعتمد في الماضي على المستشرقين لتغلغل في صفوف الامة لمعرفة نقاط ضعفها وقوتها وبالتالي يعمل على تمزيق صفوفها وايجاد الفواصل بين القيادة والقواعد والنفوذ الى داخل المجتمعات خدمة لاغراضهم الا انهم اكتشفوا في النهاية ان جيوش المستشرقين غير قادرين على انجاز هذه المهمة لذا لجأوا الى مراكز دراسات بحثية لتولي هذه المهمة وان مهمتها اساسا سلبية خلافا للاسم الذي تحمله. انها في الواقع مراكز مشبوهة لدراسة كيفية التغلغل الى المجتمعات التي تعاديها وتجهد على توجيه الرأي العام فيها خدمة لمصالحها وتدميرا لتلك المجتمعات.
ان هذا المشروع الذي اوكل الى دولة الامارات هو خدمة مجانية تقدمها للعدو الصهيوني الذي هو بأمس الحاجة الى العمليات المعرفية التي تكون مساندة لنشاطاته العسكرية التي تقوم فيها في الاراضي اللبنانية. ويالها من مهزلة من ان الكيان الصهيوني التي تعتمد اساسا امثال هذه الدول المفلسة على مساندته للتربع لفترة اطول على كراسيها تستمد العون منها لمواجهة حزب الله الذي اصبح اليوم وبشهادة الروس قوة اقليمية يحسب لها حسابها.
ان الذي يقلق هذه الدوائر من اميركية وصهيونية ورجعية عربية ويرفع منسوب هواجسها باستمرار هو تنامي اقتدار حزب الله واكتساحه للساحة كانموذج يحتذى به وخوفهم الشديد من ان تعمم هذه الظاهرة لتصبح كارثة عليهم وان نظرتهم لما يقوم به الشباب في البحرين أوالحوثيين في اليمن هو امتداد لحزب الله، لذلك تركز هذه الدوائر مجتمعة من خلال هذه التحركات المشبوهة والفاشلة اغتيال النموذج والقضاء عليه وقد كشف بعض المتحدثين الارهابيين في قدوه الامارات عن مدى جرائمهم وانحطاطهم الخلقي في القضاء على حزب الله وان كلف ذلك تدمير لبنان وشعبه.
وكلمة اخيرة لو كان باستطاعة الاسياد سواء كانوا اميركيين او غربيين او صهاينة القيام بهذه المهمة لما اوكلوا الامر الى صغار عملائهم الذين يعجزون حتى عن توفير الامن لانفهسم بل يشترون ذلك من اسيادهم وبمبالغ طائلة، كم انتم بلهاء وحمقى يشغلونكم بقضايا مستحيلة وهي اساسا خارج ارادتهم وقدرتهم ومن يريد ان يفك شفرة حزب الله لم تلده امه بعد.